اختفاء مادة الحليب سببه فرنسا والفساد

mainThumb

12-10-2022 11:46 AM

من نصدق عن غياب المواد الاستهلاكية الأساسية في المحلات التجارية الصغيرة والكبيرة وتأويلات الندرة الكثيرة المقنع منها وغير المقنع؟
الشعب يقول «بح» لا يوجد حليب، الكيس البلاستيكي «شكارة» ولا «كانديا» العلبة الكارتونية. ول ايمكن لآخر أن يقول هذا افتراء وإن الحليب يوجد في كل مكان. الطوابير تكذب كل تلك الادعاءات. والأسباب ترصدها مواقع التواصل الاجتماعي، التي مثلما تضخم الأمور البسيطة، إلا أنها تعتبر العين الثالثة، التي تقتفي حركات الشارع كل لحظة وتعرض الأحداث وهي حامية «الحليب بح… بح». نقرأ منشورا على صفحة رابح أشرف رضواني رضواني «لمن لا يعرف القصة. كانت العصابة ومشتقات العصابة سبب أزمة الحليب في الجزائر. وكان من وراء الأزمة من كان يطيل عمر استيراد غبرة الحليب من فرنسا. ولو أنفقنا قيمة 1.5 مليار دولار للاستثمار المباشر في استيراد الأبقار الحلوب وإنتاج الحليب خلال 5 سنوات فقط، لكانت نهاية التبعية في هذه المادة الحيوية إلى فرنسا وأخواتها. أعداء التنمية. والأمن الغذائي. لا يحبون للجزائر الخير. يحبون فقط مصالحهم ومصالح أسيادهم في الغرب». أما «الغزالي الغزالي» فكتب على صفحته على الفيسبوك: «أزمة الزيت وغيرها مفتعلة. تعودنا في الجزائر على هذه القاعدة: كل فقد من بعده زيادة. الخبز: 20. والحليب 35. والدجاج: 480 دينار»!
ثم يختم منشوره بأبيات شعرية: «لفقد الزيت أمر عجيب.. تحير في وجوده الأريب… إذا ما وفروه لنا فرحنا. ولكن سرعان ما يختفي الحليب».
ويبدو أن أصابع الاتهام توجه صوب فرنسا في أزمة الحليب، من بين الأزمات الأخرى المفتعلة، حيث تناقلت الكثير من الصفحات منشورا بعنوان: «كرنفال في دشرة. بقر فرنسا مبرمج على الموت». ومن بين هذه الصفحات صفحة «قسنطينة مستقبلها في ماضيها»: «أزمة الحليب تختفي وتعود والسبب دائما العشق والهيام مع فرنسا لعزيزة علينا. إحنا نحبها وهي تموت علينا. الحمد لله استفاق رئيس الجمهورية أخيرا إلى العشق الممنوع بين البلدين، بعد أن اكتشف العراقيل المتواصلة باستمرار بين مستوردي الحليب الغبرة واللحوم الحمراء المجمدة بتواطؤ مع كبار مسؤولي الدولة (الجزائرية) من جهة، ومصدري البقرة الحلوب الفرنسيين من جهة ثانية. هذا الموضوع كتبت فيه العديد من المناشير على صفحات الفيسبوك خلال الأربع سنوات الماضية دون جدوى».
ومما جاء في المنشور وعلى نفس الصفحة «كانت الأبقار المستوردة عن طريق تعاونية الدولة مبرمجة لتموت تدريجيا خلال أشهر قليلة من استيرادها ليتعطل إنتاج الحليب الطازج لصالح مافيا استيراد الحليب الغبرة من أجل تغطية النقص والاحتياج لهذه المادة». وكان المخرج السينمائي المعروف «محمد أوقاسي» أول من نشر هذا المنشور، والذي أطلق عليه اسم فيلم من إخراجه، الفيلم الذي لاقى نجاحا ورواجا كبيرا «كرنفال في دشرة»، ومما جاء في منشوره على صفحته الرسمية، والذي تمت مشاركته على نطاق واسع». أنا واحد من ضحايا برمجة موت الأبقار عن طريق تلقيحها مسبقا في فرنسا. إذ كان لدي حوالي 70 بقرة حلوبا في مزرعتي اشتريت بعضها من الأسواق وبعضها من الإنترنت. توجهت إلى تعاونية الاستيراد وطلبت منها استيراد 7 بقرات من النوع الذي أعجبني بثمن تجاوز 900 مليون سنتيم. وجاءت البقرات على وشك وضع عجولها. ولدت الأولى أنثى معوقة. ثم بدأت (زميلاتها) في الموت بالتناوب خلال 4 أشهر، فلم تبق واحدة منها على قيد الحياة»! ويكمل في منشوره شكواه عند التعاونية وعن الإصرار على الاستيراد من فرنسا وترك ألمانيا وهولندا باعتبارهما من «أكبر منتجي ومصدري الأجبان». فما كان من مسؤول التعاونية إلى أن «رفع سبابته إلى فوق قائلا: «إنها الأوامر» يا أخي. فقلت له: «تحيا فرنسا لعزيزة علينا»!
وكذلك أمر الحليب العجيب في تونس. كتب بدر بهلول على صفحته على الفيسبوك «حل أزمة الحليب مجانا. أقدمه في سبيل الوطن والشعب. وادقه كمسمار في نعش المسامر المصددة (المسامير الصدئة) من مسؤولين ومحتكرين وبارونات تتبع نفس المافيا، التي تحاول إرباك الدولة والتحولات الجذرية فيها».
ويقترح بدر بهلول لحل الأزمة «سيناريو بيع الحليب وأشكاله فس الجزائر. والحل عنده يتمثل في «الحليب المجفف». والمدعم أي حليب «الكيس البلاستيكي»، الذي – كما ذكر يوزع في الصباح كالخبز – ويتساءل صاحب المنشور «أليس من حق التونسي توفر هذه الأنواع الثلاثة؟ (الحليب المجفف، وحليب الأكياس والحليب المعلب مرتفع الثمن)؟
يقول «لماذا يشتري الفقير والغني نفس المنتوج المدعم؟ لم لا يقع ضخ السوق بالحليب المجفف لكسر محور الاحتكار والمضاربة؟ لماذا يقع تعذيب الناس، وخاصة ضعفاء الحال بقطع مادة أساسية، وبعد ذلك يقع إقرار الزيادة بـ 300 مليم»؟!

مهرجان المولد في القيروان:
أكثر من مليون زائر وحائر

لم تكن الطبعة الأخيرة لمهرجان المولد النبوي الشريف في القيروان كعادتها، بل لاقت الكثير من السخط والانتقادات الحادة لما حدث بليلة «فرقة السطمبالي» المجموعة «السمراء»، التي تقوم بطقوس الرقية واستخراج الجان من الأرواح المتعبة، والذي أسال الكثير من اللغط على منصات التواصل الاجتماعي في تونس.
وإذا عرف السبب قد يبطل العجب، فلأول مرة يصبح فيها المهرجان دوليا، حسب تصريح الحبيب بن سعيد، رئيس جمعية مهرجان المولد النبوي الشريف في قناة «موزاييك أف أم»، كما «ستشهد (هذه الدورة) فقرات جديدة على غرار المناطيد، التي ستجوب سماء القيروان، إضافة إلى إعداد فقرة دينية خاصة، وعدة محاضرات وندوات ومسابقات للتلاميذ والطلبة في حفظ القرآن الكريم وتلاوة الآذان على الطريقة التونسية. ويهدف المهرجان إلى حث المواطنين على زيارة القيروان والتنمية السياحية في الجهة».
هذا التصريح على هامش الترويج للمهرجان في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة تونس. المهرجان الذي تأسس عام 2018 وفي نسخته الخامسة لهذه السنة (2022) تميز بما سمي ب «فضيحة القيروان»، التي تناقلتها الفضائيات العالمية، كما جاء في منشور على صفحة «جو الداموس» على الفيسبوك، وهذا بسبب الرقص الفاضح والملابس غير اللائقة في احتفال ديني» فيما مضى، ومنذ الصغر كنا مواكبين لاحتفالات المولد النبوي الشريف في القيروان بأدق تفاصيلها. كانت أجواء احتفالية روحية تنطلق قبل 10 و15 يوما من ذكرى ميلاد سيد الخلق. كانت السلطة الجهوية تسهر على تزويق المدينة والأسواق وتبادر العائلات القيروانية والتجار بتوشيح جدران المنازل والمتاجر بزرابي المحراب القيروانية.
وكانت العائلات تفتح بيوتها وتشرع أبواب منازلها للزائرين للمعاش والإيواء طيلة فترة المولد. وكان الزائرون ينحدرون من كل حدب وصوب من مختلف المدن التونسية، ومن خارج تونس فتتلاقى مع المصري والمغربي، والكويتي، والسعودي وغيرهم. للأسف ما نراه اليوم هو هدم لهذا المسار الاحتفالي الروحي، ولهذه الذكرى العطرة. إذ كيف يمكن أن نستسيغ ونتقبل مثل هذه المشاهد المزرية والمقززة باسم الاحتفال في هذه الذكرى. راقصات شبه عاريات أمام مقام الصحابي الجليل «أبي زمعة البلوي»!
أي احتفال هذا ينتهك حرمة المناسبة وحرمة المدينة باسم المولد. عن أي مولد يتحدثون»؟ وفي تغطيات قناة «تونيزيا» الخاصة للمهرجان من خلال برنامج «بلا قناع»، وبميكرفون البرنامج، تم استجواب العديد من الحاضرين لمشاهدة مختلف عروض «الحضرات» الصوفية، عن رأيهم في الأجواء الاحتفالية. والكل أجمع بأنها رائعة ودورة المهرجان أيضا رائعة. ومن بين الحاضرات، تكلمت إحداهن بقوة وبصوت متحمس عما حدث، وعن الراقصات «حبوا يشوهوا القيروان. هؤلاء البنات مش من القراوي. من بلاد أخرى، حبوا ياخذولنا الفرحة». حضور جماهيري كبير جدا حسب ما ذكر في البرنامج، بلغ عدد من حضروا المهرجان، واستضافتهم «أرض الأغالبة مليونا ونصف المليون». المغزى من مهرجان المولد لدى ساكنة القيروان هو روحاني ديني مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وهدف المنظمين من عالمية المهرجان الترويج السياحي للمدينة. وللسياحة منطق آخر. وهكذا يتحول المولد النبوي إلى وعاء لتمرير كل شيء، وأهمه لدى الزوار المحليين الفرحة التي غابت لأسباب سياسية وصحية واقتصادية. ولا يوجد أفضل من ايقاعات الحضرة الصوفية. حضرة لخوان. أو حضرة السطمبالي، لإخراج كل ما يؤرق نفس التونسي من جنون الغلاء والموت والمآسي. رغم الانتقادات والمظاهر التي لا تمت للمولد بصلة، والتي أثارت سخط رواد منصات التواصل الاجتماعي.
يبقى مهرجان القيروان، معتبرا لعدة اعتبارات اجتماعية واقتصادية ودينية، فالموالد والحضرات هي «اسواق» بالمفهوم الصوفي والاقتصادي والترفيهي. هي فضاءات لإيقاف نزيف الحياة اليومية، وأمل في غد أفضل، في يقين بركة الموالد والأولياء. وكله بنفحات الصلاة على النبي ومحبته. كل عام وتونس بخير، رغم كل المنغصات.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد