طباخ الكرملين رجل المهمات المؤلمة
وإذا تركنا الدول جانباً فإنَّ محاولات استنزاف الغرب ارتبطت في العقود الماضية بأسماء عدة سرقت الأضواء أو الاهتمام. في السبعينات أطلق القائد الفلسطيني وديع حداد شاباً فنزويلياً عرفه العالم باسم كارلوس. بعد عملية خطف وزراء «أوبك»، تحوّل كارلوس نجماً لامعاً فعاقبه حداد على النجومية وإغراء الأضواء. تحرَّش كارلوس بالغرب وتخفى في عواصم عدة. لكن قصته انتهت حين تعرض لـ«خيانة» مزدوجة من حسن الترابي وعمر البشير اللذين باعاه في صفقة مع فرنسا وهو الآن يهرم في أحد سجونها.
لا يرحم الغربُ المتحرشين به في هجمات دامية. تحرَّش أسامة بن لادن بالغرب في آسيا وأفريقيا ووصل حدَّ نقلِ المعركة إلى الأرض الأميركية نفسها. طاردته أميركا وأهدت جثتَه للأسماك، ولم ترحم ساعده الأيمن وخليفته أيمن الظواهري. يدُ الغرب طويلة. تحرَّش أبو بكر البغدادي بالغرب فردَّ عليه بشطب «دولته» وشطبه شخصياً.
الثورة الإيرانية التي ولدت على خط الاشتباك مع أميركا والتحرش بسفاراتها ومصالحها أطلقت هي الأخرى لاعباً ترك بصماته في 4 خرائط في الشرق الأوسط. إنَّه الجنرال قاسم سليماني الذي كان عملياً الرجل الثاني في النظام بعد المرشد. أفاد سليماني من أخطاء أميركا في العراق وخطاياها فيه فرعى إنشاء جملة من الجيوش الصغيرة المتحركة القادرة على شطب الحدود الدولية أو التحايل عليها. ولم تتساهل أميركا مع سليماني. قتلته على مقربة من مطار بغداد. معمر القذافي تحرَّش هو الآخر بالغرب فزارت الطائرات الأميركية غرفةَ نومِه ما أصابه بذعر دائم على ذمَّةِ ما سمعته من رئيس المراسم لديه نوري المسماري. اعتبرت أميركا غزوَ الكويت تحرُّشاً من صدام حسين بجارته وأميركا ومصالحها، وكان العقاب شديداً.
الحرب الروسية في أوكرانيا أخطر تحرُّشٍ بالغرب منذ الحرب العالمية الثانية. جاء التحرُّش هذه المرة على يد قوة نووية اسمها روسيا. طبعاً لا يمكن أن ننسى أنَّ روسيا الحالية تعتبر الانهيار السوفياتي ثمرةَ تحرش غربي عبر حرب النموذج وسباق التسلح. تنظر أيضاً إلى استقطاب الدول التي فرَّت من القطار السوفياتي إلى أحضان حلف «الناتو» على أنه نوع من التحرش بأمنها واستقرارها ودورها.
طبعاً هناك من يعتقد أنَّ العدوَ الأول للغرب ونموذجه والثورات الملونة هو فلاديمير بوتين. لكن القصة المثيرة تكمنُ في نجاح بوتين قبل عقد في إطلاق عدو للغرب يتمتَّع بوضع خاص وقدرات استثنائية وفاعلية غير مسبوقة.
قصة زعيم «فاغنر» مثيرةٌ ومذهلة. ولد بريغوجين في بطرسبورغ. لم يكن هناك ما يرشح هذا الرجل لدور غير عادي حتى لأي دور. قضى في السجن من 1979 إلى 1988 بعد إدانته بتهم تتعلَّق بالعنف والسرقة. وثمة من يربطه في تلك السنوات بما يعرف بالمافيا الروسية. خرج من السجن في سياق عفو عام. الغريب أنَّه بعد خروجه بسنتين افتتح مطعمَه الأول ثم جاءت سلسلة المطاعم. ذات يوم أقام مطعماً في سفينة عائمة، اصطحب بوتين إليه ضيفه الرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك. تزامن وجود بريغوجين في المدينة مع وجود بوتين فيها مستشاراً، ثم نائباً لعمدتها أناتولي سوبتشاك الذي قُتل بعد سنوات في ظروف غامضة.
بريغوجين مولعٌ بالإتقان، وسلطته على من يعملون معه مطلقة. وهو طموح، نجح في الحصول على اتفاق لتوفير الأطعمة في حفلات الكرملين، وبعدها لوزارة الدفاع. ثم جاءت العقود السخية الذي جعلته مليارديراً. رجل أعمال لا يتراجع ولا يرحم من يقف في طريق طموحاته.
قبل عقد أسس شركة أمنية حملت اسم «فاغنر» الموسيقي الذي كان الأحبَ إلى قلب هتلر. استلهم تجربة «بلاك ووتر» الأميركية في العراق، وذهب أبعد منها. اجتذب عسكريين سابقين وقبضايات وباحثين عن فرص للمال والمغامرة. رجل أعمال مغامر وصارم ولا تقلقه الإقامة وسط الأخطار. الخدمات الأمنية بثمن مرتفع. إذا ساهم في استعادة منشآت نفطية لمصلحة النظام السوري يتولى حراستها في مقابل مرتفع. قاده حسُّه المغامر إلى أفريقيا. تحرس قواتُه مناجمَ الألماس وتفوز بقسط وافر من محاصيلها.
في السنوات الماضية كان الحديث عن بريغوجين محظوراً وقاتلاً. حين تجرأ صحافيون روسٌ على الذهاب إلى جنوب أفريقيا للتحقيق في اختراقاته في القارة السمراء سقطوا برصاص غامض. وهو لم يكن مجرد رجل أعمال مغامر. إنَّه أيضاً محاربٌ شرسٌ جاء في مهمة، وها هي بصماته تظهر في مالي وليبيا وبوركينا فاسو مسدداً الضربات للوجود الفرنسي هناك.
فجأة جاءته الفرصةُ الذهبية، وهي الحرب الروسية في أوكرانيا. خيَّب الجيشُ الروسي آمالَ سيدِه، فالتفت بريغوجين إلى منجم ثري هو السجون الروسية. وعد آلاف السجناء بالعفو أو خفض العقوبات شرطَ توقيع عقود للقتال في أوكرانيا. يقول البيت الأبيض إنَّ «جيشه» هناك يصل إلى 50 ألف محارب. وفي الحرب لا يرحم. ومصير الخائن أو المتخاذل رصاصة في صدره أو مطرقة على الرأس. تملك قواته ما يثير حسدَ الجيش النظامي. طائرات حربية وقدرات سيبرانية أتاحت له التدخل في الانتخابات الأميركية والأوروبية. أطلَّ بصورته من مناجم الملح في بلدة سوليدار الأوكرانية كي يحرم الجيش من ادعاء لعب دور في اجتياحها.
صنّفت واشنطن مجموعة «فاغنر» عصابة إجرامية عابرة للحدود. لم يرف له جفنٌ. ليس كارلوس ولا بن لادن ولا البغدادي ولا سليماني. إنَّه يتكئ على هيبة روسيا وصورتها وترسانتِها ويصعب على أميركا أن تذهب مباشرة لشطبه.
إنَّها ليست مجرد قصةٍ مثيرة لرجل شائك ومثير. إنَّها تعبير صارخ عن خطورة الحرب المفتوحة على الأرض الأوكرانية وخطورة العالم الذي سيولد منها. وثمة من يقول إنَّ بريغوجين ليس فقط صديق القيصر، بل إنَّه الرجل الأقوى حالياً في محيط السيد الرئيس حيث يتنافس عسكريون ومدنيون، بينهم ديمتري ميدفيديف الذي يذكر العالم يومياً بوليمة نووية محتملة ويحذر «الكلاب المخصية» في الغرب.
الحكومة تحذر من أيديولوجيات تحرض على الأردن باستغلال العواطف
الزراعة: افتتاح سوق الجمعة الرمضاني في الأغوار الجنوبية
تحذير من موجات غبارية في هذه المناطق السبت
الأردن .. مسيرات حاشدة تطالب بوقف المجاعة والمذبحة في غزة
مندوب فلسطين:مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد
125 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى
عالمة أزهرية:لا يوجد نص قرآني يحرّم الحشيش
غضب غربي على السعودية لترؤسها لجنة المرأة الأممية
مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
8 إنزالات جوية أردنية دولية على غزة الجمعة
الاستهدافُ بالمُسيّرات .. يستدعي الحسم بالنار والحديد
مطلوب القبض على 23 شخصاً .. أسماء
الصبيحي يحذر من أزمة قد تعصف بالضمان الإجتماعي
مصر تستعد لقبض 60 مليار دولار دفعة واحدة
إيضاح من التربية يتعلق بامتحانات التوجيهي
الحالة الجوية من السبت حتى الإثنين
وزيرة التنمية تعزل موظفاً من الخدمة .. تفاصيل
تفاصيل مداهمة شقة بعمان تجرى داخلها تدخلات تجميلية
قرار هام لطلبة التوجيهي بخصوص الإمتحانات
مهم من الأمن العام للأردنيين .. تفاصيل
هل سيشمل العفو العام مديونية الضمان الاجتماعي
فضيحة جنسية لـعميد كلية بجامعة تهز العراق
هل إخراج زكاة الفطر مالا أم طعاما .. مفتي الأردن يجيب