الديمقراطية الفاسدة
كثيرون هم المؤمنون بقيم الحرية على اختلاف أشكالها، بدءًا بالحرية السياسية والمشاركة ضمن مفهوم الديمقراطية، مرورًا بالحرية الاقتصادية كنيوليبرالية اليوم، وليس انتهاءً بالحرية الدينية والفكرية وغيرها من امتدادات هذا المفهوم الجذاب والمثالي أحيانًا.
جاءت الديمقراطية نتاج قرون مظلمة من التسلط والقمع واحتكار السلطة والنفوذ والموارد بيد نخبة ضئيلة تقليدية في المجتمعات، لكن الملفت هو أن الحرية السياسية كلصيق للحرية الاقتصادية قد تحمل في طياتها مخادعة عميقة؛ حيث أن الديمقراطية تنشر السلطة والنفوذ والقوة على عموم الناس بدون احتكار، ولكنها تحتكر الثروة في يد نخبة ضئيلة من المجتمع، وكأن عموم الناس يتمتعون بجانب ويفقدون جانبًا آخر! وهنا تتجلى بداية النقد لتطبيقات مفهوم الحرية ابتداءً.
لم تكن الديمقراطية يومًا مثالية، والثابت أكثر هو أن الدكتاتورية هي الخيار الأسوأ عمومًا؛ فالديمقراطية تحمل آليات تصحيح ذاتي وتعلم تراكمي للشعوب تجعل منها نموذجًا جذابًا لإدارة الحياة، أما الدكتاتورية فإنها قرينة القهر والظلم والتعسف والتهميش والاحتكار.
الديمقراطية الاشتراكية هي أكثر النماذج من حيث الاتساق الذاتي؛ ففيها يتم نشر وتعميم السلطة والقوة على الشعوب بنفس مقدار تعميم ونشر الثروة. وهذا الشرط لا يتوافر في الديمقراطية النيوليبرالية ولا في أي نظام آخر دكتاتوري أكان رأسماليًا أو اشتراكيًا.
النظام الديمقراطي يحتمل الفساد، وهناك من تجارب التاريخ والأمم ما يؤكد ذلك؛ فالحزب النازي فاز بالانتخابات الديمقراطية في ألمانيا، والرئيس الأمريكي الشعبوي دونالد ترمب هو إفراز للديمقراطية، وجيورجيا ميلوني ذات الميول الفاشستية هي إفراز للديمقراطية، والسلطة في العراق ولبنان وإيران واليمن هي كذلك إفراز للديمقراطية، وهذه كلها صور واضحة تثبت بأن ثمة صيغة فاسدة للديمقراطية، بذات الوقت الذي تحقق فيه الصين كدولة مركزية سلطوية أكبر صور الازدهار الاقتصادي والتنمية وإدارة الموارد وضبط الأمور كما شوهد في جائحة كورونا الأخيرة كمثال.
ثمة جملة شروط موضوعية لصلاحية النظام الديمقراطي للأمم، وبدون توافر هذه الشروط فإن ديمقراطية مشوهة هي النتاج الطبيعي والمتوقع، من هذه الشروط والتي تختص بدول العالم النامي تحديدًا هو وجود هامش تقدم اجتماعي واقتصادي يتمثل بتعليم واسع ودخل فرد مقبول، بحيث يجعل ذلك الأمر صعبًا على المتاجرين بقوت الناس وجهلهم من القفز على السلطة كرجال الأعمال مثلًا. مضافًا لذلك تحرر الناس من هيمنة ثقافة وعقلية الطائفة الدينية وعصبة دم القبيلة، بحيث يجعل ذلك الأمر صعبًا على زعماء القبائل وقادة الطوائف من تسويق قيم تناقض مفهوم المواطنة والمساواة.
الشعوب التي ينتشر فيها الفقر والجهل والأمية والطائفية والقَبَلية هي المرشحة أكثر من سواها لبناء هيكل ديمقراطي هش وفاسد لن يحقق التنمية ولا الكرامة للإنسان، والشواهد تملأ الدنيا.
*كاتب في الاقتصاد السياسي
مراهق يقتل شقيقته طعنا جنوب إربد
العشائر تعلن انطلاق فجر العشائر لتحرير السويداء
الاحتلال يستهدف غزة ويُوقع 33 شهيدًا فلسطينيًا
الرئاسة السورية تتعهد بفض نزاع السويداء
اختتام فعاليات مهرجان صيف عمّان 2025
الجيش يحبط محاولة تسلل على الحدود الشمالية
الميليشيات الدرزية تكتب شعارات معادية على منازل البدو
الجيش الإسرائيلي يعلن رصد صاروخ من اليمن
مصطفى الآغا يودع برنامج "الحلم" بعد 19 عاماً
الأردنية تحتفل ب 955 خريجًا من اللغات الأجنبية .. صور
روسيا: تصريحات زيلينسكي عن زيادة زخم المفاوضات إشارة إيجابية
زراعة بني كنانة تستعرض إنجازات نصف العام
إعادة فتح باب تسجيل رياض الأطفال
ترفيع وانهاء خدمات معلمين واداريين في التربية .. أسماء
مدعوون للامتحان التنافسي في التربية .. أسماء
تحذيرات رسمية للمواطنين عند شراء الذهب محلياً
فصل الكهرباء عن هذه المناطق الاثنين .. أسماء
الأردنيون على موعد مع أجواء لاهبة .. تفاصيل الطقس
نفي مزاعم حول مغادرة الرئيس الشرع وعائلته سوريا
مطالبات مالية على مئات الأردنيين .. أسماء
إجراءات جديدة عقب انهيار عمارة سكنية في إربد
سيدة تعثر على أبو بريص في وجبة شاورما من مطعم شهير بعمان
الدروز يرفعون الأعلام الإسرائيلية في السويداء .. شاهد
الأردن يسلّم مفاتيح تشفير جواز السفر الإلكتروني للإيكاو
الطلبة الأوائل في امتحان الشامل .. أسماء
موعد إنحسار الكتلة الحارة على المملكة