الأول من أيار عيد العمال

mainThumb

01-05-2023 12:38 AM



الأول من ايار مايو يوم استثنائيا في كل دول العالم ، حيث أجمعت عليه البشرية ليكون عيدًا للعمال ، هذه الفئة من المجتمع البشري وهي الأكثر عددا والأكثر عملا ، ولكن للاسف الأقل حظا في المكاسب وعرق الجبين.

هذه الفئة هي الدينمو المحرك لأقتصاديات العالم ومع ذلك هي الأقل حظا بأخذ حقوقها الإنسانية وذلك من خلال التغول على حقوقها ومكاسبها من أرباب رأس المال المتوحش الذي لا يرى للأسف بعد أن تخلى عن كل القيم الانسانية الفرق بين العمال وأدوات الانتاج التي يحركونها ، وزادت المأساة في العقود الثلاثة الأخيرة التي عقبت انهيار الأتحاد السوفيتي دولة العمال الأولى وتفرد الولايات المتحدة زعيمة ما تسميه بالعالم الحر والرأسمالية المتوحشة ، حيث رأينا آثار حرية هذا العالم بدمير العراق وليبيا واحتلالهما ومحاولة ضرب سوريا والتآمر عليها وجر الدولة السورية لمعارك أضاعت الكثير من أرواح أبناءها وثرواتها وتصوير ذلك من قبل أمريكا وأتباعها وكأنها حرب أهلية وهذا غير صحيح ، فقد رأينا تلك المأساة التي أفرزت أمراء حرب في سوريا كل واحد منهم له سيد خارج الحدود ؛ الأمر الذي كانت ضحيته الشعب السوري والطبقة العاملة تحديدا .


ومن المفارقات أن عيد العمال الأول من أيار فكرته انطلقت من الولايات المتحدة في قصة المذبحة الشهيرة التي تعرض لها العمال وراح ضحيتها عدد كبير منهم ، وكانوا يطالبون بأبسط حقوقهم الانسانية ، وكيف تعاملت معهم عصابات رأس المال المتوحشة في تلك المذبحة التي أصبحت بعد ذلك مناسبة ويوم عالمي عرف بعيد العمال ، في الأول من أيار من كل عام .

في العقود الثلاثة الأخيرة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي جرى تجاوزات لا حدود لها على حقوق الطبقة العاملة وجرى الاستغناء عن خدمات الكثير من العمال من كل دول العالم خاصة في وطننا العربي مع ما يسمى بقطار الخصخصة حيث أصبحت الشوارع مأوى الكثير من العمال ، وعادت أرقام سوق البطالة ترتفع لتأتي بعد ذلك جريمة أمريكا الصهيونية باشعال الحرب بين روسيا واوكرانيا ومحاولة الاستفادة منها لضرب الدولة الروسية ومصالحها التي أجبرت على خوض تلك الحرب التي أسمتها اسم مصغر للحرب ( عملية عسكرية محدودة) بهدف حماية الأقاليم الروسية في اوكرانيا ، ووجدتها أمريكا وتابعها الاتحاد الأوروبي فرصة لاضعاف الدولة الروسية ثم الانقضاض عليها وبعد ذلك الصين والهند وهكذا ، ولكن النتيجة جاءت معاكسة تماما لارادة صناع الموت والدمار ، وها هي الأحداث والمؤشرات تبشر بولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب وهذا لصالح العالم أجمع .

وما نتمناه والعالم قد يكون على حافة حرب عالمية نووية حيث الجميع بها خسران أن يتمكن الحكماء في العالم من احتواء الموقف ، وأن تعود الأمور لنصابها ، وأن يكون لهذا اليوم الأول من أيار الذي يحتفل به العالم المكان الطبيعي الذي يليق بنضال العمال ، وأن تكون هناك في وطننا نقابات واتحادات عمالية منتخبة انتخاب حقيقي وليس تعيين تجاوز عمر بعضهم الثلاثون عاما على رأس تلك النقابات والاتحادات ، من يصدق أن تلك اتحادات عماليه ؟ عندما يبقى شخص أكثر من ثلاثون عاما على رأس احداها ، وبالطبيعة ستكون له حواشي ومستفيدين والنتيجة على حساب العمال وكفاحهم الطويل من أجل حياة أفضل .

عاش الأول من أيار عيد العمال ، ولا عزاء للصامتين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد