الأردن .. بين غرائب الانتخابات والعدوان على الضّفة

mainThumb

05-09-2024 11:59 PM


عاش الأردنيون خلال الأيام الماضية على وقع أحداثٍ صاخبةٍ، تنوّعت بين الخطيرة والعاديّة وصولًا إلى «السّاخرة»، خاصة تلك التي وقعت في حملات المرشّحين للانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في العاشر من سبتمبر (أيلول) الجاري.
في الوقت الذي اشتد فيه العدوان الصهيونيّ على الضفة الغربية، انشغل كثيرٌ من الأردنيين باحتفالات افتتاح المقارِّ الانتخابية، وبجرائم مروعة وقعت خلال الأسبوع الماضي، وتسجيل أول إصابة بجدري القرود أو (القردة)، وفرحة قرار خفض أسعار المشتقات النفطيّة ومدى تفاعل الناس معه، ولا ننسى أبناءنا في المهجر، الذين فرّوا من شبح البطالة، وتعرض بعضهم إلى اعتداء عنصريّ في إيرلندا الجنوبيّة.

«الأردن: الاحتلال أساس الشّر»
من الواضح أنّ الكيان الصهيونيّ بعد أن سوّى مدن غزة بالأرض، وارتكب المجازر المستمرة فيها لليوم، بدأ حملته الثانية من خطته التوسعية، في ابتلاع فلسطين كاملة، والتي عبر عنها رئيس وزراء "الكيان" نتنياهو في خريطته التي شرح عليها أهمية محور فيلادلفيا، قبل أيام، وقد أسقط خارطة الضفة الغربية منها وضمّها للكيان المحتل.
إنّ التصعيد العسكريّ الإسرائيلي في الضفة الغربيّة هو اعتداءٌ صارخ على الأردن، وتهديدٌ مباشر لمستقبلنا، ويكشف حقيقة المخططات الصهيونيّة المتطرفة في المنطقة، وزيف التزامها بالسّلام والمعاهدات الدوليّة الموقّعة. هذا التصعيد، كان على جدول أعمال الدبلوماسيّة الأردنية؛ حيث تصدت له تصريحًا لا تلميحًا، عندما وصفت «الاحتلال الاسرائيليّ» بأنه «أساس الشّر» في المنطقة، إضافة إلى تأكيدات جلالة الملك الثابتة والمتكرّرة على «رفض الأردن لأية محاولات لتهجير الأشقاء الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة».
«غرائب انتخابيّة وصلت لطبخ 38 جملًا في ليلةٍ واحدة»
في ظل انشغال الماكينة الدبلوماسية الأردنية بتطورات المنطقة وانعكاساتها على المملكة، شهدت الساحة الانتخابية أحداثًا كثيرة لبعض المرشحين الذي يتسابقون للفوز بمقعدٍ تحت القبّة، إذ كان كثيرٌ من الأردنيين منخرطين في احتفالات افتتاح المقارِّ الانتخابيّة، وقد وصل الترف في بعضها إلى ذبح 38 جملًا وطبخها «صاجيّاتٍ» للضيوف في ليلة واحدة، في حادثة استدعت تدخل السلطات البيئيّة لارتكاب بعض التجاوزات القانونية، فيما افتتح مرشّح آخر صالون حلاقة مجانًا لناخبيه الذين قالوا له «معناش نحلق» فأصبحتْ الحلاقةُ في منطقته بـ«بلاش». وقالت الهيئة المستقلة للانتخاب، إنّه تم رصد أكثر من 3500 مخالفة انتخابيّة حتّى الآن، وهناك 10 قضايا منظورة أمام المحاكم المختصّة.
«جرائم مروّعة»
يبدو أنّ بعض الأردنيين ضاقت صدورهم، أو «صاروا يشوفوا الديك أرنب» على رأي القول المتداول، وأيديهم على الزّناد، فمسألة ارتكاب جريمة قتل أمرٌ سهل على هذا الصّنف، ففي حادثة مروّعة قام «أرعنٌ» ومجموعة من «الزعران» بقتل الوكيل محمد توفيق أبو عسكر من مرتبات إدارة البحث الجنائيّ دهسًا في مدينة اربد، أثناء محاولة دوريّةِ الشرطة إيقاف المركبة المشبوهة التي أُلقيَ القبضُ على كلِّ مَن فيها لاحقًا وأحيلوا إلى المدّعي العام.
وفي حادثة أخرى لم يتحمّل أبٌ تبعات «ملاسنةٍ» مع ابنته، فقام بإنهاء هذه الملاسنةِ عبر إنهاءِ حياتِها بأربعة رصاصات في الرأس والبطن وفي الشارع العام بالعاصمة عمّان، فيما قام آخر بقتل مُسنّةٍ لسرقتها في جريمة بشعة لم تحرّك فيه أيّ ذرة ضمير.
هذه الجرائم، التي غادرنا فيها أبرياء، لأسباب صغيرة وتافهة كبرت في مخيّلة مرتكبيها، تدفعنا إلى ضرورة التعامل بحذر مع الآخرين في الشارع العام، فمن الممكن على «مماحكة»ٍ بسيطة على إشارة ضوئيّة مع آخر، أنْ تتطوّر الأمور لإطلاق النار عليك، فتفقد حياتك لسببٍ أقلّ من تافه.. فانتبهوا!

«تخفيضات وقرود»
انتهى آب اللّهاب، ودخلنا أيلول ذا الذيلِ المبلول، بأسعار بنزين مُخفضّة، فرجّت على الجيوب المهترئة للمواطنين الذين لم يعودا يهتموا كثيرًا بهذه التخفيضات، التي بدأت تكثر في موسم الانتخابات ومع نهاية العام.
وبعدَ مسلسل كورونا الشهير، الذي مازال كثير من الأردنيين يعيش تبعاتِهِ إلى يومنا هذا، لم يكن للإعلان عن الإصابة الأولى بجدري القرود في الأردن أيّة أهمية، فالناس تعاملوا معها وكأنها في بلاد أخرى لا تعنيهم!.
«إيرلندا الجنوبيّة مقصدٌ جديد»
تعرّض عددٌ من الشبان الأردنيين المهاجرين في العاصمة الإيرلندية دبلن لاعتداءٍ عنصريّ الأسبوع الماضي أُدخِلوا على إثره المستشفى، وتدخلت الشّرطة في الاشتباك الذي وقع في وضح النهار، وبدأت تحقيقًا بالحادثة.
هذه الحادثة، تدعو كلّ شاب أردنيّ حالم بالهجرة، أنْ يعيدَ التفكيرَ جيدًا بهذه الخطوة، وأن يكون على اطّلاع ودراية بقوانين وثقافة تلك البلاد، وإمكانية تعايشه وتقبّله هناك، وإلّا فإنّ حياته ستكون معرّضة للخطر، وثمّة مصاعبٌ تنتظره.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد