رؤية ملكية تتوج العلاقات الجوهرة بين الأردن وبريطانيا

mainThumb

09-05-2023 09:30 PM

ما زاد من الدرر الملكية، التي عززت العلاقات الأردنية–البريطانية؛ تلك الجوهرة السياسية النادرة التي أعلنتها بريطانيا العظمى عشية تتويج الملك تشارلز الثالث، عندما كشف عن محبة وتقدير سياسي حضاري ثقافي، وسيادي للمملكة الأردنية الهاشمية، جوهرة، لمع فيها قول الملك تشارلز: » الأردن شريك مهم، حيث يشترك بلدانا بتاريخ غني وبعلاقات معاصرة نشطة تدعم ازدهارنا وأمننا. الأردن مناصر ثابت للسلام، وهو قوة مهمة لأجل الاستقرار».

.. وبما في الواقع الاعلامي الأردني الوطني، ووسائل التواصل والأخبار والفضائيات، لمع ما نبهت إليه السفارة البريطانية في الأردن، والبلاد العربية والعالم عندما تناقلت، عبر الفضاء الرقمي، صورة من لقاء الملك عبدالله الثاني بالملك تشارلز الثالث خلال حفل الاستقبال في قصر باكنغهام عشية التتويج.

.. هي تلك الدرر الملكية التي تطلق البهاء والجمال وثقافة التواصل والحوار، إذ جاء فيديو » تشارلز»، الملك، يعلي قيم الازدهار والأمن،ما يدلل استراتيجيات مهمة مستقبلية، ان المملكة والدولة الأردنية، والتاج الهاشمي، هما ضمانة ثقة العالم، بالذات بريطانيا العظمى بالأردن، والعائلة الهاشمية السامية، والرؤية الملكية الهاشمية التي حققت في الدولة الأردنية، قوة سياسية وأمنية ثقافية حضارية،مع الاستقرار الاقتصادي والسياسي، جعلت ملك بريطانيا يخص الأردن والشعب الأردني، بالقول:"مناصر ثابت للسلام، وهو قوة مهمة لأجل الاستقرار».

*هنا تكتمل دائرة الرؤية الهاشمية ودورها الدولي..

.. بالصوت والرؤية الملكية، وعن الدولة والشعب الأردني، عبر الملك عبدالله الثاني عن تهانيه بتتويج الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا، تغريدة ملكية على تويتر:

«حقا حفل رائع بمناسبة تتويج جلالة الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا. أحر تهانينا وأمنياتنا بعهد مجيد ومزدهر»، ودعا جلالته إلى اننا «نتطلع إلى مواصلة تعزيز الشراكة والصداقة على مدى قرن من الزمان»، ذلك أن الدولة الأردنية عبرت إلى مشارف مئويتها الثانية، بل اعتزاز وقوة ومزيد من التحديث والتنمية والثقافة الحضارية، عدا عن اكتمال دائرة القيادة الهاشمية بالفكر والتنوير والتعاون الدولي والأممي.

الحدث البريطاني، التتويج السامي للملك تشارلز الثالث، على عرش بريطانيا خلفا لوالدته الراحلة الملكة اليزابيث الثانية، التي توفيت في الثامن من أيلول الماضي، حدث يصل الشرق بالغرب، والشمال بالجنوب، لأهمية الكيان الدولي الاستراتيجي للعرش البريطاني، في وقت يعيش فيه العالم ذروة الأزمات والأحداث العسكرية والسياسية والاقتصادية.

*.. وللتاريخ الهاشمي الأردني درره مع بريطانيا والعالم

.. في الواقع العملي، وعبر مسارات الحاضر والتاريخ والمستقبل، هناك؛ بين عمان ولندن، تلألأت عديد الدرر الملكية عززت العلاقات الأردنية مع المملكة المتحدة، ملوكها وشعبها وحضارتها وثقافتها المميزة.

قبل أعوام منظورة من الآن، في 18 تشرين الثاني 2021، أشار أمير ويلز،(الملك تشارلز الثالث، اليوم)، إبان زيارته للمملكة الأردنية الهاشمية إلى: «مواصلة النظر للأردن بعد 22 عاما، على أنه ليس «صديقا فحسب»، تحت قيادة الملك عبدالله الثاني وإنما، وعلى غرار ما كان عليه الحال في عهد والده، صوتاً دائماً للاعتدال والتفاهم والتسامح. وفي هذا الصدد، فإن دور جلالة الملك وصياً على الأماكن المقدسة في القدس يشكل عنصراً حيوياً في السعي إلى السلام في المنطقة».

.. درة صاغها قلم الملك النبيل المفكر عبدالله الثاني، في كتاب «فرصتنا الأخيرة: السعي نحو السلام في زمن الخطر»؛ الذي صدر عام 2011 عن دار الساقي، وجاءت مذكرات جلالته لتبرز، صورة من صور العلاقات الأردنية مع المملكة المتحدة ومع الملكة إليزابيث، الملكة الكونية التي رحلت بسلام وحب:جاءت زيارتها بعد يومين فقط من تفجيرات إرهابية، طاولت أحد فنادق عمّان.. وكلفني والدي بأن أكون مرافقاً عسكرياً وحارساً شخصياً للملكة إليزابيث وزوجها الأمير فيليب طوال فترة مكوثها في الأردن.

.. الزيارة المهمة، تاريخيا، التي يتذكرها الملك عبدالله الثاني، كانت قبل 38 عاما، وفيها ندرة عززت قوة العلاقات وأهميتها وكينونة الأسرة المالكة في الأردن وبريطانيا وعموم التاج البريطاني، وهو ما جعل زيارة الملكة الراحلة إلى الأردن عام 1984، حدثا دوليا، وعربيا وأمميا بكل دلالات الجيوسياسية وفي طبيعة العلاقة التاريخية في المجالات كافة.

.. وفي الإطار، دوليا وأمميا تابع الملك عبدالله الثاني في مذكراته: «كنت قد تخرجت للتو من كلية ساندهيرست العسكرية، وطلب مني والدي حماية الملكة إليزابيث حتى لو كان الثمن حياتي، وقال: لا تتردد لحظة واحدة؛ لأنك إذا فعلت سأطلق عليك النار بنفسي».

.. شهدت المملكة الأردنية الهاشمية، احد أهم واندر معالم العلاقات الأردنية مع المملكة المتحدة، عندما توجت الملكة إليزابيث جولة في العالم والمنطقة، عام 1955، هي الزيارة الأولى» الرسمية»،التي أطلت بها الملكة الراحلة إلى دولة عربية، وتوجهت أمام أنظار الإعلام العالمي برفقة زوجها الأمير فيليب إلى الأردن، بعد ثلاث سنوات من تسلم الملك الراحل الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، سلطاته الدستورية 1952.

.. وفي الذاكرة، في السادس من تشرين الثاني 2001، زار الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا زيارة دولة تاريخية للمملكة المتحدة بدعوة من الملكة الراحلة اليزابيث ملكة بريطانيا.

ووسط مظاهر احتفالية تجسد متانة العلاقات الأردنية البريطانية جرى لجلالتيهما استقبال رسمي كبير في باحة قلعة ونسور الشهيرة التي شيدت قبل 900 عام.

وكانت جلالة الملكة اليزابيث والأمير فيليب على رأس مستقبلي جلالتيهما لدى وصول الموكب الملكي موقع الاحتفال.

درة تاريخية، لها قيمها في بناء الدولة والعلاقات الدبلوماسية، ما أكد عليه الملك تشارلز وقتئذ، أن الأردن بما يمتلك من ثروة بشرية مبدعة يخطو الآن خطوات مهمة للانطلاق نحو القرن الواحد والعشرين.

خلال مأدبة العشاء التي أقامتها الملكة اليزابيث تكريما لجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا في قلعة ونسور بحضور الأمير فيليب: «أننا نرى المستقبل في تمكين شبابنا وشاباتنا الذين يشكلون أكثر من نصف المجتمع من امتلاك أدوات العلم والمعرفة، ولفت جلالته إلى انه لا يمكن تصور المستقبل الذي نسعى إليه بدون معالجة جذور الصراعات في منطقتنا والعالم مشيراً إلى أهمية إيجاد حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي يقوم على أساس إعادة الحقوق الفلسطينية والعربية المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للاس?مرار».

.. وإلى اليوم، جوهر درر العلاقات، يلمح إلى أن للذاكرة التاريخية مساحة مشتركة لتوطيد علاقات التعاون والصداقة والتبادل السياسي والاقتصادي والثقافي والعسكري، وفي مناحي مختلفة.. عندما احتفلت الملكة الكونية الراحلة إليزابيث الثانية بيوبيلها البلاتينيوم، كانت ذكرياته وزيارتها للأردن من أبرز ألبوماتها، وهي المرة الأولى التي دشنت بها أفراح المملكة المتحدة، مع دول العالم، اهتمام وتكريم ملكة حكمت فيها بلادها تحت التاج البريطاني، لمدة 70 عامًا،وفي غمرة تجهيز الاحتفالات، فقدت إليزابيث، حب حياتها، الأمير فيليب–الذي توف? العام الماضي عن عمر يناهز 99 عامًا–وبدأت صحتها في التراجع الظاهر، والتدهور، اجتماعيا وطبيا؛ قالت، في عدة مرات، إنها شعرت «بالتعب الشديد والإرهاق».

.. وفي هذا الإطار، ونظرا لمكانة بريطانيا، تحتاج دول المنطقة والشرق الأوسط، من الملك تشارلز، ان يبدأ بوضع بريطانيا في سكة التغيير لصالح الشعوب، وقد يكون قادرا على إحداث البنية في موقع وجيوسياسية المملكة المتحدة، وعلاقاتها الغنية مع العالم والملك تشارلز، يمتلك كاريزما معينة، فيها من ذكاء الأعمال مثلما ما فيها من نظرة سياسية لبلاده، التي تمتلك سر وعي طبيعة ديمومة العلاقات بكل تواصل وتشاركية ودعم القضايا المركزية، وتاريخها.

..الملك الهاشمي، صاحب الرؤية الملكية الناظمة لمملكتنا النموذج في الأمن والأمان ومصداقية العلاقات وديمومتها، مع المملكة المتحدة، أكد بنبل ملكي، هاشمي:"نحن نقف مع شعب وقيادة المملكة المتحدة في هذا الوقت الصعب».

أردنيا، يحرص الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا وسمو ولي العهد الأمير الحسين، والدولة الأردنية، بسلطاتها الدستورية الثلاث، على جدية الالتزام الأردني بالمحافظة على قوة «العلاقة الثنائية، ذات الخصوصية السياسية والاقتصادية والثقافية، بين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المتحدة، لأن في فواصل التاريخ والحاضر والمستقبل، دررا لها قيمتها وأثرها الإنساني والسياسي والثقافي.

.. ما يعبر عن صلة ملك المملكة المتحدة، انه في آخر زيارة إلى الأردن، وفي ذروة درة لقاء هاشمي، مع الملك الأمير تشارلز–وقتئذ-الذي استشهد ببيت من الشعر متأنيا في قراءته ومبتسما «حَسْبُ بلادي أنَّها قد تأسست على الحب، والإنسان فيها هو الخير»، وهو من إحدى قصائد الشاعر الأردني حيدر محمود الوطنية، وسط تصفيق الحضور وتوقفه عند كلمة «الحب».

وقتها أعلنت السفارة البريطانية في عمان، نقلا عن تشارلز قوله في كلمته خلال احتفال خاص بمرور الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الأردن، «كانت المرّة الأولى التي زرتُ فيها هذا البلد الذي يحتل مكانة خاصة في نفسي من بين كل البلدان قبل حوالي 36 عاماً، وعدت لزيارته مرة تلو أخرى منذئذ، يجذبني إليه ما عُرف به الأردن من حفاوة ورقيّ في التعامل وكرم ضيافة مشهود.

الملك تشارلز الثالث، يرى المملكة ليس «صديقا فحسب»، تحت قيادة الملك عبدالله الثاني وإنما، وعلى غرار ما كان عليه الحال في عهد والده، صوت دائم للاعتدال والتفاهم والتسامح. وفي هذا الصدد، فإن دور جلالة الملك وصي على الأماكن المقدسة في القدس يشكل عنصراً حيوياً في السعي إلى السلام في المنطقة.

huss2d@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد