قصتي مع الابحار في الخليج العربي

mainThumb

14-02-2024 11:59 PM


تعلمنا السباحة في البحر المتوسط في شاطئ الإسكندرية في منطقة تسمى البحر الميت لهدوء المياه فيها في شاطئ أبي قير بضواحي الإسكندرية. وكان ذلك متطلبًا إجباريًا لطلبة التربية الرياضية وكان ذلك في مرحلة دراسة البكالوريوس في المعهد العالي للتربية الرياضية في ستينيات القرن الماضي حيث لم يكن هناك مسبحٌ خاصٌ بالمعهد. ولما ذهبنا للعمل في الدوحة بقطر على شاطئ الخليج العربي كان الفهم مختلفًا؛ لأنّ البحر للناس في الخليج يتجاوز السباحة التي يتعلموها في طفولتهم ويتطور إلى صيد الأسماك وله مصطلح خاص يسمى (حداق)، ويبدا بسنارة بسيطة وينتهى بالإبحار في الخليج في قارب صيد يطلقون عليه البانوش.
وفي مدرسة عثمان ابن عفان التي عملت فيها في الدوحة تشكلت لنا صداقات مع مدرسين قطريين للبعض منهم اهتمامات بالصيد ويمتلكون الأدوات لذلك من خيوط وشباك وقوارب ويمارسوها كهاوية وأصبحت عند بعضهم مهنة وتجارة فيما بعد، وبما انني من هواة البحر ذهبنا مع الزملاء بعد هربنا من المدرسة بعد الحصة الثالثة في شهر اذار وكان البحر هادئا، وصعدنا في القارب الذي في مرساه في ميناء صغير للقوارب على كورنيش الدوحة كان يطلق عليه (فرظة الشيوخ) وتعني مكان القوارب، وانطلقنا بقيادة النوخذة قائد القارب محمد حسين الخزاعي وبرفقتنا الاستاذ علي الحمادي والأستاذ راشد غلوم، وبعد ساعة من الابحار وصلنا إلى منطقة صخرية يطلق عليها (الفشت) وهي مكان مناسب كما فهمت منهم الصيد وتم رمي المرساة (البؤرة) وهي عبارة عن رأس من الحديد مربوط بحبل قوي يعمل على تثبيت القارب، وبدأنا بالصيد وهم مهرة في الصيد وانا طبعًا لأكثر من الساعة لم التقط بسنارتي إلا فرخ قرش يسمى عندهم (يريور) وهم جمعوا من الصيد الهوامير والكنعد والشعري والصافي، وأنا حزين لا حول لي سوى هذا اليريور وهو يدل على أنني لست بصياد.
وبدا النوخذة بإعطاء الأوامر بالاستعداد لرحلة العودة، أصريت على الانتظار لحين أنْ اصطاد كما يصطادون وتأخرنا بعض الشيء بسببي على التأخير ودار الهواء كما يقولون في المصطلحات، وبدأت الأمواج تتلاقنا في عرض الخليج ولولا خبرة النوخذة الصديق محمد حسين الذي قاد المركب متجنبًا الهواء والأمواج العالية لذهبنا إلى اتجاه آخر في الخليج ومكثنا في رحلة العودة أكثر من سبع ساعات علمًا أنها كانت ساعة واحدة في الذهاب.
ولا زالت هذه الرحلة حاضرة في ذاكرتي واستعدناها مع الزملاء الاستاذ محمد حسين الخزاعي والأستاذ علي الحمادي بالتواصل وذهبت إلى الكورنيش (يوم أمس) إلى كورنيش الدوحة وأخذت الصورة من المكان الافتراضي الذي أبحرنا منه قبل ما يقرب نصف قرن تقريبًا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد