الكآبة

mainThumb

28-06-2022 06:19 PM

قلت لصاحبي : إمّا تنفرج أساريرك وتشاركنا الحديث أو فاخرج غير مأسوف عليك ، يكفي ما ألاقي في النهار فأينما توجهت لا أجد إلاّ وجوها كئيبة ..في العمل في المطعم ، في المقهى ، في الشارع حتى إذا اجتمعنا في جلسة كجلستنا هذه أفاجأ بك مكتئبا ، عاقد الحاجبين قل لي بربك أين أهرب من الكآبة ؟؟
نظر إليّ صاحبي مغضبا نظرة طويلة وقال : وأنت بربّك قل لي أين أجد الفرح وكلّ ما حولي يبعث على الكآبة ثم أنا لست حزينا كحزن الآخرين ، تفكيري قلق ومشغول على أمور تهمّني وتهمّ المجتمع وأنت تعلم أنّ من لم يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم .. قلت له موافقا نهتم والله ولكنك سحبت قلقك عليّ وعلى من معنا .. كان الآخرون قد دفنوا رؤوسهم في بعض المجلات والصحف مبتعدين عن مسار النقاش بيني وبين صاحبي ربّما إيثارا للسلامة من القلق قال صاحبي همومي تتزايد منذ أيام أريد إيجاد حلّ عادل لموضوع يلحّ عليّ حكومتنا حكومة مسلمة رشيدة حاربت بكل ما تملك أعداء الأمّة الثلاثة الفقر والجهل والمرض ولأنّ بلدنا مسلم أنشأت فيما أنشأت من دور وجامعات للعلم أنشأت مدارس تحفيظ القرآن ... ترك من كان معنا الصحف والمجلات جانبا وأخذوا يستمتعون بالحديث الذي أخذ يتّسم بالجدّية وأيضا لم ينتبه صاحبي لالتفاتهم إلينا بكلّيتهم تابع قائلا مدارس تحفيظ القرآن هذه أجمل المشاريع وأسماها وأعلاها شأنا .. كنت مستغرقا في التفكير وكان صاحبي كذلك فجأة لمع كالبرق في خاطري ما يمكن اعتباره الحلّ الناجع قلت بهدوء : ما دمنا متفقين على أهمية مدارس تحفيظ القرآن فرأيي أن لا يدرّس مادة الدين في المدارس إلاّ خرّيجون من مدارس تحفيظ القرآن ...صمت الجميع  فلعلّ وعسى ... ونهض واقفا ونهض معه الآخرون وهو يودّعني قال باسما : عندما يرتاح الإنسان من شيء كان يقلقه يبتسم تلقائيا كما أبتسم أنا الآن إلى اللقاء ومضى يبتسم .....
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد