قانون العفو العام .. حكمة ملك

mainThumb

27-03-2024 06:30 AM

تعوّدنا في الأردن، بلد المحبة والسلام والوئام الذي تحيط به المآسي والأزمات الإقليمية من كل الجهات، على إدارةِ الحكم بطريقةٍ مرنةٍ وصريحة عنوانُها المُكاشفة ومواجهة التّحديات، بالحكمةِ والحنكةِ وعبور العواصف التي تضربُ المنطقة بين الحينِ والآخر بسلام واقتدار، وهذا يشهدُ له القاصي والداني منذ عهدِ التأسيس إلى هذا اليوم.

الأردن، البلد الصغير بحجمه الجغرافي، الكبير بقيادتِه وشعبه، تأثّر، بطبيعة الحال، بما تمر به المنطقة منذ عشرات السنوات من أزماتٍ سياسية وحروبٍ أكلت الأخضر واليابس، آخرُها الحربُ الحالية، التي لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلًا في ارتكاب المجازر والمذابح والتجويع، وكل الممارساتِ التي تمارِسُها دولة الاحتلال الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحتل.

أزمات سياسية، لم تنفصل عن الأزماتِ الاقتصادية، وهذا نابع من أسبابٍ وأزماتٍ دولية، تبعها أزماتٌ داخلية، وارتفاعٌ المديونية ومحدودية الموارد والمساعدات الأجنبية، والضغط على البنية التحتية نتيجة التزايد السكانيّ الكبير، وهجرة اللاجئين إلى الأردن خاصّة من الإخوة السّوريين.

في ظلّ هذه الصورة، يتدخّل جلالة الملك عبدالله الثاني، بحكمة الهاشميين، في مسعى منه للتخفيفِ من وطأة الظروف الحالية بتوجيه الحكومةِ لإصدارِ قانونِ العفو العام، الذي لاقى ارتياحًا رسميًا وشعبيًا واسعًا من مختَلف شرائح المجتمع الأردنيّ.

العفوُ العام، أعطى الأردنيين الذي يعيشونَ في ظروفٍ نفسية قاسية جرّاء ما يتابعونه ويشاهدونه من حربِ إبادة وحشية ضدّ إخوانهم في غزة، وما يعانونه من ضغوطٍ اقتصاديةٍ، بارقة أملٍ ودفعة للأمام في المضي قدمًا للعمل والبناء وتحمل مواجهة الصّعاب التي تعصف بالمنطقة وانعكاساتها على الوطن؛ فالمواطن الأردني، موالٍ لقيادته الهاشميّة، وحبُّ الوطنِ لديه بالفطرة، ولا يحتاج إلى دروس في الموالاة والانتماء للوطن، وإنّما يحتاج إلى تلمُّسِ آلامه ومعاناته التي يشعرُ بها جلالة الملك، ويتخذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.

صحيحٌ أنّ مديونية الأردن ليست قليلة، إلا أنّ الأردنيين يعلقون أمالًا كبيرة على الله، ثمّ على حكمة القيادة في تجاوز الأزمة الاقتصاديّة، من خلال إطلاقِ عجلة التنمية والمشاريع الكبرى التي ستخفّف من نسبة البطالة بين مئات آلاف الشباب، ويجب أنْ لا يتركوا لهذه الآفة التي ستفتك بهم وبمستقبلهم، فوجودُ هذا الكمِّ الهائل من شبابِ الوطن بمستقبلٍ مضطرب، يشكّل خطرًا على النسيجِ الاجتماعي والوطن، والجميع يتطلع إلى حكمة القيادة الهاشمية في تجاوز هذه الأزمة وحلّها، قبل أن تتفاقم أزمات المنطقة، خاصة إذا حققت حكومة التطرُّفِ?الصهيونيّة مخططاتها من العدوان على غزة في التهجير، ومخاطر تبعات ذلك على الضفة الغربية وجنوب لبنان، ما سيتركُ أثرًا غيرَ معلوم النتائج على مستقبل الوطن.

لكن، بحكمة الهاشميين سيتجاوز الوطنُ المخاطرَ، سواءً الحالية أو المقبلة، بتلاحمِ أبناءِ الشعبِ حول قيادته بإذن الله تعالى.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد