هكذا ينظرون إلينا

mainThumb

23-04-2022 07:05 PM

أعتقد بأننا لم نحسن شرح معاني الفقر أمام المسؤولين لكي يقتنعوا بأن هناك أناس قد اتعبهم الفقر وقلة الحيلة في واقع المعيشي صعب ، وان الصورة التي وصلتهم اعتمدت بقناعتهم على مدار السنوات الماضية وستكون أيضاً القادمة أن المواطن يشكل ظاهرة فردية فقط في حالة في التذمر برفع الأسعار وشكوى البطالة وغيرها من التحديات التي يواجهها المواطن ، ليجد هذا المواطن في ازدحمات الأسواق والشوارع والمطاعم واماكن الترفيه، كيف تقنع المسؤول الذي يشرع لنا القرارات وهو ويغض النظر عن كل مواطن لا يكفيه راتبه الشهري ويمتلك سيارة ومنزل ويدفع الفواتير و يعلم أيضاً بأن الشاب  يعمل بيومية عشر دنانير ويحسب عليه أنه عامل و وجد فرصته  ولا يحتاج إلى وظيفة حكومية لدى الديوان الخدمة ،

لكن اسأل كيف سيقتنع المسؤول أن البعض لا يمتلك المال لكنه يقود السيارات الفخمة ويذهب إلى محطات البترول ويدفع ثمن البنزين حتى لو ارتفع سعره شهرياً وكيف يقتنع المسؤول بأن اعداد السيارات هي التي تسبب الازمات في الشوارع  العاصمة عمان ؟ ليقتنع المسؤول بالفعل أن المواطن سعيد وميسور مادياً ولديه رفاهية ويمتلك سيارة حتى لو اخذها على شكل اقساط في البنوك ، وايضاً كيف ينظر المسؤول إلى ازدحمات في المطاعم لتتكون لديه فكرة أن الشعب لديه ما يكفيه من دخل  لشراء الاطعمة الجاهزة ويحسبون عليه في النهاية عدد استهلاكه لكمية الدجاج وغيرها من المواد الغذائية لتتكون لديهم فكرة أن المواطن يقدر على الشراء مهما رفعت الاسعار ؟ وكيف يقتنع بالفعل أن ليس هناك أناس يبحثون الطعام في موائد الرحمن وايضاً أمام الجمعيات الخيرية ليأخذوا مساعدات بل قد يقتنع أن المواطن سيدبر نفسه بالعمل الإضافي أو على شكل دين على دفتر أحد المحلات التجارية ،  كيف يقتنع المسؤول حينما يذهب إلى ذلك الحفل الذي يقام في المحافظات ويجد حشود من المواطنين يرقصون ويدبكون لتتولد بالفعل أن الشعب مرهف لا يشكوا من قلة فرص العمل وارتفاع الأسعار ،  وأنه غير محق في ما يتذمر عليه ليلاً ونهاراً من قلة فرص العمل وسوء أحوال الأسواق وغيرها. 

كيف سيقتنع المسؤول أن المواطن مغلوب على أمره حينما يشكوا كثيراً وتجده يحجز غرفة بفندق بسعر لا يقل عن مئتان دينار في أحد الأماكن السياحية في إجازة العيد أو يسافر خارج البلاد ؟ كيف يقتنع المسؤول بأن ليست الاردن عمان وان هناك قرى في أقصى الجنوب وأقصى الشمال ينتظرون اي مسؤول ليزور فقرائهم لعل يقتنع أن في وطنهم أناس بيوتهم متواضعه اهلهم كرام طموحاتهم بسيطة عندهم اراضي شاسعة تنتظر فرص استثمارية ، كيف نريد أن يقتنع المسؤول أن حينما يشار له بمرافقة زائر أجنبي ويريد زيارة مناطق الاردن ويذهب به إلى أرقى المدن حيث هناك المنازل الفخمة والسيارات الفارهة ويترك باقي القرى ليأخذ الزائر فكرة بأن الاردن غير محتاج لدعم القرى والأرياف  ، كيف علينا أن نفسر مظاهر الفقر أكثر من  أن خرجت صورة من الاردن لطفل حذائة ممزق ويسير إلى مدرسته البعيدة ،او في صورة تألمني جدا وهي البحث في القمامة على بقايا الأطعمة ، صدقوني لا أحد يرى الفقر لربما لضعف في نظرهم ،و الجميع يتكلم ان هناك فقر لكن بنسب محدودة غير واقعية ،يحسبون ان المواطن سعيد وتكفية يومية  العشر دنانير ، يشعرون أن المواطن الذي لا يتكلم هو إنجاز فعلي للحكومات .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد