الموشحات

mainThumb

16-10-2022 12:10 AM

منذ زمن بعيد وأنا أتحيّن الفرص لأتحدّث عن الموشحات في الأندلس لطرافتها ولرقّتها ولعذوبتها وقد نشأت في بلاد كانت مسرحا للطبيعة الخلآبة والموسيقى الشجية والغواني الفاتنات والأنهار والورود والرياحين ومما ساعد على ذلك أن زرياب وفد على تلك الديار فكان له الأثر الأكبر في شحن تلك النفوس بالرغبة في الغناء والإقبال على اللهو والتمتع بجمال تلك الديار يقول ابن سناء أنّ الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص وسبب تسميتها بالموشحات لأناقتها وتشبيهها بوشاح المرأة لتعدّد قوافيها التي ترتاح لها النفوس ويقال أن فنّ التوشيح انتقل إلى الأدب العربي من خلال الأغاني الشعبية الإسبانية ..
وفن التوشيح فنّ أندلسيّ خالص نشأ في الأندلس وتطوّر هناك قال ابن زهر :
كبدي حرّى ودمعي يكف
يعرف الذنب ولا يعترف
أيّها المعرض عمّا أصف
قدنما حبّك عندي وزكا لا تقل في الحبّ إنّي مدّع
وقال ابن سهل : هل درى ظبي الحمى أن قد حمى قلب صبّ حلّه عن مكنس
فهو في حرّ وخفق مثلمــــــــــــا لعبت ريح الصبا بالقبس
وقال عبادة بن ماء السماء :
من ولي في أمّة أمرا ولم يعدل يعزل إلاّ لحاظ الرشا الأكحل
وقال لسان الدين بن الخطيب :
جادك الغيث إذا الغيث همى يا زمان الوصل بالأندلــــــس
لم يكن وصلك إلاّ حلمـــــا في الكرى أو خلسة المختلس
في الحقيقة لم أذكر الكثير ولكنّي أحسّ بالراحة التامة لأنني أزحت عن كاهلي عبئا كبيرا كان يؤرّقني ولذا أشعر براحة عميقة الآن فالموشحات تجلي النفوس وتبعث على التأمل والراحة والهدوء والطمأنينة ...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد