الأدب المفقود

mainThumb

17-12-2021 10:04 PM

 لم يعد مستهجنا أن ترى في مدينة عمان قطعان الشباب المتفلت يجوبون  الشوارع في منطقة عبدون أو اللويبدة  أو الرابية الخ ...شباب لا يعرف لماذا يخرج أو ماذا سيفعل فتراهم يقطعون الطريق ويعطلون السير وهم يلعبون حيث يصطف ما يقارب 8 الى 9 شباب في جهة الشارع المتجه إلى عبدون ويقابلهم في الجهة الأخرى من الشارع القادم مثليهم في العدد ويبدؤون اللعب وتعطيل السير وتحديدا مساء يوم الخميس من كل أسبوع !!!و المؤسف أن هذه التصرفات لا رقيب عليها ولا حسيب حيث  على دوار عبدون تتواجد الشرطة و التي تقوم بإغلاق الشارع وتحويل السير إلى جهة أخرى مما يحدث أزمات كبيرة وإزدحامات .وهذه المجموعة نفسها من الشرطة التي تتواجد على الدوار و الذي لا يبعد عن مكان قطع الشبااب للشارع 1500 متر ولا تحرك ساكنا !

هذا السلوك الشاذ الذي يتبعه الشاب لا مبرر له وهو سلوك "صبياني " معيب خاصة وإننا نعيش قي القرن الواحد و العشرين !و الأدهى و الأمر أن هؤلاء الشباب هم الفئة التي ينظر إليها المجتمع كالجهة  المعقودالخير  عليها ؟ فالشباب في كل العالم هم المجموعة التي يعتمد عليها في بناء الدول و المجتمعات ..أما نحن كأمة عربية مسلمة فلدينا تاريخ عابق بالشباب الذي يرفع الرأس من محمد الفاتح إلى العوام إلى عبد الرحمن الداخل إلى طارق بن زياد وغيرهم كثير و السؤال اليوم أين نحن من هؤلاء العظام !!!شباب يسرح ويمرح في الشوراع وطبعا جميعنا يدرك أنه من حق الشباب ان يستمتع ويرفه عن نفسه ويخرج ولكن حسب الأصول و القوانين المرعية وبكل أدب وخلق عال ....بصدق ما نراه هذه الأيام هو أدب مفقود وهوان وقلة حيلة وغياب تام للوعي !

ما سبب هذا الحال الذي وصل إليه بعض الشباب ؟ هل الخطأ كله من الشباب ؟لا يمكن أن نحمل الشباب وحدهم المسؤولية عن هذا التردي .فما يقوم به الشباب المتفلت هو جهل وغياب الرقابة و إنعدام البرامج الخاصة بالشباب و قلة فرص العمل وعدم التقدير و التأهيل وهذه مسؤولية الحكومات المتعاقبة ولن ندفن رؤوسنا بالتراب ونقول كله زي بعضه العالم كله هيك ! فهذا كلام يخالف الحقيقة فهناك شباب ترفع لهم القبعات ونفتخر بهم ونقدرهم عاليا لالتزامهم وأدبهم الجم و ثقتهم  بأنفسهم و إحترامهم لأنفسهم و للأخرين .
 
ناهيك عن أن ديننا الحنيف وثقافتنا الإسلامية وعروبتنا جميعها تؤكد على إحترام و أدب الطريق نعم هناك أداب للسير في الطريق والرسول عليه أطيب الصلاة و السلام يقول إماطة الأذى عن الطريق صدقة ..فأين من يقطع الطريق على الناس من هذا الحديث !!ومن هنا ندعوا الحكومة لأخذ زمام الامور ووضع النقاط على الحروف ومنع مثل هذه السلوكات الشاذة في شوارع المملكة حيث لا مانع من أن يقف الشباب جانب السيارة وتناول القهوة أو غيرها ولكن ما هو ممنوع ومعيب هو قطع الطريق وتعطيل السير بحجة الضحك و اللعب و محاولة إطلاق أصوات عالية ومزعجة جدا من السيارات الفارهة و السريعة و التي تصم الاذان !!مما يحول مساءات الخميس إلى أوقات مزعجة و مقلقة وتأخير في قطع المسافة من المنزل الى الكافيه أو المطعم أو الزيارة العائلية حيث يأخذ المرء الوقت الطويل لقطع هذه المسافة مثلا من عبدون إلى الدوار السادس 50  دقيقة ومن الشيمساني إلى الصويفية 54 دقيقة قرابة الساعة وهذا التأخير سببه قطع الطرقات !!
 
في النهاية نقول البركة في الشباب الملتزم وثقتنا فيهم عظيمة ونعول عليهم في نصرة الحق أينما تواجدوا ولن تكون هذه  السلوكات المعيبة  التي يسلكها البعض سمة للشباب فالشباب المحترم هو من يتعالى على هذه التفاهات .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد