شبنغلر وابن خلدون
سقط جدار برلين عام 1989، وبدأت مرحلة جديدة، صار العدو فيها إسلامياً، لكن الخطر الحقيقي جاء من الاهتزازات الاقتصادية المتوالية، التي سدّت فجواتها بأساليب ترقيعية. سلاح العولمة الذي شهره الغرب شركات كبرى عابرة للقارات، جاء بنتائج عكسية. فقد استفادت منه الصين، ودول جوارها الآسيوية، وسحب بساط الصناعات من الغرب.
ثلاثة عناصر قام عليها الازدهار الغربي بدأت بالتآكل: السطوة الأميركية المتفردة، انتقال مركز التصنيع من الغرب إلى آسيا، وذبول ديمقراطيات باتت عاجزة عن تجديد نفسها، وتفرز متطرفين شعبويين، بدل أن تكون سبيلاً لتصحيح معايب السلطة.
الطريقة المرتبكة التي واجهت بها أوروبا وأميركا وباء «كوفيد»، وانكشاف مجتمعات لا تستطيع توفير أقنعة بسيطة لمواطنيها أو أدوية بدائية، وكوارث المسنين الذين تركوا ليلقوا حتفهم في دور العجزة، أثارت الإحساس بالخيبة ممن افترض بهم القدرة النموذجية على المواجهة. ثم جاءت الحرب الروسية - الأوكرانية، وصعود العنصرية الأوروبية، والمبالغة في تصوير العدو الروسي غولاً يجدر الانقضاض عليه، جعل العالم في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ينقسم أمام قرار تعليق عضوية روسيا بحيث، صوتت 93 دولة بالموافقة من أصل 193، بينما توزع الآخرون بين معارضين، وممتنعين وغائبين. كل ذلك أحدث صدمة غير متوقعة في غرب لا يزال يتحدث عن سطوته ورفعته الأخلاقية.
وزيرة الخارجية الباكستانية السابقة، هينا رباني خار، ذكّرت يومها أن الولايات المتحدة انتهكت القانون الدولي بغزو العراق عام 2003، ولفقت الأكاذيب، لماذا لم تُفرض عقوبات ضدها، بينما تفرض على روسيا؟
بمرور الوقت، صمدت روسيا، لم تفقد قدراتها الاقتصادية رغم العقوبات الرهيبة، وإغلاق صنابير أنابيب غاز «نورد ستريم» التي تنقل الغاز منها إلى ألمانيا، وتزويد أوكرانيا بكل سلاح فتّاك، عدا المرتزقة والمعلومات الاستخبارية والمدربين، والزيارات المكوكية. مع ذلك توشك أوكرانيا أن تخسر الحرب.
وتشاء الظروف أن يتورط الغرب في أسوأ مجزرة عرفها العصر الحديث، منذ الحرب العالمية الثانية، حين اصطف مع إسرائيل، وزودتها أميركا بأعتى الأسلحة وأكثرها فتكاً، لتستخدمها في ارتكاب أبشع الجرائم الجماعية، بحق عزّل غالبيتهم أطفال ونساء.
جلّ ما تفعله أميركا وحلفاؤها الأوروبيون بعد أكثر من 33 ألف قتيل، أنهم يصرحون برفضهم اجتياح رفح، البقعة المكتظة بالبؤساء، ويتكدس فيها مليونا لاجئ في خيام بالكاد يجدون ما يأكلون ويشربون، بينما إسرائيل شرعت فعلياً في قصفهم واجتياحهم. يزداد المشهد الأميركي ضعفاً وهشاشة حين تتوسل إيران من ناحية أن يكون ردها على إسرائيل محدوداً، ثم تترجى إسرائيل من جهة أخرى أن تفعل الشيء نفسه.
أي عجز وصلت إليه الولايات المتحدة، حين تزود إسرائيل بالأسلحة ومليارات الدولارات، ولا تستطيع أن تفرض عليها قراراً صغيراً. توازنات داخلية، مصالح انتخابية، اللوبي الصهيوني، لا يهم، فأميركا تبدو هزيلة، حائرة، منقسمة، ومرتبكة، ولم تعد قادرة على إنقاذ أوروبا كما فعلت قبل مائة عام، بل إن ترمب إن فاز، يفضل التخلص منها.
شبح الأفول يبدو للغربيين ممكناً، لهذا فإن كتاب أوزوالد شبنغلر «انحدار الغرب» الذي كان مفقوداً بسبب عدم الاهتمام به، تُعاد قراءته ومناقشته، وكأنه يحمل نبوءة ستترجم، وتصبح كل كلمة كتبها بمثابة كشف مسبق.
وصفت الباحثة إيمي بالوغ الكتاب بأنه «مذهل»؛ لأنه «يساعدنا على فهم السبب وراء انتقاد الكثير من الأشخاص في أجزاء أخرى من العالم لأسلوب الحياة الغربي وتشككهم فيه ورفضهم له بكل إخلاص».
وللتبسيط، فإن شبنغلر على نهج ابن خلدون، يؤمن أن الحضارات تبلغ قمتها ثم تهرم وتشيخ، وربما أن مقتل الحضارة الغربية عنده هو في روحها «الفاوستية»، وفي عطشها الشديد للتجاوز الدائم. نرى ذلك في حروبها الطموحة، واكتشافاتها الكبيرة، واختراعاتها المتعددة، وابتكاراتها في السلاح والعمارة والمواصلات، وغزو الفضاء.
لكنها رغم ذلك، بدأت تصل إلى طريق مسدود، فقد انقطعت الحواضر الكبرى عن الأرياف، وصار سكانها متحجرين، كل منهم يشعر وكأنه في مكان لا ينتمي إليه ولا يشبهه. لذلك فإن الفنان أو الفيلسوف لم يعد قادراً على خلق أي شيء أصيل، بل يقوم فقط بالبناء وإعادة التركيب أو التفسير، حيث يفتقر الإنسان إلى القوة الإبداعية الحقيقية. عقله يشبه الأرض العقيمة التي يعيش عليها.
لا تتم فقط استعادة مؤلف شبنغلر ونظريته الفاوستية بعد مائة سنة على صدوره، بل يتم الاهتمام بشكل استثنائي بالكتب الجديدة التي تنذر بالنهاية مثل «من يسوع إلى بن لادن، حياة الغرب وموته» الذي أصدره قبل سنوات الفيلسوف ميشال أونفري، وكتب أخرى أشهرها: «هزيمة الغرب» للأنثروبولوجي إيمانويل تود الذي يؤمن بـ«أن الغرب سيلحق الهزيمة بنفسه». فهو مخلخل من الداخل، يعاني من تراجع في الإنجاب، والاقتصاد، والناتج المحلي، ويتخلى عن القيم البروتستانتية الدينية في المعرفة. هي مجتمعات يصفها بأنها «صفر دين» منغمسة بـ«العدمية»، مما يؤدي إلى «التعطش للتدمير»، و«إنكار الواقع».
تعددت الأسباب والنظريات والنتيجة واحدة، مخاوف غربية داخلية من الانهيار، وترقب لعالم يعيش تحولات كبرى، لا يمكن أن تحدث من دون أضرار جسيمة.
بيت الإبداع .. مزج بين التراث والتكنولوجيا الحديثة
اتفاقية تعاون بين جامعة الزرقاء و TQ Pharma
الكرك: دعوات لتشجيع الشباب على التعليم المهني والتقني
نواب لبنانيون يقاضون نائب أمين عام حزب الله
توقيع 6 اتفاقيات بين القطاع الخاص الأردني والكازاخي
وصول الدفعة العاشرة من أطفال غزة المرضى للعلاج
الملك: زيارة مثمرة لكازاخستان التي تشهد تقدما ملحوظا
وفاة فتى بعيار ناري أطلقه والده خطأ
أمانة عمّان: رفع 878 حاجزا إسمنتيا و5100 عائق من الشوارع
وزارة الأشغال تبدأ بتنفيذ أعمال تأهيل جسر الثامن
الأردن يتصدر بطولة غرب آسيا للكراتيه بـ82 ميدالية
التربية تحدد مواعيد الدورات التكميلية لجيل 2008
ترفيع وإنهاء خدمات موظفين لاستحقاق التقاعد المبكر .. أسماء
إعلان نتائج التوجيهي جيل 2008 إلكترونيًا وورقيًا نهاية آب
آلية احتساب معدل التوجيهي جيل 2008
إعادة تفعيل رابط المكرمة الملكية ليوم واحد
تفاصيل مقتل النائب السابق أبو سويلم ونجله
غرامات على المخالفين لوضع الحواجز في عمّان
قرار بتركيب أنظمة خلايا شمسيَّة لـ1000 منزل .. تفاصيل
إربد تفتتح أكبر نزل بيئي في محمية اليرموك
الجامعة الأردنية تُجري تشكيلات أكاديمية جديدة
التربية تعلن عن وظائف شاغرة بمسار BTEC
ممنوع الواسطة في خدمة العلم .. تفاصيل
100 شاغر ضمن المكرمة الملكية لأبناء المتقاعدين العسكريين .. أسماء