عبد الناصر والتآمر الذي لا ينتهي

mainThumb

02-10-2023 05:33 PM

في الثامن والعشرين من سبتمبر أيلول ، مرت الذكرى الــ53 لرحيل الزعيم جمال عبد الناصر ، وسط حروب ومعارك لا تنتهي مدعومة من أكبر قوة عسكرية في العالم ، على اسم وسيرة الزعيم جمال عبد الناصر حيا وميتا .

وقد أعلنها السيناتور الأمريكي الراحل جون ماكين ، وقبله ثعلب السياسة الأمريكية هنري كيسنجر .
والمؤسف أن هذه الحرب تمول بالنفط والغاز العربي ، ، لأن الموضوع والهدف ليس جمال عبد الناصر بعد رحيله بل بالخط والنهج الثوري التحرري الذي أرساه جمال عبد الناصر .
ورغم ضرب المشروع القومي للزعيم بحرب حزيران يونيو عام 1967م ، التي دعمتها أنظمة الاعتلال العربي ، يكفي أن نذكر أن هناك حاكما عربيا معروفا أرسل للرئيس الأمريكي الأكثر صهيونية بتاريخ الولايات المتحدة ليدن جونسون ، يقول له بالحرف : ( اذا لم تضربوا جمال عبد الناصر بواسطة ما أسماه باسرائيل وجعلها تحتل جزء من أراضي مصر واجبار جمال عبد الناصر بسحب جيشه من اليمن حتى لا يعود مصري يرفع رأسه خلف القناة وثم ضرب سوريا واحتلال جزء من اراضيها حتى لا تأتي تزاود بالقومية العربية التخريبية .
هكذا قال ذلك العميل بالحرف وثم دعم الهالك الانفصالي مصطفى البرزاني في العراق حتى يلتهي بقضاياه الداخلية ،واذا لم تفعلوا ذلك لن يأتي عام 1970م ، ويوجد عرش واحد من أصدقائكم في المنطقة .
لذلك الحرب اليوم ليس على الزعيم جمال عبد الناصر ولكن على ما مثله الرجل من نهج وطني قومي وحدوي تحرري ، وما أرساه من استقلال لوطنه الحبيب مصر بعيدا عن الاستقطاب الموجود بذلك الوقت من خلال منظومة عدم الانحياز ، الذي يعتبر الزعيم جمال عبد الناصر لجانب أقطاب عالمية مثل : جواهرنهرو في الهند ، جوزبروزتيتو في يوغسلافيا ، أحمد سوكارنو في اندونيسيا ، وشواين لاي في الصين القوة الصاعدة بقوة الصاروخ في ذلك الوقت .

ومن المفارقات المحزنة أن مصر الناصرية كانت بذلك الوقت تتقدم على ما يعرف بالنمور الأسيوية حتى أن كوريا الجنوبية كانت ترسل خبراء للاستفادة من التجربة الصناعية في مصر .

وتقف لجانب الهند وأندونيسيا ؛ لذلك لا بد من ضرب مشروع جمال عبد الناصر الوحدوي ، كما ضرب مشروع محمد علي باشا رحمه الله ، وحصره داخل مصر ولكن الفرق أن في زمن محمد علي باشا لم يكن هناك شيء اسمه اسرائيل ، وعلى هذا الأساس كان الاتفاق سهل مع محمد علي باشا بوقف ما أسماه الاستعمار بمطامع محمد علي باشا خارج حدود مصر ، مقابل جعل مصر ملكا له ولأبناءه من بعده أما في حال الزعيم جمال عبد الناصر فهناك مايسمى بالكيان الصهيوني المعروف باسرائيل ليكون كلب حراسة للمصالح الغربية ، وقد ظهر الدور الوظيفي الحقير لهذا الكيان بالعدوان الثلاثي على مصر الناصرية عام 1956م .

ومن يتابع اليوم الحرب المستمرة بكل الوسائل على نهج جمال عبد الناصر وللاسف في مصر ذاتها ، وقد كان النظام المصري طيلة الأربعون عاما الأخيرة في كل ذكرى للزعيم يتم انتداب قائد الجيش لوضع اكليل من الزهور على ضريح الزعيم الخالد ونشر ذلك بوسائل الاعلام .
أما هذا العام ورغم الاحتفالات الشعبية التي أقيمت لأحياء ذكرى الزعيم ، كان هناك تجاهل واضح من الدولة وضوح الشمس ، فلم ينشر شيء حتى ما قيل بوضع اكليل من الزهور على ضريح الزعيم من قائد الجيش .

في الوقت الذي بدأ التحضير لتمجيد أنور الساداتي قبل حتى موعد فكرة حرب أكتويرالمغدورة التي أجهضها الساداتي وجعل منها حرب تحريك وليس حرب تحرير ، كما اراد لها الزعيم جمال عبد الناصر .

ومن يقول غير ذلك يراجع ما قاله أنور الساداتي في الكنيست الصهيوني وما رد عليه سفاح دير ياسين مناحيم بيغن وشمعون بيرس الذي لم يختلف عن رد بيعن وهو نفس ما قاله كل قادة الكيان الصهيوني المجرم .

للاسف والمطلوب اليوم على الساحة العربية والمصرية بشكل خاص تصفية ارث جمال عبد الناصر ، حتى تتهيأ الساحة ليكون الكيان الصهيوني هو شرطي منطقة الشرق الأوسط والمسيطر الأوحد.
لذلك تصفية الارث النارصري يصبح مطلبا صهيوأمريكي ، للاسف بأيدي رخيصة باعت نفسها للشيطان .

وفي ذكرى الرحيل المفجع للزعيم جمال علد الناصر نقول لهؤلاء لن تغيروا مسار التاريخ وسيعود الغد قوميا عربيا رغم انوفكم ، وأن الزعيم جمال عبد الناصر كان وسيبقى رمزا من رموز الأمة ووحدويا لكل العرب .

ورحم الله الشاعر العربي السوري نزار قباني عندما قال في الذكرى الأولى لميلاد الزعيم بعد الرحيل .
تضيق قبور الميتين بمن فيها وانت كل يوم بالقبر تكبر .






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد