رحلة في الظلام

mainThumb

14-10-2022 04:05 PM

كان كلّ شيء يدعو إلى الريبة والشك ، فالليل أرخى سدوله منذ زمن ، والشارع كان يغرق في العتمة ، وكانت هناك أشباح تتحرّك عن يمين وعن شمال ، وبرغم أنني كنت أراها ظلالا إلاّ أنني لم أكن أتبيّنها هل كانت خيالات أم كانت حقيقية تواكبني في سيري ، كنت أردّد ما كنت حفظته عن ظهر قلب يؤتى الحذر من مكمنه .. مرق كالسهم كلب بوليسي أمامي .. وسرعان ما اختفى في الظلام الدامس .. انتظرت أن يتبعه آخرون ولكن لم يتبعه أحد .. فكرت أين هو ذاهب في هذا الليل البهيم هل سينصب لي كمينا أم سينتظر آخرين للّحاق به ؟ والكلاب في هذه الأيام تغدو وتروح دون رقيب أو حسيب وأغلب الظنّ أنها جائعة أو مصابة أو متوحّشة وعلى المرء أن يحسب لها حسابا وأن يتّقيها وأن يبتعد عنها ولكن الأمور ليست بمثل هذه البساطة فهي تهجم عليك من حيث لا تحتسب ..
أنت الآن محاصر تماما ، فهذه الأشباح التي ترافقك تارة عن يمينك وتارة أخرى عن شمالك ، وهذه الكلاب التي تخشى أن تهاجمك على حين غرّة فاغرة أفواهها لتنهشك ولا أحد بمقدوره أن يهبّ لنجدتك إذا ما تأزّمت الأمور والظلام دامس والمخاطر تحيط بك .. وأنت وحدك بلا حول ولا قوّة .. الأشباح تتوقّف حين تتوقف أنت وتسير حين تسير تحدّث معها لربما تتركك وترحل .. أيّتها الأشباح ليس لديّ ما أقوله .. ولكنها لا تصغي .. تجعلني أخجل من نفسي فأداري ارتباكي لم أعد أثق بشيء.. ولكن الله رحمن رحيم الآن فرجت وكنت أظنها لا تفرج شاهدت في الأفق ضوءا يشعّ من بعيد وبمجرّد أن رأيته تبدّد كلّ ما هو حولي فحمدت الله وتابعت رحلتي مطمئنا ...


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد