مؤشرات في مآلات الحرب على غزة

mainThumb

07-04-2024 11:35 PM


في مآلات الحرب العدوانية الإسرائيلية المستعرة على غزة، هناك عودة إلى الطاولات والالاعيب الدبلوماسية من جديد، يحدث ذلك وسط استمرار ذروة العناد الإسرائيلي الصهيوني، وتنادي الاقتحامات وحكومة الحرب، الكابنيت التي يقودها السفاح نتنياهو، برغم حالة الانكسار التي يعاني منها في المستويات السياسية والأمنية من التحول الحذر في الواقع المعلن أميركا ودوليا، بالذات من أوروبا ودول المنطقة والإقليم، عدا طاولة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن ومنظمات العالم الإغاثية والإنسانية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والصحية.
الوضع برغم التحول الأميركي، يسير نحو اختلاف في المواقف مظاهر الادانة، والسعي نحو حلول، أقربها غياب توجه حتمي بضرورة إيقاف الحرب الدائم، الذي يراوح مكانة بين تخوف المجتمع الدولي، وغياب القوة التي تعاند، العناد والتعنت الإسرائيلي في الحرب، التي دخلت شهرها السابع، إبادة جماعية وتخبط الكابنيت، وتطرف دولة الاحتلال.
*مؤشرات مهمة قد يترقبها الموقف الأميركي قبل السفاح نتنياهو.

تتبلور في الأفق، عديد المؤشرات الديبلوماسية والأمنية، منها ثلاثة مؤشرات، الخوف من فشلها مرتبط بالتحول في السياسة الأميركية، وتطرف السفاح نتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية النازية، وهي :
*المؤشر الأول :مشروع قرار فرنسي.

تتناوب وسائل الإعلام الغربية والعالمية، ومنها العربية، ما أعلن عنه مندوب فرنسا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير؛ "نيكولاس دي ريفيير" أن فرنسا، وزعت مشروع قرار على أعضاء مجلس الأمن بشأن الوضع "الكارثي" في غزة.
السفير "ريفيير" كشف في تصريحات عقب جلسة مشاورات مغلقة للمجلس، الإثنين الماضي ، إن المشروع يركز على وقف الحرب على غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى، وإيصال المساعدات إلى غزة بشكل كبير، وكذلك إعادة بناء قطاع غزة وتمكين السلطة الفلسطينية من حكمها لغزة، ودعم السلطة الفلسطينية، بما في ذلك الدعم المالي.
.. والمهم في المشروع الفرنسي، أنه يتضمن - الذي سيبدأ الأعضاء بمناقشته قبل عرضه رسميا للتصويت - على مطالبة الأطراف الدولية والإقليمية بالتحضير لمفاوضات بين الطرفين تفضي إلى حل الدولتين.

*المؤشر الثاني:"تذكرة إلى القدس"

في ذات الوقت، يتداول ان حزب الله وزع على جمهوره، في احتفالية يوم القدس، التي أقيمت في الجنوب اللبناني، ما بات يعرف ب "تذكرة إلى القدس"، وهي التي حملت نظرة مختلفة على واقع وصورة الجبهة في الجنوب اللبناني، وموقف حزب الله الذي لخصتها مبادرة أنصار "حزب الله"، وظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر توزيع بطاقات تم توزيعها على الحاضرين في احتفال "يوم القدس العالمي" بالضاحية الجنوبية لبيروت، الجمعة، كتب عليها: "تذكرة إلى القدس. تاريخ الذهاب: قريباً".

عمليا: خلال خطاب الأمين العام للحزب حسن نصرالله ، و فيها أكد أن حرب غزة كشفت هشاشة وضعف إسرائيل وفشلها الأمني والسياسي والمعنوي، وأن "المقاومة في لبنان لا تخشى حرباً وهي على اتم الاستعداد لأي حرب سيندم فيها العدو لو أطلقها على لبنان، والسلاح الاساسي بعد ما طلعناه".

المؤشر، برغم دوره المعنوي، يجعل المحلل ينظر إلى أن التذكرة "كود" يحيل مسحه إلى صفحة دعائية مرتبطة بـ"حزب الله" في "أنستغرام" تحمل عنوان "شباب على طريق فلسطين" وتعرف عن نفسها بأنها "مبادرة شبابية تعبوية تعنى بإحياء روح الفضية الفلسطينية في أذهان الشباب والوسط الإعلامي".
ما يخلخل واقع الحرب على غزة، أن خطاب "نصر الله"جاء بعد الضربة و الهجوم العسكري الإسرائيلي، الذي طال القنصلية الإيرانية في دمشق وأدى لمقتل 7 من عناصر الحرس الثوري الإيراني في عملية يمكن وصفها بأنها تعني، توجه دولة الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، لتصعيد جبهات الحرب، بين قطاع غزة، وسوريا والعراق واليمن، إضافة إلى لبنان، والمؤشر مرحلة صراع وتوتر، فقد ردت إيران وحلفائها، من الأحزاب الفصائل المدعومة عسكريا ولوجستيا، بأن "الرد"؛ سيأتي لا محالة"، وهو ما كرره حزب الله في خطاب نصر الله، المثير للجدل.

*المؤشر الثالث:جولة مفاوضات أخرى..

بين نتائج كل مؤشر وآخر، ظهر في وقت حساس، توقعات تشدد، من الإدارة الأميركية والدول الأوروبية،الوسطاء العرب، مصر وقطر، أنه بات في حكم المؤكد، وفق تسريبات أن تعقد في العاصمة المصرية القاهرة ، جولة مفاوضات أخرى حول تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، بمشاركة رئيس "سي آي إي" وليام بيرنز، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الموساد دافيد برنياع.
.. ويدل المؤشر، بحسب الإعلام الإسرائيلي، وفق موقع "واللا" الجمعة، نقلا عن مصدرين مطلعين على تفاصيل اللقاء المرتقب(...) أن" برنياع "سيشارك في اللقاء وسيتوجه إلى القاهرة برفقة رئيس الشاباك رونين بار، والمسؤول عن الأسرى والمفقودين في الجيش الإسرائيلي الجنرال نيتسان ألون.
وتزامن ذلك، مع ما أشار إليه موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت عن مصدر إسرائيلي قوله إنه يوجد ضغط أميركي(..) من أجل عقد اللقاء في القاهرة، لكن لم يُتخذ قرار حتى الآن إذا كان برنياع سيشارك فيه؛ ذلك أن الإعلام الإسرائيلي، عبر موقع "واللا"، أن اختيار الجولة في القاهرة، جاء بعد أن أبلغ الرئيس الأميركي ، نتنياهو خلال محادثة هاتفية ، بأن عليه منح تفويض واسع لفريق المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى وأن مطلب بايدن يقر أنه يرى سياسيا وأمنيا أن - السفاح نتنياهو- لا يعمل بجدية من أجل التوصل إلى صفقة وأن عليه إظهار ليونة أكثر في المفاوضات.
بايدن، وفق المؤشر، يريد التوصل إلى وقف إطلاق نار في الحرب على غزة كجزء من صفقة تبادل أسرى، وأن هذا ينبغي أن يحدث بشكل فوري، ولذلك مارس ضغوطاً على نتنياهو خلال المحادثة الهاتفية.
.. في الرؤية الاستراتيجية الأمنية، دوليا وأمميا، يفسر التحول الظاهري في السياسية الأميركية، التي تصطدم، بالسياسة الإسرائيلية العسكرية، في وقت، يرى المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، أن الحرب العدوانية على قطاع غزة، منيت مع فشل خطط السفاح وحكومة الحرب الإسرائيلية النازية الكابنيت، ما أفصح عن تغيرات-وهي ظاهريا ايضا- داخل دولة الاحتلال وتطرفها حول مسار الحرب ومآلاتها التي تدور - أميركا وأوروبا وفي دول المنطقة والإقليم، حول فشل حقيقي في قدرات القيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية المتطرفة، على إدارة الحرب على حركة المقاومة الفلسطينية وحماس في قطاع غزة.
.. ولفهم جدوى الجولة الجديدة من المفاوضات مع حماس والأطراف كافة، لفت المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" ناحوم برنياع، إلى خطورة التهديدات التي يكررها وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ضد حماس وحزب الله وسوريا وإيران، وجاء الانتقادات لتثير الاسئلة حول ما إذا كانت تهديدات غالانت، ونتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية النازية الكابنيت، هي جزء من عمله، أم، بحسب التصريع :"أنت تهدد إذا أنت موجود"، و "في الخلاصة، لست متأكداً من هو يهدد، الإيرانيون أم يهددنا نحن؟".
وأشار المحلل القريب من دائرة نتنياهو، والحكومة المتطرفة، أن - السفاح-"يضيف لتهديدات غالانت سلسلة تهديدات من جانبه. وهو يهدد الأميركيين، الأوروبيين، المنظمات الدولية، قطر ومؤخراً الأردن ومصر"، وهذه، وفق الوقائع والإشارات والتنبيهات،عكسها
المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، الذي كشف أكثر من مرة أن "سقف التوقعات الإسرائيلية حول القضاء على نظام حماس وتفكيك قدراته العسكرية كان مرتفعاً جداً؛ ذلك أن والحرب ستطول ويصعب الاقتناع بأنه سيتم تفكيك هذا النظام بالكامل في المستقبل أيضا".
*نظرة حذرة
.. في المسار، وفق المؤشر الثالث، ستكون حركة حماس، في العاصمة المصرية القاهرة، الوسيط العربي الذي يثابر بجهود جبارة من أجل إيقاف الحرب فورا على قطاع غزة، وبالتالي لاستئناف جولة المفاوضات، وقد؛ يتوجه وفد من حماس برئاسة خليل الحية الأحد، إلى القاهرة استجابة لدعوة الحكومة المصرية لاستئناف مفاوضات الهدنة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

بيان حماس يكشف تمسكها بما سبق وان قدمتها في 14 مارس/آذار: "مطالب طبيعية لإنهاء العدوان ولا تنازل عنها"؛ وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من غزة، وعودة أهالي مدن القطاع إلى أماكن سكنهم، مع حرية الحركة و فتح معابر وسبل اغاثتهم وإيوائهم و بالتالي، صفقة تبادل أسرى، لها جديتها ونتائجها، واعتبرت حماس، أن شروطها، مؤشر سياسي أمني، وعسكري، عدا عن أنها " مطالب الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية".
.. في نقاط الارتكاز قد تعبر المؤشرات، ساحات تفاوض، ومناورات، فيما يتعمد كابنيت الحرب العدوانية على قطاع غزة، استمرار إطلاق العمليات العسكرية والإبادة الجماعية وما يرافقها من مجاعة، نذرها منظورة أمام العالم تباين مواقفه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد