‏لعبة الشعوب .. مقامرة

mainThumb

05-12-2023 08:45 PM



لقد تعودت قيادات الدول المختلفة في قارات العالم أجمع أن تخضع لقرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية دون اي نقاش بعد الحرب العالمية الثانية والتي انتهت في 2 سبتمبر 1945 في مسرح المحيط الهادئ بالتوقيع الرسمي على وثائق الاستسلام من قبل اليابان. فالقوي هو الذي يقرر للعالم ويحكمه وأولهم أمريكا وبعد ذلك بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين ولكن كل دولة تعرف حدود قدراتها وتلتزم بها. وهذه الدول الخمسة لها مقاعد دائمة في مجلس الأمن ولها حق النقد الفيتو (حق النقض أو الفيتو (بالإنجليزية: Veto)‏والذي يمارسه ممثل أو مندوب كل دولةً منهم (وهي كلمة لاتينية تعني أنا أمنع لأي قرار لا تقبل به دولتي)). لقد تغيرت ظروف وامكانيات وتطور وتقدم الدول في العالم علميا وتكنولوجيا واقتصاديا وعسكريا ونوويا ونموا بشريا … الخ منذ عام 1945 وحتى وقتنا الحاضر. وهذا أدى إلى لجوء بعض الدول غير الراضية على المواثيق والقوانين التي أسس عليها مجلس الأمن وأسست عليها الجمعية العمومية للأمم المتحدة مثل الدول الأوروبية لتشكيل تكتلات دولية مثل مجلس الدول الأوروبية المشتركة وتكتل الدول الشرقية مثل الصين وروسيا ومن يدور في فلكيهما (فيتنام الشمالية ودول امريكا اللاتينية وغيرها)، وتكتل دول عدم الإنحياز ومجلس دول التعاون الخليجي ودول مجموعة العشرين ومجموعة السبعة. وإظهار الرغبة الشديدة في تغيير مواثيق وقوانين مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة لإلغاء نظام القطب الواحد في التحكم في الاقتصاد والسياسة والقرارات العالمية إلى نظام متعدد الأقطاب. وبالطبع أدى ذلك إلى نشوب الحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت منذ شهر 2 عام 2022 ولم تتوقف حتى تاريخ كتابة هذه المقالة ونشرها. وجعل ذلك بعض الدول مثل كوريا الشمالية تتحدى قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية للأمم المتحدة وتطور قنابل نووية وهيدروجينية وهيدرومغناطيسية … الخ، وتصبح الباكستان دولة نووية وكذلك ايران تقريبا نووية وغيرها من الدول. ومن ثم أصبحت الصين وروسيا تطالبان بتغيير اعتماد الدولار عالميا بعملة متعددة الأطراف … الخ من المطالبات المنصفة لجميع الدول. فأصبحت العوامل التالية هي التي تتحكم في القرارات الدولية: القوة العسكرية بكل صفاتها ومواصفاتها تليها القوة البشرية وتليها القوة الإقتصادية والمالية وليس قوانين وأنظمة مجلس الأمن أو الجمعية العمومية للأمم المتحدة لأنهما خرجا عن المواثيق والقوانين اللذين أسسا من أجلهم. فباختصار ما عادت امريكا ومن يدور في فلكها يخططون وينظمون ويدبرون ويديرون وينفذون ما يرغبون في العالم وكما يشاؤون وكما يقال: كان زمان، وزمن أول حول. وأكبر دليل على ذلك خروج امريكا من فيتنام وافغانستان والعراق وغيرها من الدول التي حاولت تنفيذ ما خططت لها ولم تنجح. فالسؤال الذي يخطر عل بال الكثيرين من الناس هذه الأيام هو: هل ستقضي قوات دولة الكيان ا ل ص ه ي و ن ي ومن معها من قوات أمريكية وأوروبية على حماس وقواتها وتهجر أهلها إلى الدول المجاوره وصحراء سيناء كما يدعون؟!.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد