حكومات التعريفة

mainThumb

05-09-2022 02:22 PM

التعريفة هي خمسة فلوس، نصف القرش، وقد قامت الحكومة قبل أيام بتخفيض سعر لتر البنزين تعريفة، فأصبحت هذه التعريفة محط تندر الشعب في المجالس وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، مما يبين امتعاض الشعب من الإجراءات الحكومية بشكل عام.
فبعيدا عن كيفية احتساب أسعار المشتقات النفطية، والتي هي الأخرى قد تناولتها التعليقات الساخرة، بسبب عدم وضوحها، وارتباطها الحقيقي بأسعار المشتقات النفطية العالمية، فإن كل القرارات الحكومية والإجراءات المتخذة أصبحت غير واضحة للشعب، كالمتحدث بلغة الإشارة صامتا لجمهور يسمع ولا يعرف تلك اللغة، وربما يرتفع صوت الحكومات أحيانا بلغة سنسكريتية لا يفقهها الشعب أبدا.
النتيجة هي فقدان الثقة بين الحكومات والشعب، كل في واد، فلا الحكومات قادرة على التواصل مع شعبها، ولا الشعب قادر على فهم تلك الحكومات.
فهذه المرة؛ أعلى من في السفينة(الحكومات) تمنع الماء عمن هم أسفلها(الشعب)، وهي ذاتها من تحاول ثقبها، والشعب يضغط بكل قوته لسد ذلك الثقب كي لا تغرق السفينة، والشق يتسع على الراتق، والحمل ثقيل.
نعم... الهوة تتسع بين الحكومات والشعب، ولغة التفاهم تكاد تكون معدومة، من قانون انتخاب حجري، وتدخل سافر في نتائج أي انتخابات، تضيق على الكلمة والحريات، اتفاقيات مشبوهة، وقوانين وإجراءات تناهض معتقدات وعادات وتقاليد الشعب، وضرائب وجمارك ورفع في الأسعار، في مقابل خدمات شبه منتهية، قائمة على المنح والقروض، ومديونية تتضخم يوما بعد يوم، وحديث معسول عن الإصلاح الذي لم يرى النور بعد.
نعرف أن ما نكتب لن تسمعه الحكومات، فقد تحدث البعض جهارا، وآخرين أسروا لهم إسرار، ليلا ونهارا، فجعلوا أصابعهم في آذانهم، واستغشوا ثيابهم، وأصروا، واستكبروا استكبارا، فليس لها من دون الله كاشفة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد