التواصل بين واشنطن وبكين .. لا صدام ولا مواجهة

mainThumb

04-04-2024 05:17 PM

في الأسبوع المقبل، سيستضيف الرئيس الأميركي بايدن، الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس جونيور ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في البيت الأبيض لعقد قمة مشتركة، من المقرر أن يكون جدول أعمالها حول قضايا ثنائية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ورؤية اليابان والفلبين، مع الإدارة الأميركية لجيوسياسية البلدان المشتركة حول نفوذ الصين في المنطقة.

السياسة والدبلوماسية الأميركية، فتحت المجال سياسيا وأمنيا للرئيس بايدن، أن يناقش خلال مكالمة استغرقت 105 دقيقة تقريبا، بحسب مصادر دبلوماسية في البيت الأبيض، وتلفزيون الصين المركزي،و هيئة الإذاعة الصينية الرسمية عدة قضايا أساسية في المستوى السياسي والأمني والاقتصادي بين الولايات المتحدة، والصين، في الوقت الذي تسافر وزيرة الخزانة جانيت يلين إلى الصين يوم الخميس ووزير الخارجية أنتوني بلينكين في الأسبوع المقبل؛ ذلك أن ما رشح من مكالمة بايدن وشي، قضايا تايوان والذكاء الاصطناعي والأمن وأليات الحوار المنتظم بين الزعيمين - القوتين، بما في حوزتهم من صنع للقرار الدولي.
المكالمة، في أجواء أزمات العالم، نقلت ملعب القوة نحو الرئيس الصيني شي بينيغ، الذي قال لبايدن إن البلدين يجب أن يلتزما بالنتيجة النهائية المتمثلة في "لا صدام ولا مواجهة" كأحد المبادئ لهذا العام.

ضغط بايدن، وفق تقرير لوكالة الأنباء ا. ف ب الفرنسية، من أجل: تفاعلات مستدامة على جميع مستويات الحكومة، معتقدًا أن ذلك ضروري لمنع المنافسة بين الاقتصادين الضخمين والقوى المسلحة نوويًا من التصاعد إلى صراع مباشر.

أما الرئيس الصيني شي بينيغ ، بحسب ما نقله تلفزيون الصين المركزي فقال : "يجب أن نعطي الأولوية للاستقرار، وليس إثارة المشاكل، وليس تجاوز الخطوط، بل الحفاظ على الاستقرار العام للعلاقات الصينية الأمريكية".

*أحاديث حول التواصل والصراع.
* اولا:
ناقش الزعيمان قضية تايوان قبل تنصيب لاي تشينج تي ، رئيس الجزيرة المنتخب، الشهر المقبل، والذي تعهد بحماية استقلالها الفعلي عن الصين ومواءمتها مع الديمقراطيات الأخرى.

*ثانيا:
بايدن، يجدد، في دعوة قد تخدم مساره الانتخابي، مجددًا نحو سياسة "صين واحدة" التي تنتهجها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة ، وأكد مجددًا أن الولايات المتحدة تعارض أي وسيلة قسرية لإخضاع تايوان لسيطرة بكين.
*ثالثا:
تعتبر الصين تايوان شأنا داخليا واحتجت بشدة على الدعم الأمريكي للجزيرة، وقال "شي" لبايدن إن تايوان تظل "الخط الأحمر الأول الذي لا ينبغي تجاوزه"، وشدد على أن بكين لن تتسامح مع الأنشطة الانفصالية التي تقوم بها قوى استقلال تايوان وكذلك "التساهل والدعم الخارجي"، وهو ما يلمح إلى دعم واشنطن للجزيرة.
*زابعا:
أثار بايدن المخاوف بشأن عمليات الصين في بحر الصين الجنوبي ، بما في ذلك الجهود التي بذلت الشهر الماضي لمنع الفلبين ، التي تلتزم الولايات المتحدة بموجب المعاهدة بالدفاع عنها، من إعادة إمداد قواتها في منطقة سكند توماس شول المتنازع عليها.
*خامسا:
حث بايدن، في المكالمة مع شي، الصين على بذل المزيد من الجهد للوفاء بالتزاماتها بوقف تدفق المخدرات غير المشروعة ووضع جدول زمني إضافي لسلائف المواد الكيميائية لمنع تصديرها.
* سادسا:
تفق بايدن وشي أيضا على أن تجري حكومتهم محادثات رسمية حول وعود ومخاطر الذكاء الاصطناعي المتقدم، والتي من المقرر أن تتم في الأسابيع المقبلة. وشدد بايدن، في المكالمة، على التحذيرات الموجهة إلى شي ضد التدخل في انتخابات 2024 في الولايات المتحدة وكذلك ضد الهجمات الإلكترونية الخبيثة المستمرة ضد البنية التحتية الأمريكية الحيوية.
*سابعا:
تعيد الإدارة الأميركية أثارة مخاوف بشأن حقوق الإنسان في الصين، بما في ذلك قانون الأمن القومي التقييدي الجديد في هونغ كونغ ومعاملتها للأقليات، وأثار محنة الأمريكيين المحتجزين في الصين أو الممنوعين من مغادرة الصين، في حين تتناسى حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة، وعمليات الإبادة الجماعية للمدنيين في قطاع غزة.
*ثامنا:
ضغط بايدن، في مكالمته، على الصين بشأن علاقاتها الدفاعية مع روسيا، التي تسعى إلى إعادة بناء قاعدتها الصناعية في الوقت الذي تمضي فيه قدما في غزوها لأوكرانيا، وطالب بكين إلى ممارسة نفوذها(...) على كوريا الشمالية لكبح جماح القوة النووية المعزولة وغير المنتظمة.
*تاسعا:
تجدد قلق المشرعين الأمريكيين بشأن ملكية الصين لتطبيق الوسائط الاجتماعية الشهير TikTok إلى إنشاء تشريع جديد من شأنه حظر TikTok إذا لم يقم مالكها ByteDance ومقره الصين ببيع حصصه في المنصة في غضون ستة أشهر من سن مشروع القانون. وقال كيربي إن بايدن “كرر مخاوفنا بشأن ملكية تيك توك” لشي، وبحث ذلك خلال المكالمة.

*عاشرا:
في بعض خفايا وأسرار المكالمة، ما عبرت عنه حول تأثير الصين على شركاء الولايات المتحدة وحلفائها في جميع أنحاء المنطقة، بالتأكيد الشرق الأوسط والإقليم، ومسارات الحرب على غزة، و التصورات الأميركية - الصينية التي في مخاض عسير مرحليا، والهدف: التفاعن حول الجهود الرامية إلى زيادة التواصل بين واشنطن وبكين إلى تحقيق استقرار العلاقات بين الدول المحفوفة بمخاطر الصراع،تحديدا أفق الصراعات في دول الشرق الأوسط والمنطقة وأوكرانيا وتعزيز التواصل بين البلدين لادارة المنافسة وتجنب النزاع، بحسب بيان للبيت الأبيض.

*ما في تحليل "بومبيو" .. و"كلارك"..
بينما أشارت تحليلات سياسية لمنصة THE HILL، التي تعنى لتغطية البيت الأبيض الكونجرس الأميركي، حول إمكانية ان يكون" المفهوم الاستراتيجي الجديد مفيداً في الدفاع العسكري الأميركي عن تايوان".

التحليل كتبة "مايك بومبيو" ، وزير الخارجية في الفترة من 2018 إلى 2021، و"بريان كلارك "مدير مركز مفاهيم الدفاع والتكنولوجيا في معهد هدسون.

يشير التقرير، إلى نوعية التواصل المطلوب بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، لافتا الى ما أصدره البنتاغون في ميزانيته لعام 2025 الأسبوع الماضي، وكانت العواقب المترتبة على الأمن القومي الأمريكي مثيرة للقلق. ليس لأن إدارة بايدن تنفق القليل جدًا على الدفاع، ولكن لأن الميزانية تظهر أن الجيش قد وصل إلى حدوده. فبعد عقد من تحسينها لوقف الغزو الصيني لتايوان، جعل مسؤولو الدفاع من كلا الحزبين القوة الأميركية مكلفة للغاية بحيث لا يمكن أن تنمو، وأصغر من أن تلبي احتياجات أميركا وحلفائها، يحتاج الجيش الأمريكي إلى نهج جديد للتحوط ضد أسوأ السيناريوهات التي قد تفرضها الصين.

يطرح التقرير سوال المرحلة، في ظل أحداث العالم والحروب بما فيها الحرب الإسرائيلية العدوانية على قطاع غزة، والحرب الروسية الأوكرانية، والسؤال:
– كيف وصلنا إلى هنا؟.. ليس لغزا. وتتمتع الصين بمزايا جغرافية واستراتيجية ومالية مقارنة بالولايات المتحدة يمكن أن تستغلها في حربها على تايوان. فالغزو سيحدث في الفناء الخلفي للصين، مما يسمح لها باستخدام الصواريخ والطائرات المحلية ضد المدافعين عن تايوان. ومن دون المسؤوليات العالمية التي تتحملها المؤسسة العسكرية الأميركية، فإن الصين قادرة على تركيز قواتها على منطقة غرب المحيط الهادئ. ومع السفن والطائرات الأحدث وقاعدة التصنيع القوية، تستطيع الصين تنمية قوتها بتكلفة أقل من الولايات المتحدة.

وبعد النجاحات التي حققها في حرب الضربات الدقيقة بعيدة المدى خلال التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين، طبق البنتاغون النموذج نفسه للدفاع عن تايوان. ولكن المزايا التي تتمتع بها الصين تجعل من المستحيل تقريباً تنفيذ التكتيكات التي استخدمتها القوات الأميركية في كوسوفو أو العراق على المستوى المطلوب لوقف الغزو.

وكانت النتيجة تقليص القوة الأمريكية إلى عناصرها الأكثر قدرة على البقاء والفتك - الغواصات والقاذفات الشبح والصواريخ بعيدة المدى - في حين يتم التضحية بكل شيء آخر على مذبح هزيمة غزو تايوان. وفي العام الماضي، لم تتمكن البحرية الأمريكية ومشاة البحرية الأمريكية من مساعدة ضحايا زلزال تركيا أو إجلاء المواطنين الأمريكيين من جنوب السودان بسبب نقص السفن الحربية البرمائية. واليوم، يتم استهلاك المدمرات المصممة لوقف الغواصات السوفيتية والصينية أو الصواريخ الأسرع من الصوت لحماية الشحن ضد الطائرات الحوثية بدون طيار لأنه لا توجد فرقاطات للقيام بهذه المهمة.

وفي مسار العلاقات الدولية التي تتقاطع بين الصين والولايات المتحدة، التقرير يشير إلى أن العامل الآخر الذي ساهم في عجز المؤسسة العسكرية الأميركية على نحو متزايد عن الاستجابة لهذا النداء فهو إصرار مسؤولي الدفاع على تشكيل قوة واحدة تناسب الجميع. ومن أجل السماح للوحدات في منطقة جغرافية ما بالانتقال إلى منطقة جغرافية أخرى وتوحيد التدريب والمعدات، يتجنب مسؤولو الدفاع القوات المتخصصة. ولكن بما أن الصين تمثل "التحدي الخطير" للبنتاغون، فإن كل ما تشتريه يجب أن يكون ذا صلة بمواجهة بكين، وهو ما يعني بشكل عام غزو تايوان.

الحلول:
هناك طريقة للخروج من هذا المأزق الاستراتيجي، وبوسع المؤسسة العسكرية الأميركية أن تكسر التقاليد وتنشر وحدات متخصصة في الميدان مصممة للتحوط ضد المواقف ذات العواقب العالية ولكن احتمالات حدوثها منخفضة والتي كانت لولا ذلك لتهيمن على تخطيط قوتها.

ومن خلال الاستفادة من الطائرات بدون طيار الجوية والبحرية وتحت سطح البحر المتاحة على نطاق واسع، يمكن لـ "قوى التحوط" أن تمنع الوصول إلى المعتدي. واستخدمت أوكرانيا هذا النهج لإغراق نصف أسطول البحر الأسود الروسي واستعادة تجارتها البحرية، في حين أدت طائرات الحوثيين بدون طيار تحت الماء وفوقه إلى قلب حركة الشحن في جميع أنحاء العالم بهجماتها عبر البحر الأحمر.

وينبغي للجيش الأمريكي أن يستغل هذه التقنيات نفسها لعرقلة أو إبطاء الغزو الصيني. وستكون وسائل نقل القوات الصينية ومرافقيها، المتشابكة في طائرات بدون طيار تابعة لقوة التحوط، أهدافًا أسهل للصواريخ الأمريكية.

وتسعى وزارة الدفاع بالفعل إلى:
*1.:
متابعة عناصر ما يمكن أن يشكل قوة تحوط مستقبلية لتايوان من خلال مبادرات من جانب وحدة الابتكار الدفاعي والأسطول الأميركي في المحيط الهادئ .
*2.:
إن توسيع هذه الجهود التي تستفيد من الأنظمة غير المأهولة وتقنيات البرمجيات الحالية يمكن أن يسمح للبنتاغون بنشر قوة تحوط في غضون عام، بدلاً من الانتظار عقدًا أو أكثر حتى يصل الجيل التالي من الصواريخ أو الغواصات أو قاذفات القنابل.
*3.:
أن قوة التحوط من الممكن أن تساعد قادة الدفاع في وقف تحول المؤسسة العسكرية الأميركية المستمر إلى "مهر ذو خدعة واحدة" مصمم لمحاربة غزو قصير مجاور لموطن الخصم ولكن من دون القدرة على مواجهة سيناريوهات أخرى أو الاستجابة للأزمات في مكان آخر.
*4.:
لقد كان الجيش الأمريكي هو الرادع ضد حروب القوى العظمى والمستجيب الأول على مستوى العالم منذ ما يقرب من قرن من الزمان. وهي معرضة لخطر خسارة كلا الدورين ما لم يتبنى مسؤولو الدفاع فكرة مفادها أن القوة الأميركية ذات الأغراض العامة لم تعد قادرة على السيطرة على كل المواقف. يحتاج البنتاغون إلى بناء أدوات خاصة لمواقف خاصة. وإلا فإن العالم غير المستقر بالفعل سوف يصبح أكثر فوضوية.

أحاديث التواصل بين قوة الولايات المتحدة الأمريكية، والقوة الخفية للصين، مسارها هذا المجتمع الدولي، الذي تاه في حروب إبادة ومجازر شاهدها ما يحدث في غزة وأوكرانيا وهذا التصعيد القادم، المحادثة، هاتفيا أو عبر الدبلوماسية، تفشل في خفض التوتر أو إيقاف الحروب وانتهاك حياة الإنسانية كافة، بما في ذلك افشال الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنظمات العالم الإغاثية والإنسانية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية، لتكون خارج منطق الدول القوية بدلالاتها الاستراتيجية الاستعمارية المعلنة.

"الدستور - المصرية"






تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد