الحالة تعبانة يا ليلى

mainThumb

19-02-2022 11:23 PM

 لم تكن هي الرسالة الوحيدة التي أرسلت من مرسال اسمه " مواطن"  إلى ليلى التي وصف حبها  بوطن يسكن فيه وأعتبر نفسه مواطن صالح ومحب على أرضه ،لكن  في ذلك المساء بالرغم من العواطف الجياشة التي يمتلكها المرسل " المواطن" بعد كل قصائد الغزل التي كتبها لها ، ولم يترك  وصف يليق بغرامها واختزل من العروق والنبض جيوش تحمي ديارها لحفظ أمنها وآمانها ،وزهور إلا وزرعت في بستانها بل عشق قمحها  وترابها وجعل لها من المنابر للدعاء لها ، وبعد كل هذا  هناك جملة في آخر سطر  كتبت بحرقة دم  " الحالة تعبانة يا ليلى" .
 
   ومن منّا لم يكتب رسالة إلى ليلى وهذا وقد اتعبنا معنا ساعي البريد والصحف والمواقع التواصل الاجتماعي والأعلام،بل هناك أوراق المختومة والموقعة باسم الشعب والمطالبات وصرخات ، لأن معظم الرسائل لم تصل بل أهملت وتم تجاهلها وربما قد ضيعها ساعي البريد بل وكانت تهمل قصداً من قبل المسؤولين، كم كتبنا عن المعاناة يا  ليلة الاوطان  يا وطن الفقراء والعاطلين عن العمل يا أم الشهداء وكريمة اللاجئين .
 
    ونحدث ليلى كل مساء عن معدلات البطالة بالارقام والنسب المؤية وخط الفقر الذي لم يصرح به إلى الآن  وعن الوعود التي ذهبت مع الريح وعن غلاء الأسعار وهموم المواطن و ضنك العيش وقلة الموارد المالية وضعف الاسواق وتردي الأحوال المادية، ماذا نحدثك يا ليلى ؟ نحدثك كيف هرب المستثمرين وعن القرارات المجحفة التي يأخذها المسؤولين وعن ارتفاع الفواتير ، وحجم المديونية التي تزيد كل عام،وعن مجلس النواب وما يحدث فيه ، يا  ليلى تارة يخبرونا عن مستقبل جميل لوطنك وتارة يغردون بأن المستقبل ليس مطمئن اقتصاديا ً وسياسياً،يا ليلى  كم هي شوارعك ضيقة لأجلك كانت الاجمل وكم عامل وطن جعل منك صورة جميلة ونظيفة ،يا ليلى قد خذلنا الجميع ، وها نحن نسمع كلٌ يتغنى على ليلاه في وسط ما يقال عن الإصلاحات السياسية ومناقشة القوانين والانتخابات  ،يا ليلى وقد اختلط الفساد بالمصالح الشخصية وكثر الحديث عن الإنجازات التي لم نراها ،حتى وجدنا أنفسنا نبتسم في كل مساء على مناكفات التصريحات وحتى وصل  الشك فينا أننا نأكل التفاح بطعم كاز ، ماذا نقول أكثر من ذلك  يا ليلى  ... بالفعل الحاله تعبانه يا ليلى ..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد