تلك الأمسيه

mainThumb

07-09-2022 02:02 PM

هي أمسية ، مجرّد أمسية وقد عبرت فيما عبر من أمسيات ومع أنها عبرت منذ عهد بعيد إلاّ أنّها ظلّت محفورة في الذاكرة تأبى مفارقتها ..كانت الساعة تقترب من التاسعة مساء ولم يكن في الجوّ ما يشير إلى أنّ شيئا يمكن أن يحدث ولذا منيت نفسي بأمسية هادئة كنت بحاجة ماسّة إليها حتى حدث ما حدث ..
لست أدري ما الذي دفعني للنظر إلى السماء .. كانت صافية لا رياح هوجاء ولا غيوم ولا بروق ولا رعود مع أننا في أيلول .. شهر أوراق الشجر المتساقطة وشهر الرياح العاتية وشهر الغيوم الداكنة السوداء .. لم أر شيئا من هذا ، فقط كنت أشاهد عيون الليل تطل من مخابئها على طول وعرض السماء وبدلا من أن أتابع طريقي توقفت .. هل أنا الذي توقّف أم الطريق ؟ في تلك اللحظة عاودني شعور جارف إليها فقد كانت ذكراها في تلك الليلة تعاودني وهي التي جعلتني أتوقّف عاجزا حتى عن الحركة .. لم أعد أحسّ بالزمان ولا بالمكان ولا حتى بنفسي ..
هذي العيون كانت شاهدة على ما فعلت بي والان أقف وحيدا يعصف الليل بي ، حتى عيونه التي كانت تنير لي أصبحت تخبو فلم أعد أعرف الطريق الذي جاء بي إلى هنا وكأني بالرياح تسوقني إلى منافي بعيدة بعيده .. موغلة في الغربة والإغتراب ولذا آليت على نفسي أن لا أسير بعد الليلة وحيدا ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد