التنمية مفتاح الحل

mainThumb

09-01-2023 01:57 AM

كثير من المجتمعات أو الفئات أو المناطق في مختلف دول العالم، حتى المتقدمة منها، تعاني التهميش والاقصاء لأسباب كثيرة، منها العرقية أو الدينية أو النزاعات القبلية أو الاضطرابات السياسية أو الفقر وقلة الموارد والثروات... الخ.

هذه البؤر المهمشة، تكون منتجة لكثير من المشاكل الاجتماعية، إذ تنتشر فيها الجريمة والأمية ومزعزعة للأمن المجتمعي في بعض الأحيان.

في بعض الدول، استغلت مثل هذه الفئات المهمشة لتنفيذ أجندات خارجية، لتكون خنجراً تطعن خاصرة الوطن، وتأتمر بأمر الخارج وتنفذ مخططاته، لأنها لاقت منه الرعاية والعون والدعم المادي والمعنوي ابتداء في ظل تهميش الدولة واقصائها لهذه الفئات، والامثلة كثيرة على ذلك، مما أوقع كثير من الدول في مشاكل مصيرية ما زالت تدفع الثمن الى اليوم، كما يحدث في اليمن الشقيق.

وفي بعض الدول تنبهت إلى هذه النقطة، وعالجت الأمر من خلال تنمية تلك المناطق وخلق فرص العمل لابنائها، واستثمار المليارات في هذه الأقاليم لتلحق بركب الدولة، وتنتشل الشباب من براثن الفقر والبطالة والجريمة.

ونحن في الاردن، الوطن العزيز، الذي ينعم بالأمن والاستقرار، علينا أن ننتبه الى هذا الأمر، وأن لا ندع قلة الموارد وشحها، سبباً لإثارة القلاقل بين الفينة والاخرى، فلا بد من حماية الوطن وصيانة أمنه الداخلي من خلال التنمية وإقامة المشاريع الانتاجية في المناطق المهمشة والنائية في الوطن.

فالاستماع الى هموم الناس وتلمس حاجاتهم، واجب رسمي على الحكومة والنزول الى الميدان، لفهم الشارع لتتناغم مع مطالبه، وفقا للتوجيهات الملكية السامية، عندما قال جلالة الملك أثناء ترؤسه جانبا من جلسة مجلس الوزراء قبل أسابيع: إن الاستثمار الخارجي لا يُبنى على المحبة فقط، بل بتحقيق عائد وربح للمستثمر، وعلى مؤسساتنا أن تعي ذلك... وأن المسؤول الذي لا يرى نفسه بحجم المسؤولية عليه أن ينسحب حتى لا يؤخر الفريق...».

كلام جلالة الملك في هذا الجانب واضح وصريح، وهو ضرورة تحقيق الرخاء الاقتصادي، ورفع مستوى المعيشة للمواطن الأردني، فالعمل لا يأتي بالابتسامات أو بالمحبة وإنما بالفعل وتحقيق النتائج على أرض الواقع.

إذن، يجب التعامل مع الناس سواسية من شمال المملكة الى جنوبها فيما يتعلق بالتنمية واقامة المشاريع، فلدينا مناطق في بلادنا ما زالت تعاني من تدهور في البنية التحتية والفقر وانتشار البطالة بين شبابها، وهذه مهمة ملقاة على عاتق الحكومة التي وجب عليها أن تعمل على ترجمة رؤى جلالة الملك الذي استشعر بالأمر وأمر.. فالمسؤولية اليوم ملقاة على عاتق الفريق الحكومي لإدارة موارد الدولة وتوزيعها بعدالة، وعليها أن تنتبه إلى البؤر الفقيرة وتقضي عليها حماية للأردن وأمنه الداخلي من إيجاد أرض خصبة للمتربصين في الخارج لإثارة القلاقل..


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد