الحوار المتجدد مع الراعي والحفيد بعد امطار الخير

mainThumb

03-02-2023 07:48 PM

خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية استعاد المزارع ابتسامته التي كانت غائبة لاسابيع خلت عندما انحبست الامطار في ( مربعانية الشتاء ) ولم نشهد هذا الانحباس الشتوي منذ عقود طويلة ،
ومن خلال الجلسات الطيبة والبريئة مع المزارعين في الفترة السابقة والتي تخللها الدعاء والرجاء للمولى عز وجل بعفوية صادقة ، ومن قلب يعشق الارض والزراعة حيث كانوا يتداولون الروايات عن الاباء والاجداد ويتذكرون ايام المحل (انحباس الامطار او قلتها) في سنين خلت ويعيدنا البعض الى ايام( السفر برلك)في الدولة العثمانية وهي ايام جوع ومشقة ومشي مسافات طويلة في العراء وفي اقسى الظروف ومجاعة لسنوات ،
وفي هذا اليوم الممطر الجميل والجمعة المباركة اصر علينا حفيدي معاذ بان نقوم لزيارة صديقنا الراعي والذي يتأبط سفوح الوادي باغنامه ، ولما وصلناه لمسنا سعادة بالغة على محياه لان الامطار هي حياته وامله مصداقا لقول رب العزة في محكم تنزيله (وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ )صدق الله العظيم ،
وفي حوار دافىء مع الراعي رغم برودة الجو اصر الحفيد ذو الثمانية اعوام على شراء مجموعة من مواليد الاغنام الجديدة (طليان ) كما يطلق عليها في اللغة المحكية ، ووجدت التشجيع من الراعي للحفيد الذي يعشق مرافقة الاغنام ويهوى الزراعة ،وبعد حوار مطول قررنا تاجيل الموضوع للتشاور في امور ادارة القطيع الجديد ،وقضايا لوجستية يصعب توفيرها هذه الأيام ،
وفي رحلة العودة اصر معاذ علينا بان نعرج لزيارة سد وادي العرب لمعرفة الى اين وصلت مياهه بعد الشتوة الاخيرة ،لان لديه معيار خاص في كمية مياه السد وذلك باقترابها او ابتعادها عن الحجارة الضخمة في اكتاف السد لحمايته،
ومع هذا يلح على معرفة كم من الامتار المكعبة دخلت السد في هذه الشتوة وننتظر الجواب من المختصين والنشرات الجوية ،
وفي طريقنا المتعرج والممتع شاهدنا المزارعين مستبشرين ومؤمنين بان الغيث من عند الله قريب اكراما للاطفال الرضع والبهائم الرتع واستجابة لدعوات الصالحين الطيبين،
وفي النهاية نتمنى علينا جميعا ان نطرح السلام على رعاة الاغنام في السهول والبراري وان لا نبخل عليهم بابتسامة طيبة وان لا ننسى القاء السلام والتحية على المزارع الذي يقلم اشجاره او يحرث ارضه باستخدام المحراث القديم وعلى دابة مستضعفة في ظروف قاسية ،
ولا تدرون كم لذلك من تاثير في نفوسهم ويسعدهم ويمدهم بالامل والعزيمة ،
لان بعض من غاصت اقدامه في الطين وهو ذاهب الى المدرسة نسي ماضيه وقد يتنكر له ويتعالى على نفسه وغيره وقد يسخر من اهله ،
وعلينا ان نتذكر؛ ان ابتسامتك في وجه اخيك صدقة ؟؟


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد