خسران أولياء الشيطان

mainThumb

04-10-2023 03:44 PM

قال تعالى:
(...وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا) (النساء119)

الواضح في الآية أن تقطيع الآذان يختلف عن تغيير خلق الله، لأن الله سبحانه أعاد لفظة لآمرنهم في تغيير خلق الله، وتقطيع آذان الانعام يعتبر "تشويهاً" وليس تغييرا لخلق الله، المفسرون القدامى حاروا في (تغيير خلق الله) كيف لإنسان مخلوق أن يقوم بهذا الفعل العظيم لكنهم أجمعوا على أن (تغيير خلق الله) هو (إخصاء الغنم) وهم معذورون لأن هذا ما سمح لهم عصرهم وما أعطاهم من معطيات..
واستمر هذا التفسير السائد حتى قبل بضعة عقود، فلم يتصور الإنسان كيفية تغيير خلق الله.. ولنأخذ نموذجاً من تفسير الشيخ (ابن باز) للآية حيث قال:
(..لا يجوز لأحدٍ أن يُغير خلق الله بالدَّعوة إلى الشرك والمعاصي، ولا يجوز أيضًا تغيير خلق الله بالتّجديع -تجديع الآذان- أو النَّمص، أو التَّفليج للحُسن، أو الوشم؛ لأنَّ هذا من تغيير خلق الله، والعبث بمحارمه..) ومن الملاحظ أن (ابن باز) جعل تغيير خلق الله هو "الشرك" وهذا بعيد، لأن الله سبحانه، أراد للإنسان أن يؤمن أو يكفر، فإذا كفر فهو خاضع لإرادة الله لأنه سبحانه هو الذي "سمح" له أن يؤمن أو يكفر، أما النمص والتفليج فليس تغييراً لخلق الله لأنه تأثير على الشكل وليس تغييراً للوظائف. حتى قول الشعراوي بأنه يراد به (تخنث الرجال وترجل النساء).. لأن هذا الفعل يبقى خارجياً ولم يدخل في العمق.. فالمرأة المترجلة تبقى امرأة وإن تقمصت اسلوب الرجل في اللبس والحركة، والرجل كذلك يبقى محسوباً على الذكور وإن قلد المرأة في شكلها وأسلوب عيشها..

الشيطان ظل ملاصقاً للإنسان منذ أن خُلق إلى الآن وقعد له على السراط المستقيم، فواكب كل مراحل تطور الانسان، وصار في كل مرحلة يأمره أن يعصي الله حسب معطيات عصره، ففي مرحلته البدائية أمره بقطع آذان الانعام بناء على عقائد شركية، لكنه عندما تقدم علمياً وتكنولوجيا وطبياً واكتشف دقائق جسم الانسان وكيف تعمل أجهزته، وكيف تتكون الخلية الأولى ومم تتكون وكيف تنمو، ثم معرفة الأسس الجينية التي تدفع الخلية إلى أداء وظائفها، أمرهم بأن يعبثوا بالكروموسومات الجنسية (X وY) والتي تحدد الجنس ذكر أو أنثى، وبالغدد الصماء والهرمونات، لتغيير خلق الله بتحويل الذكر الى أنثى داخل الرحم.. فأطاعوه.

ثم إن هذه الآية العظيمة، عابرة للزمن فوصفت عصيان الإنسان باستخدام معطيات عصره وهو غير متقدم طبياً ولم يدخل في دقائق جسم الانسان، ثم خاطبته وهو في عصر التقدم العلمي والطبي والتكنولوجي حيث يستطيع بما يمتلك من أدوات دقيقة تمكنه من مراقبة أطوار الخلق منذ اللحظات الأولى، بعد أن أذن الله سبحانه وتعالى لبدء خلق جنين.. وهي من الآيات التي تدعو للإيمان بالله كل من ألقى السمع وهو شهيد.


الحكومات الغربية تحالفت مع الشيطان، وسلمته خلاصة أبحاثها الطبية واكتشافاتها، في علم الخلايا والجينوم...!! وأصبح واضحاً للناس أجمعين عبثهم في جنس الانسان، لخلق المثلية الجنسية، ودعمها حتى تكون هي السائدة في العالم ليقللوا عدد البشر، وسيكون الغرب هو الخاسر الأكبر في هذه الخطوة الخطيرة التي تتطاول وتحاول العبث وتغيير مسار الخلايا الطبيعي، ويغيروا خلق الله بأمر من الشيطان، وسيكون خسرانهم مبين تشهده البشرية، ولن تبكي عليهم السماء ولا الأرض..
(.....وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا) (النساء87)






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد