سيارة أبو صالح

mainThumb

22-12-2022 05:28 PM

العم ابو صالح مقتنع تماما أن سيارته لم تعد مؤهلة لكي تكون معه في المستقبل القريب ،أبو صالح حينما اشترى السيارة وقال جملة لأصدقائه في إحدى الجلسات" لجعل حدا حوش " بدي اشتري سيارة كان يفكر بحالة الترف التي يعيشها بالرغم من وضعه المالي الضعيف لكن كان يقول " لجعل حدا حوش " بينما أم صالح كانت لها اعتراض وكانت تنصح ابو صالح بأن لا يعتمد على التنقل بالسيارة وجملتها الشهيرة التي كانت تقولها أمام الأبناء "هي السيارة بتمشي على ميّ ّ" ؟بمعنى لا تنسى مصروف البنزين يا ابو صالح ، ومع هذا كان لا يبالي ابو صالح لكلام أم صالح الذي تصالح مع نفسه وكان يقول بان السيارة أحد آخر ما قد يشعره بالترف في هذه الدنيا .

وفي يوم من الايام حينما كان يسير في أحد شوارع عمان سمع في المذياع نشرة الأخبار بان أن هناك تعديلاً وزارياً للحكومة ، فشعر بأن السيارة التي يقودها ليست على ما يرام و بحاجة لميكانيكي متخصص لتصليحها وبالفعل طلب منه صاحب الورشه أن يجري تعديلاً لسيارته واستبدال البطارية لأنها على وشك الانتهاء ولابد من تغيير البطارية وبالفعل أجرى التعديل اقصد التصليح ، وبعد اشهر قليلة في نفس الطريق وفي نفس الظروف سمع عن تعديل وزاري جديد للحكومة في وقتها كان يخرج من سيارته اصوات غريبة فذهب بها إلى صاحب الورشه ذاته وبعد فحص السيارة طلب منه تغييراً " تعديلاً " آخر لكن هذه المره للماتور ،وبالفعل قام بذلك ،أبو صالح أصبح متوتر أكثر من اللازم فبعد كل تعديل وزاري كان يذكره بأن لابد من إجراء "تعديلات "اي تغييرات في السيارة لأن السيارة ليست على ما يرام ، وهكذا بعد ستة تعديلات متتالية من الحكومة والسيارة وكان آخرها اليوم تغيير في عجلات السيارة الخلفية لأن هناك مشكلة في دفع الخلفي للسيارة ولا بد من تعديل بسيط لتمشاية الحال .

واليوم ابو صالح قرر أن ينتهي من أزمته التي كانت توتره وقضت على حالة الترف التي كان يعيشها وقرر أن يأخذ قرار باخر تعديل للسيارة أن يبيعها والسبب أن ليس هناك مقدره على الترف بإمكانية تعبئة السيارة بالبنزين الذي ارتفع سعره .

أبو صالح الذي كان يواكب كل التعديلات ويغير البطارية والماتور وانتهى الأمر بتغيير العجلات السيارة لكن بالمقابل يستفيد من السيارة ، وبعيد عن المقارنة ولن أشبه السيارة بالحكومة أو بالوطن أو الوزارة أو المؤسسة لكن كان أبو صالح يأخذ القرارات الصحيحة في وقتها حتى تخلى عن ذلك الترف ...فهل شعرنا في يوم من الايام بترف التغيير أو التعديل ؟..نترك الإجابة لكم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد