صحيفة السوسنة الأردنية

  في أحد الأيام حصلت  طوشة " هوشة" بين أشخاص في أحد الأسواق فتدخل احد المارين من خارج البلدة وهو عابر سبيل " نخونجي" "فانتخى"  وقرر أن يتدخل لفصل بينهم وتهدئة النفوس وكان على ثقة أن يحل النزاع بأسرع وقت ...

 وكانت الكلمات التي استخدمها  " اذكروا الله ياجماعة" وحد الله يا خوي " اخزي الشيطان يا عمي " خلي العقل منك يا زلمه " امسحها بهالحية يا خال " مشان الله يا حبيبي " الرجل ما ترك وسيلة" ترجاية " لحتى يفرق بين أصحاب الطوشة "الهوشة" بدون فائدة ...

وما بين تلك الكلمات كان الرجل الفزيع حاضر لكن كان بنفس الوقت "غايب طوشة"، على ماذا النزاع لا يدري! ومن هم اصحاب النزاع لا يدري!، تأتيه اللكمات والضرب من كل اطراف النزاع فيتألم ويسكت ، يستمع للكلمات القاسية والشتم فيغمض عينيه أدباً ويصمت، فتمزق قميصه فقال إلى هذا الحد يكفي " يا داخل بين القشرة والبصلة ...إلى آخر المثل ...

 فرجع بخطواته إلى الخلف فشاهد أشخاص واقفون على الرصيف يتابعون الطوشة" الهوشه" عن بعد ويضحكون ويسخرون ،فقال لأحدهم " عاجبكم يلي بتشفوه؟ "  فجاوبه بسؤال آخر " هو أنت جديد على السوق ؟" فقال أنا جديد عليكم لكن هل هذا قديمكم ويتجدد عليكم ؟ فكان هذا الجواب : هذا هو حال شارعنا يا ضيفنا " من زمان صار مسرح  واكثر من هيك ما بقدر أشرح " صرنا للعالم فرجه والفرجه ببلاش" فكانت إلا دقائق ويتعب طرفين النزاع بعد أن انهكوا بعضهم بالشتم والضرب ،وبقي المتفرجين كحضور غايب طوشة ،على ماذا كان أصل النزاع لا ندري ...

 ومن هنا كان مسرحنا اليوم ليس في الشارع وبكل أسف في مجلس النواب و  لكنه حرك كل شارع أردني فأصبح غاضب ممن قدمه من مهزلة وللآن لا يدري الشعب ماهي  سبب "الطوشة " هذا المجلس الذي لم  يخدمه أبدا  بعد الحصول على مخرجات الورقة التي وضعها في صندوق الانتخاب ، فيخسر الشعب جولاته كلها لإنقاذ وطن من القرارات  التي أضرت بالمواطن وما سيأتيه في المستقبل فهذا هو  مجلس النواب الأردني؟ ..

فلا سلام ولا تحية على هذا المجلس لم يأت بشي للمواطن وخدمته ولوطنه بعد أن أنهك مادياً و تضرر اجتماعياً واقتصادياً بل وأكثر ، و عدنا  إلى الخلف ليبقى المواطن يشاهد النزاع وكأنه على الرصيف ويضحك ويقول الفرجة ببلاش ....