كانت أياما سوداء

mainThumb

06-10-2022 01:46 PM

نعيش اليوم بأمن وأمان ، فلو رجعنا إلى الوراء لهالنا الأمر ..كنّا قديما نعيش حالة من السوء والفساد لا تكاد توصف .. كنّا نغير على بعضنا البعض من أجل الماء، ومن أجل العشب ، ومن أجل قطع الطريق وسرقة
المسافرين ونهبهم وكنّا نسبي النساء ونئد البنات ونعبد الأصنام نعبد اللات والعزّى ومناة وهبل ويعوق وودّ ونسرا نعبد النجوم والشمس والقمر والشعرى والثريا ، وكنّا نغرق أنفسنا بالخمر ولم نكن نفرّق بين جار وبين أهل والكلّ للكلّ مستباح دمه وعرضه ..
وبين عشيّة وضحاها تمرّ تلك الأيّام السوداء ويبزغ فجر الإسلام وإذا بالأمور جميعها تنتظم وتطفو على المجتمع المبادىء الطيبة من كرم ونبل وفروسية وحماية للجار وحفاظ للعرض يقول المنقري :
لا يفطنون لعيب جارهم وهم لحفظ جواره فطن
وقال زهير بن أبي سلمى :
يا قومنا لا تسومونا التي كرهت إن الكرام إذا ما أكرهوا غشموا
وعادت القيم إلى أصالتها والمعاني الرائعة سكنت في صدور الناس الذين عافوا المقامرة والحروب والعصبية العمياء وعبادة الأصنام ونحن اليوم نعيش القيم التي دعت إليها الديانات وحضت عليها غارسة فينا كلّ المعاني النبيلة والمشاعر الحميمة ولذا ننعم بالأمن والأمان قلوبنا مشبعة حنانا وعطفا ورحمة يقول الشاعر:
وإنما أولادنا بيننــــــــا أكبادنا تمشي على الأرض
لوهبّت الريح على بعضهم لآمتنعت عيني عن الغمض
غرسوا فينا قيم الحق والخير والجمال نحن ورثنا هذه القيم ولذا ترانا نحارب الرذيلة وندعو إلى الفضيلة ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد