رسالة بدون عنوان مع انتهاء شهر رمضان

mainThumb

30-04-2022 12:59 PM

بكل أسف كلما حل علينا الشهر الفضيل إكتشفنا أن هناك ازدياد في سلبيات مجتمعنا وانا على يقين الدائم بأن ما زالت هناك إيجابيات تفوق على كل السلبيات التي نراها ، لكن وبالرغم من ذلك هناك ملاحظات تجعلنا نقف أمام مفترق طرق حول التعامل الإنسانية مع بعض . 

 
ولكي لا اطول بالحديث اسأل نفسي ما فائدة تلك الولائم والتجمعات  التي تعنون تحت اسم صلة الرحم وقد تكون للبعض عبء مالي ومعنوي و فيه القصد رفع الحرج وانه تكلف سنوي المطلوب منه  أن يمر بسلام و من باب الفضل أنه قد يقدم الطعام لإرضاء الناس أكثر من هو ارضاء الله ، وأسأل نفسي كيف سيكون هناك أجر وثواب في التصافح اليد أمام الطعام وحينما تغسل الأيدي منه تغسل معه كل شيء جميل قدم ليذكر كل شيء سلبي حصل بعد انتهاء تلك الوليمة، و غير ذلك حينما يقدم الاعتذار  عن حضور تلك الوليمة لسبب خاص  تفسر من باب الفرج المنتظر و من هم كبير قد تشعر فيه تلك الأسرة المستضيفة وتحت عنوان مستفز" احنا عملنا يلي علينا ، وخلصنا وارتحنا من هم العزومة ومن فلان وعلتان"  وهذه حقيقة موجودة لا يمكن إنكارها ، كيف يطلب من أن تصفوا الأجواء الأسرية و هناك ما يكننه الإنسان اتجاه ذلك الانسان شي من الغضب  وعدم التسامح و الرضا الداخلي النفسي  وفي النهاية نعلق ذلك بالأجر والثواب .
 
وأسأل نفسي هل الإنسان أصبح ثقل على مجتمعه ؟ كاليتامى والعنايا و الأرامل والفقراء والمحتاجين وغيرهم؟ وان الأسرة الاردنية والعربية فيها ما يكفيها من هموم وضيق الحال وضعف المردود المالي ،" أي بالعاميّة يا دوب الواحد يطعم اولاده  " إلا من رحم ربي قد يقف عائق كبير في التواصل المجتمعي !
 
تغيرنا على شهر رمضان كثيراً بكل اسف ،هناك أهالي فشلوا في تربية وإقناع الشباب على الصيام وهناك الجهر دون استيحاء من الله والناس في تناول الطعام وشرب القهوة والدخان، وهناك تجاهل لخصوصية رمضان بأن له حرمة وهناك تصرفات غير مقبولة من  الشتم والصراخ بها مع ذكر "امك اختك ابوك" و هذه ظاهرة معيبة بحق أناس لا دخل بينهم في أي غضب يحصل  ، ولا ننسى أن هناك تجار سبقوننا في اول صف في المساجد بكل صلاة و هم انفسهم الذين استغلوا الشهر بالغلاء الاسعار غير طبيعي وبنفس الوقت هم من يقدم المساعدات للفقراء والأسر المحتاجة ولا اعلم كيف يربطوا هذا بهذا ؟ ،وجدنا أنفسنا ابتعدنا عن القيم التي تورثناها من اهلنا وانصدمنا بتغيرها من أجيال الحديثة و وجدنا أنفسنا أمام عادات لا تليق بمجتمعنا ، فشلنا في ضبط غضب أنفسنا في الشوارع والأسواق والمنازل والعمارات السكنية بما يظهر لنا أن هناك قهر داخلي له اسبابه لدى كل شخص وينتظر لحظة انفجار  ، ابتعدنا عن أوجه الرحمة المطلوبة منّا في نظرة كل واحد لدى الآخر وبالذات عن النظرة الغريبة التي تنظر لجيب الآخر، وجدنا هناك شيء يمارسه المجتمع من باب المجاملة الزائدة الزائفة  من باب رفع العتب وليس المقصود لحمة مجتمعية خالصة لوجه الله، لنكتشف أن ما يخفيه القلب بعيييد عن تعابييير الوجه التي نراها وان ليس هناك تسامح والرضا حقيقي اتجاه البعض ويبقى السؤال هل هذا ما يريده الله منا؟ هل نحن نفسر صلة الرحم كما أرادها الله عز وجل ونجعلها مجاملة فقط ، وجدنا هناك بسمات مزيفة  ونفاق ،لم نقدر ابدا على وقف ظاهرة  تقديم المساعدات للفقراء امام الكاميرات فشلنا في جبر الخواطر ، هناك من لا يشعر بمخافة الله في احتكار المواد الغذائية ورفع سعرها وهناك من يقصد أن يضيق الدنيا على الناس الضعيفين وحتى الميسورين الحال لأجل كسب المال ،  نصيحة أخيرة اذا اردت أن تدخل السرور إلى قلب كل فاقد عزيز وكل يتيم والفقير وتريد أن تجبر بخاطره ؟ تذكره وكن معه و بجانبه في أول يوم رمضان لانه يترك اثر كبير في النفس لأجل لا يشعر بألم الفقد و لا تنظر إليه من باب أنه ضعيف ومحتاج إلى تلك اللقمة فهناك عزيزين النفس وأغناها بل لأجل أن يشعر أن الله عوضه  كل مفقود وشعر أن هناك تقدم للفقراء من قلب كبير ،لا تنظر إلى نفسك بأنك الكريم أمام الكاميرات وانك انسان مثالي وانت تقدم المساعدات  وتذكر ان هناك وجوه تخفي نفسها من التعفف والخجل،فقط دق الباب كل بيت وضع ما تيسر من المساعدات واذهب دون ذكر اسمك ورقم هاتفك ونحن اعلم من هم الفقراء في الحارات والقرى والمحافظات،واذا أردت ان تجبر الخاطر قدم جمال مافي قلبك قبل وجهك مد يدك النظيفة وصافح قبل الطعام وبعده ،لا تمنن على أحد بانك سبقت على صلة الرحم وقد تكون هي المرة الوحيدة التي يفعلها في كل عام و يتذكر الإنسان اخوته ،ولا يسبقك لسانك ايها الغني  من باب الاعتراز انك تكلفت بمبالغ نقدية تحت عنوان مساعدات  ،لا تستخدم دفترك التجاري لأن هناك من يسجل لك من الملائكة حسناتك وهذه وظيفتهم .
 
فلا نعتب على تلك الأشخاص التي يُقفل باب منازلهم عنوة لكي يخفون جوعهم وآلامهم من تلك التصرفات الغير مقبولة أمام الله ، فإنهم يقدمون الأعذار والأعذار لكي لا يساء فهمهم ،يدارون فقدهم و عجزهم وفقرهم وقلة حيلتهم يلملون أشلاء بقايا ذكريات الزمن الجميل الذي صنعه أهلنا الكرماء النفس والطيبة التي بكل اسف تم التخلي عنها ،الذين يسابقون على جبر الخواطر لا على سبيل المجاملة وكسب الرضا الدنيوي، رمضان مدرسة لمن اراد أن يتعلم حسن الظن بالخالق الرزاق المجيب الدعوات ومدرسة أخلاقية كبيرة لمن يعتبر.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد