دبلوماسية الخيام

mainThumb

21-02-2024 03:45 PM

ها قد باءت مساعيكم الدبلوماسية بالفشل للمرة الثالثة في مجلس الامن، مشهد متكرر اغلبية تقر وقف إطلاق النار وفيتو من ولايات الاجرام لصالح عصابة الاحتلال!! وكل ما سبق ذلك أيضا وما سيتبعه من تحركات وتصريحات كادت تصل حد الشتائم ضد عصابة الاحتلال لم ولن تجد نفعا ، بل على العكس تماما فكلما اشتدت وتيرة (الصعيد الناعم ) الذي نقوم فيه يوغل مجرمو العصابة اجراما وامعانا في انتهاك كل شيء ، تجاوز عدد الضحايا من مصابين وشهداء المائة الف ، مليون ونصف المليون انسان يقبعون تحت كل صنوف العذاب قتلا وتشريدا ، تجويعا حصارا وارهابا ، تقارير تتحدث عن اغتصاب الحرائر ، دمار شامل لكل مناحي الحياة ، مجاعة حقيقية وليس ينقصكم أن أعدد لكم الويلات التي يعيشها أهل غزة ، ومع ذلك تصوت ولايات الاجرام الصهيونية ضد وقف اطلاق النار ، لم نصل بعد لان تصوت ضد محاكمة العصابة المجرمة ، لم نتحدث بعد عن كل شيء هو وقف انساني فقط للحفاظ على حياة المتبقين ، وتبرر الولايات المجرمة بأن وقفا انساني لإطلاق النار سيفيد جماس ، وتضيف الى انها تدعوا الى وقف مؤقت لإطلاق النار ليس لإغاثة الناس وانما على حد وصفها للتمكن من اطلاق سراح من أسمتهم بالرهائن .
نعلم جميعا انهم ليسوا رهائن ولا محتجزين كما يروج الاعلام المضلل وانما هم جميعا اسرى، والاسير موصوف وصفا دقيقا في كل قوانين الأرض منذ نبوخذ نصر الى اليوم ، وقد اسروا على يد مقاومة شرعية لاحتلال بغيض غير شرعي، وتلك المنظمات "الدولية" وعلى رأسها الأمم المتحدة تعلم انها مقاومة شرعية وان احتلال العصابة لفلسطين باطل منذ اليوم الأول الذي تبنت فيه دول (عظمى) مشروع الصهيونية ، ومنذ أيام فقط صرحت الأمم المتحدة انها تعتبر حماس منظمة سياسية لا منظمة إرهابية كما تروج ولايات الاجرام المتحدة وكل من يتبنى الرواية الامريكية تجاه المقاومة هو شريك معها في اجرامها ، ولا نقصد الإشارة هنا الى ما صرح به مؤخرا وزير خارجية دولة عربية كبرى تجاه ابطال المقاومة فالسيد المبجل ..... لم يقصد سوى استرضاء الأمريكيين بهذه التصريحات للإفراج عن مساعدات عاجلة تنقذ اقتصاد بلاده الذي ينهار كل يوم نتيجة لسوء إدارة حكومته لملف الاقتصاد. ويتضح ذلك بمواقف بلاده حكومة وشعبا تجاه القضية الفلسطينية بعيدا عن التصريحات الدعائية كتلك التي تفوه بها.
و كي لا نخرج عن سياق الموضوع نعود لنقول بأن الموقف الان وبعد كل ما يجري في فلسطين على يد عصابة الاحتلال وبعد الفيتو الثالث لصالح عصابة الاجرام اصبح من غير المقبول على الاطلاق التحدث عن حلول دبلوماسية غير عملية او ضغوطات دولية لوقف حمام الدم ، لا بد وان تنصب الجهود الان فقط باتجاه دعم المقاومة فلا يفل الحديد الا الحديد ، وعلينا ان نستغل الفرصة وان نركب أمواج السابع من أكتوبر المجيد فهذا اليوم الاغر فتح لكم الباب للتخلص من كل أعباء الضغوطات الصهيوامريكية التي مورست علينا طول ثمانون عاما ، اليوم وبعد الكم الهائل من المجازر وبعد الفيتو المجرم نستطيع ببساطة ان نتخلص من أعباء أوسلو ومن كل اتفاقيات (السلام) التي لم تجلب لنا السلام يوما وكل الاتفاقيات (الاقتصادية ) التي لم تجلب لنا اية منفعة حقيقية وكل الاتفاقيات (الأخرى) التي تبعت ما سمي باتفاقيات السلام و التي لم ننتفع منها ساعة ، انه الوقت الأنسب لان نقتحم معبر رفح لا كمقاتلين فنحن نعرف انه لا توجد لدينا نية لقتال ولكن كدبلوماسيين !! السنا دعاة سلام؟ السنا مع الحلول الدبلوماسية؟ السا متشبثين بالقانون الدولي أكثر ممن وضعوه؟ اذن تعالوا لنمارس الدبلوماسية التي تتناسب مع المرحلة، وسأشرح لكم بكل بساطة كيف يكون ذلك.
كان يفترض بنا بعد اتفاقيات السلام ان نرسل بعثات دبلوماسية على شكل قنصليات الى القدس لحمايتها "دبوماسيا" من التهويد ولكننا اكتفينا بشبه سفارات في رام الله كي لا ندخل في صدام مع ولايات الاجرام ومع عصابة الاحتلال التي كنا و لا نزال نعلم بأنها لا تريد سلاما وانما ارادت الوقت كي تنفذ ما تقوم به اليوم ، ولان الفرصة سانحة لوقف الاجرام على اهل غزة ولوضع الدبلوماسية في اطارها الصحيح ، علينا ان نقوم بتشكيل بعثات دبلوماسية "قنصلية" وان تقتحم معبر رفح وبما لا يتعارض مع القانون الدولي "الذي سقط " ولا نزال نتمسك به ، فكما تعلمون معبر رفح معبر فلسطيني مصري وقد اعترفت بذلك عصابة الاحتلال منذ أيام في محكمة العدل الدولية و التي لم تحقق عدلا على مدار عمرها لصالحنا على الأقل . واعترف بذلك المجرم بايدن عندما ادعى بأن مصر هي من منعت دخول المساعدات وانه هو من أقنعها بفتح المعبر،
قافلة من القنصليات العربية والإسلامية تقتحم المعبر وتدخل الى غزة وتقيم قنصليات خيام في رفح، قنصليات بين خيام اللجوء اذا وجدت متسعا، وتحاول ما استطاعت التمدد في غزة ونصب الخيام الدبلوماسية بين الناس و في الازقة و فوق الركام ، وترفع اعلامنا عليها كما هي التقاليد الدبلوماسية في كل القنصليات في العالم، قد ترون ان ما أقوله غريبا، نعم هو كذلك ولكنه ليس أغرب من أن نلتزم الصمت تجاه شعب يمارس عليه كل أنواع الاجرام التي عرفتها ولم تعرفها البشرية ، كما ان الاقتراح غريب ولكنه ليس اغرب من وجود سفارات الاحتلال وحلفاءها في عواصمنا ، نعم هو اقتراح غريب ولكنه ليس أغرب من متابعتنا لحالة الطفلة الشهيدة هند كمن كان يتابع مسلسلا تلفزيونيا انتهت أحداثه في الحلقة الأخيرة بموت البطل وانتهت معه المشاعر التي كانت تنتابنا في انتظار الحلقة الأخيرة ، نعم فليتوجه دبلوماسيون رافعين اعلام بلدانهم الى غزة ، نعم فلينصبوا خياما تتبع لوزارات خارجية بلدانهم ، وليدخلوا في حقائبهم الدبلوماسية ما لم يستطيعوا إدخاله في دبلوماسيتهم التي قضت عليها ولايات الاجرام امس ، ليدخلوا معهم ما استطاعوا من خبز وماء وبعض الادوية ، بهذه الطريقة فقط ستترجم الدبلوماسية التي تتشبثون بها من كلام جرائد الى دبلوماسية مؤثرة ، وانا على ثقة بأن خطوة كهذه ستجعل كل من تبقى لدية إنسانية في هذا العالم الى الانضمام اليكم .
لا تقلقوا فالقانون الدولي يتيح للدبلوماسيين حقائب لا تخضع للتفتيش ، ولا تقلقوا فلن تتمكن عصابة الاحتلال من منعكم من افتتاح قنصليات رمزية ، ولن تقصف قنصلياتكم ، لن تصادر ما حملتم من ماء وخبز ، ولن تجبركم على اغلاقها فهي خيام ليس لها أبواب لتغلق ، ستكونون اول من ابتكر مخيما دبلوماسيا في التاريخ ، ربما خطوة كهذه توصل رسالة لولايات الاجرام وابنتها المدللة وحلفائهما في تحالف الشر العالمي بانه لا يزال لدينا ما نقوم به وليس فقط ما نقوله ونصرح به ، جربتم كل أنواع التصريحات ، وكل صنوف الشجب و الاستنكار ، خمسون دولة تقف اليوم في محكمة العدل الدولية لم ولن تستطيع ان تفعل شيئا ، توجهتم مرارا الى مجلس الامن والقيتم خطبا عصماء وشرحتم حال أهلنا المرير ، ولم يستجب لكم ، وصلتم الى مرحلة تساوي بين المجرم و الضحية لتوقفوا نزيف الأرواح ولم تتمكنوا ، ماذا بقي من دبلوماسيتكم الكلامية ؟ لا شيء، دعونا نترجمها الى فعل دبلوماسي ونخرجها من إطار الثرثرة الى فعل قد يكون مؤثرا.
أجل اعلم انكم لن تفعلوا ولن تغضبوا ولايات الاجرام التي ارهبتكم وترهبكم كل يوم، لذا على الأقل وكأضعف الايمان أوقفوا دبلوماسيتكم فغزة لا تحتاج الى ثرثرة ولا تحتاج الى شعارات ولا تصريحات، غزة تريد ماءا وخبزا، وبعض القذائف التي صدئت في مخازنكم فإما ان تمدونها بما تحتاج والا خلوا بينكم وبينها. فلم نرى من مزيد دبلوماسيتكم الا مزيدا من اجرام عصابة الاحتلال.






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد