هذا ما شاهدته من سماء غزة مباشرة

mainThumb

19-04-2024 02:34 PM

 لدى وصولي كأحد طلبة معهد الاعلام الاردني ، لقاعدة الملك عبدالله الجوية في الغباوي وبعد تدقيق أفراد الأمن العسكري على أسماء المرافقين في عملية الإنزال الجوي على قطاع غزة اصطحبنا أفراد الأعلام العسكريّ للطائرة المجهزة بالمساعدات الإغاثية للتعريف باجراءات السفر خصوصاً وأننا لأول مرةة نرافق رحلة عسكرية.

وعند وصولنا لمدرج مطار قاعدة الملك عبدالله في الغباوي كان مهندسو الطيران يجهزون الصناديق الإغاثية ويثبتون المظلات عليها، وعرفنا مهندسو الطيران المرافقين لتلك الرحلة بتفاصيل الرحلة وأبرز إجراءات السلامة العامة داخل الطائرة في حال حدوث اي طارئ وهم لا ينفكون عن قول ( لا سمح الله ) على أعتبار أنها رحلة عسكرية تختلف تفاصيلها عن الرحلات المدنية إذ لا تحتوي الطائرة على مقاعد للإستراحة ولا تتطلب مرافقتها جوازات سفر.

وبالحديث مع مهندسي الطيران عن اول عمليات الإنزال التي نفذها الأردن فقد أخبرونا بأن تلك العمليات كانت محفوفة بالمخاطر اكثر مما يبدو الحال عليه اليوم، نظرا لكون طياري سلاح الجو كانوا يرمون المواد الإغاثية وهم على ارتفاع 17 ألف قدم ما يضطرهم لاستخدام عبوات الأكسجين عند فتح أبواب الطائراة، اما وقد قطع ألاردن شوطا في تلك العمليات فإن إسقاط المساعدات اليوم يتم على ارتفاع ثلاثة آلاف قدم ذلك ما يعطي قدرة اكبر لايصالها إلى الأماكن المستهدفه بدقه اكبر.

وعندما حلقت الطائرة في سماء الأردن متجهين إلى سماء قطاع غزة كانت الطائرة الأردنية التي كنا على  متنها هي التي تقود سرب مكون من سبعة طائرات لدول صديقة محملة كل منها ب 16 صندوق إغاثي، حمولة كل صندوق 300 كيلو جرام من المواد الإغاثية اي بمجموع 35 طن غذائي أنزلته الطائرات المشاركة في عملية يوم امس.

وأثناء الحديث عن مسار الطيران أخبرونا بأن مسار الطائرة يكون عبر البحر الأبيض المتوسط من ثم الانعطاف والدخول في سماء قطاع غزة.

وقبل وصولنا بعشرين دقيقة بدأ أفراد العمليات الخاصة المرافقين للرحلة بفك الأحزمة المثبته بها صناديق الإغاثة، تجهيزا لانزالها، وفي تلك الأثناء بدأنا نشعر بهبوط الطائرة لمسافات اقل ارتفاعاً لرمي صناديق الإغاثة المزودة بمظلات جويه لايصالها للأرض دون ان تتحطم، وعندها طلب طاقم الطائرة من الصحفين المرافقين للعملية تجهيز معداتهم لتوثيق عملية الإنزال وارشدونا بان قطاع غزة سيظهر جلياً من الشباك الأيمن للطائرة.

في هذه الأثناء رفع احد طواقم الطائرة يده لافراد عمليات الخاصة في إشارة للبدء بالإنزال، وقبل ذلك فتح الباب الخلفي للطائرة وهو الباب الذي سيتم إسقاط المساعدات منه، اسقط أفراد العمليات الخاصة 8 صناديق في نقطة وبعد دقيقة، أُسقطت بقية الصناديق، وفي تلك الأثناء كان يقف أفراد العمليات الخاصة الآخذين لكامل احتياطاتهم كارتداء المظلات وتثبيت انفسهم بحبال على أبواب الطائرة، نظرا لكون الطائرة تحلق على ارتفاعات تجعل من ضغط الهواء مرتفعا بعد فتح باب الطائرة من اجل الإشراف بحرفية وكفاءة على إسقاط صناديق الإغاثة، وبين لنا طاقم الطائرة بأن الطائرات المشاركة سوف تقوم برمي المساعدات في نفس النقطة التي رمتها فيها الطائرة التي كنا على متنها.

في هذه الأثناء كان يظهر قطاع عزة من السماء وآثار الدمار كانت واضحة على اعتبار ان الطائرة كانت تحلق في علو منخفض ما مكننا من مشاهدة الأبنية وقد سويت بالأرض بحيث أنك لا تكاد تنظر إلى مكان لم يطاله قصف أو استهداف، ذلك ما يبعث على الحسرة والألم.

وبعد إكمال عملية الإنزال بدت الراحة واضحة على وجه الفريق المناط به تأدية المهمة بعد تنفيذها بنجاح واقتدار، واغلق الباب الخلفي للطائرة وعادت الطائرة للتحليق على علو مرتفع عائدين للأردن.

وتؤكد القوات المسلحة الجيش العربي بأنها وبتوجيهات مليكة سامية ماضية في تنفيذ عمليات الإنزال الجوي ما يحقق جسر جوي ورحلات الإغاثة البرية التي تنفذها الهيئة الخيريه الهاشمية على الأهل في قطاع غزة حتى وقف العدوان.

يجدر الذكر إلى ان الأردن ينفذ هذه الطلعة رقم ( 85 ) منفردا والطلعة (197 ) بمشاركة دول صديقة علما بان الأردن هو اول دولة بدأت بتنفيذ عمليات الإنزال الجوي اذ ان اول عملية انزال نفذها الأردن كانت في الأيام الأولى للحرب ما دفع دول العالم للسير على خطا الأردن في انزال المساعدات الإغاثية جوا، في حين ان جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأميرة سلمى بنت عبدالله كانا قد شاركا بأنفسهم في عمليات الإنزال الجوي في وقت سابق، ذلك ما يعطي إشارة عن موقف الأردن الداعم لصمود الأخوة في فلسطين وقطاع غزة وما يدحض ويرد على كل الأصوات التي تشكك في موقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد