حدث ذات مرة

mainThumb

30-12-2021 12:33 AM

حدث ذات مرة في مجلس العموم البريطاني خلاف بين النائب بيتر هَدسون والنائب جون باركر تطور في النهاية الى اشتباك بالأيدي والأرجل استمر لدقائق قبل أن ينتقل الى نوب أخرين فزعوا لهذا الطرف او ذاك، فساد الهرج والمرج والركل والضرب والسب والشتم فعمت الفوضى واختلط الحابل بالنابل مما اضطر رئيس المجلس الى رفع الجلسة والطلب الى الجهات المعنية والعقلاء من الحضورالتدخل لفك الاشتباك وإعادة الأمور الى نصابها، داعيا إلى عقد جلسة صلح بين المتهاركين في القاعة المجاورة، وهذا ما كان.
 
في الخارج، وما أن انتشر خبر العراك حتى تداعى أبناء عشيرة الهداسنة للتجمع والانطلاق نحو المجلس لمناصرة نائبهم بيتر هدسون وهم يحملون القناوي والهراوات والعصي، وفي ذات الوقت انطلق أبناء عشيرة البراركة لمناصرة نائبهم جون باركر وهم يحملون ما تيسر من الأسلحة، وما أن التقى الجمعان أمام المجلس حتى دارت رحى حرب طاحنة سقط خلالها قتلى وجرحى من الجانبين وبأعداد كبيرة مما اضطر الصليب الأحمر للاستعانة بسيارات المواطنين من أجل نقل الجرحى والمصابين الى المستشفيات، وكالنار في الهشيم، انتقلت المعارك الى شتى المناطق في البلاد حيث يتواجد مناصرين أو منحازين أو متعصبين لهذا الطرف او ذاك. 
 
وفي المنازل، فقد دارت اشتباكات متفرقة بين الأزواج وزوجاتهم حيث انتصر كل واحد او واحدة منهم الى العشيرة التي ينتمي اليها، فما كان من كل عشيرة إلا أن احتجزت النساء اللواتي ينتمين الى العشيرة المعادية واعتبارهن اسيرات حرب إلى أن يتم البت في أمرهن إمساكاً أو تسريحاً.
 
واستمرت المعارك إلى أن تمكنت أخيرا قوات الأمن والجيش من وقف القتال وعقد هدنة بين الطرفين تاركةً المجال للشيوخ والوجهاء ورجال الإصلاح للتدخل من أجل إصلاح ذات البين، وبعد مفاوضات مراثونية مضنية، تمكن رجال الإصلاح جزاهم الله خيرا من توقيع صك صلح عشائري تنازل كل طرف من الطرفين عن حقوقه العشائرية والقانونية والمدنية وتحرير النساء على أن يُترك للزوجات حرية العودة الى ازواجهن من عدمها. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد