فن «هيفاء» تحت الطاولات

mainThumb

27-07-2022 10:57 AM

في عز أزمات بلداننا المغاربية، أزمات مالية وصحية واقتصادية وبيئية وتعليمية، يصبح الضغط على جروح المواطنين البسطاء مشروعا حلالا! الناس جياع والأطفال والشباب يعيشون الضياع، وهناك من لا يحسون ولا يبالون، الذين تتوفر وتتهيأ لهم كل الظروف لينعموا بعيشة رغدة وباذخة، وفي تبذير في عز الجوع، فعلا من أين لهم كل ذلك ليصرف على «هيفاء» وطاولاتها كل تلك الأموال؟! ماذا سيجني المغاربة من مهرجان الجعة، الذي سينظم سنويا، إن صدقت منصات التواصل الاجتماعي ومنشوراتها، هل فقدنا الإحساس ببعضنا البعض إلى هذه الدرجة؟!
ألم تعد هناك قوانين الرحمة، التي ترأف لأحوال التعبانين الحيارى في ظل هذه الظروف البائسة، وهل من ينعم بسجاد المخمل، والغانيات الملاح حوله في الليالي الحمراء، يمكنه أن يضع نفسه للحظة مكان من يدوس على الجمر، وعلى المسامير الصدئة كل صباح. حلم إبليس في الجنة إن تحققت هذه المعادلة الإنسانية في عالم غير إنساني؟!

تونس بين مطرقة الديون وطاولة الملذات

هيفاء وهبي. تبذير مالي من أجل الفن، أم من أجل الثوب البرتقالي الشفاف؟ لم يمر سعر حجز الطاولة الواحدة في سهرة من ليالي الحمامات السياحية، دون أن يخلق الجدل على منصات التواصل الاجتماعي. تداولت هذه الأخيرة (حسب بوز نيوز أخبار تونس) «خبرا مفاده، نفاذ جميع تذاكر حفل الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، التي ستقام في أحد النزل في الحمامات، رغم أن سعر حجز طاولة واحدة 10 آلاف دينار تونسي.
يثير ذلك جدلا واسعا ويعبّر التونسيون عن غضبهم تجاه ذلك، خاصة وأن البلاد تعاني من أزمة اقتصادية، معتبرين أن الفقراء والمحتاجين أولى بتلك الأموال».
كتب المعز الحاج المنصور على صفحته الرسمية على فيسبوك التدوينة التالية: «400 ألف دولار لهيفاء وهبي. والشعب جائع. والدولة مفلسة / التسريبات من نزل لوسيانا بالحمامات تؤكد أن أجرة هيفاء وهبي في الحفل الخاص بلغت 400 ألف دولار، دون اعتبار «الرشيق». (الرشيق أي تنقيطها ورمي المال تحت قدميها). ويضيف «وإن حجز الطاولة قبل انطلاق الحفل حدد بـ 10 آلاف دينار، دون اعتبار كلفة الأكل والمشروبات الروحية، أي أن كلفة طاولة واحدة تتراوح بين 20 و 30 ألف دينار. وأن سعر قارورة الويسكي الفاخر بلغت 6 آلاف دينار وقارورة الخمرة الحمراء تجاوزت «3 آلاف دينار. دون اعتبار لكلفة استهلاك الكوكايين لبعض المدمنين تحت الطاولة. نحن لسنا ضد الموسيقى والغناء والرقص وتنظيم حفلات الفرح والبهجة، لكن الظرف الاقتصادي يقتضي تقييد وضبط مظاهر الترف والتبذير.
الأسئلة المنطقية – يضيف صاحب المنشور – كيف سيسدد منظم الحفل أجرة هيفاء وهبي بالعملة الصعبة؟ هل سيحول لها أجرتها عن طريق البنك المركزي من مداخيل القروض، التي اقترضتها الدولة؟ أم سيسدد أجرتها تحت الطاولة من خلال توفير العملة الصعبة من السوق السوداء؟ ثم، هل من المقبول أخلاقيا أن ينفق شخص ما، 30 ألف دينار في سهرة خاصة وهو متهرب من أداء الضرائب، أو هو يتمتع بأموال القروض المنهوبة؟ أليس جديرا بالشرطة الجبائية أن تتوجه الى رواد الحفل كي تطرح عليهم سؤالا مركزيا: من أين لك هذا المال؟ في دولة مارقة، فاشلة، كما نقرأ على صفحة سيدي بوزيد غدا أفضل «نحن الفقراء لا نعرف شيئا عن موضوع ليلة أمس في الحمامات. مر علينا الخبر الذي لا يعنينا كثيرا صدفة.
أين غنت قاهرة الوطن العربي هيفاء وهبي أمام عشاقها في حفل خاص، أين وصل فيه سعر حجز الطاولة الواحدة الى 10 ملايين في الدينار التونسي. يعني لو حضرت في إحدى حفلات الفا بلوندي أو جنيفر لوبز أو مادونا أوفاسكو روسي لن يكلفك الموضوع أكثر من 150 يورو! 10 ملايين للطاولة! هذاعلاوة بلادنا حتى هي لا باس عليها ومزدهرة ومثل دبي»؟!
أما في صفحة «فيمس مغربينيز» فنقرأ: «أثار حفل هيفاء وهبي في إحدى النزل في الحمامات ضجة كبرى باعتبار أجرها الخيالي والذي تتقاضاه بالعملة الصعبة وغلاء التذاكر، في فترة تمر فيها البلاد بأقسى وأصعب الظروف الاقتصادية، ورغم ذلك فقد غنت أمام جمهور غفير تفاعل معها واحتفى بكل ما قدمته خلال الحفل»!

التوانسة يتعاطفون مع العروس اليتيمة

الأكثر شعبية منذ أيام، قصة العروس التونسية التي تركها عريسها يوم زفافها. فما الحكاية؟
على صفحة «فيم دو كلاس أوفيشال» نقرأ « قصة العروس التونسية التي تركها عريسها ليلة الزفاف بزعم أنها قبيحة وقصيرة! الأم لم ترها من قبل وطلبت من ابنها أن يتركها وسط الزفاف ويغادر معها، واستجاب بالفعل لوالدته. أثار تخلي عريس تونسي عن عروسه المدعوة «لمياء اللباوي» ومغادرته حفل الزفاف، بعد أن طلبت منه أمه ذلك بدعوى أن العروس قبيحة، جدلا واسعا في تونس وانتقادات للأم وابنها. وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو للعروس والعريس، معتبرين أن هذا العريس «تنقصه الرجولة»، لأنه تخلى عن عروسه، بمجرد أن طلبت أمه منه ذلك. وتعاطف آلاف رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع العروس، التي نشرت تدوينة على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قالت فيها إنها «يتيمة»، مضيفة أنها أنفقت الكثير من الأموال تحضيرا لزفافها، لكن العريس تركها ورحل. وتتمثل تفاصيل القصة في أن العريس قام بخطبة عروسه منذ فترة دون أن تحضر والدته، التي لم تر العروس إلا عبر الصور، ويوم الزفاف وبعد دقائق من دخول عائلة العريس الى القاعة المخصصة للحفل، طلبت الأم من ابنها المغادرة، لأن العروس «قبيحة» ولم تعجبها. وامتثل الابن لطلب أمه وغادر حفل الزفاف، بالرغم من تدخل عدد من الحاضرين، الذين طلبوا منه البقاء».
وحسب قناة «ديوان أف أم» التي استضافت أحد الأصدقاء المقربين للعروس السيد فيصل رزقي لمعرفة تفاصيل حكاية العروس، التي تخلى عنها زوجها يوم زفافها، بسبب والدته والتي أثارت تعاطف «برشا» توانسة، كما جاء على لسان المذيعة. السيد فيصل حضر كصديق للعروس باعتبار أن العروس صديقة زوجته وكفنان ليحيي الفرح. والذي أخذ إذنا كتابيا من العروس ليتكلم نيابة عنها. فإن العروسين (المشروع) كانا يتعارفان منذ أربع سنوات. ووالدة العريس أيضا تعرف العروس. أكيد تعرفها. وفي الليلة «المشؤومة»، التي كان يفترض أن تكون ليلة العمر. جاءت العروس حوالي التاسعة ليلتحق بها العريس إلى قاعة الحفلات على العاشرة. وللأمانة يقول إن الفتاة بشوشة، خدومة…»، عمرك ما تشوفها مكشرة ولا متعبة»! إنسانة بأتم معنى الكلمة. وكانت قد حضرت كل شيء بنفسها. كانت تريد أن تكوّن أسرة. جاءت فرحانة، تحب أن ترقص. رقصنا يقول السيد «فيصل». وعندما وصل العريس لاحظنا الجو تكهرب و»ثمة حكايات. والوجوه متبدلة. برشا كلام غامض بيناتهم (بين أهل العريس). ثم أدخلوهم وأدخلوا العريس وسط القاعة ليراقص عروسه. فجأة أتت والدته، وقالت له إنها ليست العروس، التي تريد وإنها قصيرة القامة ومن منطقة لا تريد أن تكون عروسة ابنها منها (دون ذكر المناطق كما ذكرت المذيعة). ثم تبع والدته. وفي الأخير غادر بحجة احضار عمه.
يقول «فيصل» «فجأة ماعجبتهاش، فجأة فاقت باللي قصيرة. راهو عيب. راهو حرام. سببتلها في دمار. كانت تضع نفسها في محلها لو كان الأمر يتعلق بابنتها، لأنهم يعرفون أنها يتيمة، وليس لها سند هي ضعيفة ماعندهاش اللي يقف معاها. ربي يعوض عليها بالخير».
كما دعا كل التوانسة معها. وأفضل أنها اكتشفته الآن قبل أن تقع الفأس في الرأس. الفتاة على ما يبدو ضحية عنصرية اللون والجهة والظروف الاجتماعية. وكم من أشياء ومظاهر لا يصدقها العقل ستخرج للسطح لتعكر المزاج الفردي والجماعي. وما زالت وفي تونس، التي بلغت القوانين التي تشد أزر المرأة درجة لم تبلغها أي دولة عربية، تظهر اعتبارات أخرى لا يمكن للقوانين أن تلجمها، ذوق العريس وذوق والدته، وعنصرية الأسر، والمناطق والجلد!

مهرجانات للبيرة في المغرب تثير جدلا

غنى بعض شباب الراي بأن الجعة عربية (البيرة عربية) لكن على ما يبدو فإن المهرجان وفكرته ألمانية. على صفحة «المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم أولى» كتبت التدوينة التي تقول إن «المغرب يسمح بتنظيم «مهرجان البيرة» في مدينة «بوسكورة». في سابقة من نوعها، أعلنت الغرفة الألمانية للتجارة والصناعة في المغرب عن تنظيم النسخة الأولى لـ»مهرجان الجعة» الذي يعرف باسم «أكتوبر فيست»، يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول في مدينة بوسكورة.
ونشرت الصفحة الرسمية التابعة للغرفة الألمانية للتجارة والصناعة في المغرب إعلانا بخصوص إقامة المهرجان المشهور في منطقة بافاريا في دولة ألمانيا. وقال الإعلان «جرب الأجواء الفريدة لمهرجان أكتوبر تحت خيام تضم أكثر من 300 مقعد في بوسكورة. ينتظرك جو احتفالي دافئ ونموذجي. وتابع «استمتع بالجلوس على طاولات كبيرة بهيجة، واستمتع بالمأكولات والمشروبات البافارية التقليدية على ايقاع فرق ميونيخ النحاسية».
أثار تنظيم حفل مماثل في المغرب غضب المغاربة. وانتقد بعضهم السماح بتنظيمه في دولة تدين بالإسلام الذي حرم الخمر، وفق نصوص القرآن الكريم». سنعيش في بلداننا أياما لا يعلم بها إلا الله. بحجة التفتح والسياحة والنهوض بالاقتصاد. وغيرها من الحجج التي لا تطعم جائع.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد