حينما نجهل فوق جهل الجاهلينا

mainThumb

17-06-2022 09:03 PM

 تتعالى أصوات المخلصين من أبناء الوطن، للمشاركة في ديمومة مسيرة المركب سالما آمنا مطمئنا.

فما بين تحفيز العاملين، وتحذير المتخاذلين، ونشر الوعي بين الأجيال، ولملة الأوراق المبعثرة، وتقديم النصيحة للراغبين والطالبين، وما بين رفع الصوت في النداء لنبذ الخلاف، والابتعاد عن تقطيع الأوصال، وتجنب الخبال والأوحال، وترك الأوهام والخيال والاختلال.

من بين تلك الأصوات تبرز مشاهد نشاز تشمئز منها النفوس وتعافها الأذواق، وتنكسر منها مجاديف الأمل، وهي تنادي الغافلين: (هلموا) إلى ساحات الخنوع والخضوع، إلى اللهو ولو على حساب مستقبل الأبناء، هلموا إلى الإنفاق في ساعة العسرة ولكن ليس للنصر على الفقر، ولكن لساعة تذهب لذتها ويبقى حسابها أرصدة في حساب اللهو والطرب.
 
والسؤال:
 
بعد يوم من الإعلان عن ضريبة استخدام الطرق السريعة، لماذا يسرع البعض في ضرب صورة شوهاء لثقافة المتعة؟.
 
وهل  (300) دينار تذكرة حضور لحفل غنائي سيرفع البلاء عن الوطن؟.
 
وهل نحن منطربون لدرجة الإدمان؟. وهل نسينا أن الإسراف بألف دينار في ليلة واحدة لأسرة واحدة سيفتح علينا باب فقر لا ينغلق؟.
 
أكتب وأنا أعلم أن كثيرين ممن يحضرون حفلات الأسعار الغالية يحقدون على الحقيقة، لأنهم يرونها شوهاء ومذاقها مر.
 
وهل أغلقت أبواب السياحة في بلد أوسع ما يكون لنزدحم على عتبات الماجنين، فيجنون أموالنا على حين طرب منا؟.
 
ولكن..
 
لعل هناك من يقرأ فيوصل للمسكين/ة الذين يسعون في الأرض فسادا وهم يظنون انهم ينفقون أموالهم وأنهم أحرار بها.. فيذكرونهم: أننا نعيش في وطن واحد، فلنقتسم الجوع والأوجاع والآلام والمحن معا..
 
ليبقى أمننا وأماننا وسياج أوطاننا... لعلنا نتجاوز المحنة ألى اليسر ونفتح باب الشكر بعد باب الصبر، لا أن ينفرد أحدهم بلهو ليلة ينفق ما يشبع به ألف جائع، إنه جهل فوق جهل الجاهلينا، حتى وإن تكلم اللغات، وحمل الشهادات، وركب الفارهات، فمن ينسى جاره اليوم لا جار له غدا ولا جوار.. فبأي عقل تفكرون.
 
وإذا قلنا له: تصدق يا رعاك الله، قال: (لو شاء الله لأطعمهم).
 
وأخيرا..
 
نعوذ بالله من غفلة لا يتبعها يقظة: (ولات حين مندم). ونعوذ الله من إسراف يأخذ اللباب ويمنع قطر السماء ولا يزيدنا إلا فقدانا للأمل.
 
والله نسأل أن يحفظ علينا إيماننا وثبات عقولنا.. آمين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد