العام الأخير من عمر أمي

mainThumb

19-02-2025 04:58 PM

سأكتب عنك نكاية بالموت ، سأكتب عنك نكاية بالحزن الذي يعبث بقلبي ، سأكتب عنك نكاية بالقلم الذي سقط من يدي للمرة الثالثة ، سأكتب عنك نكاية بالحبر الذي جف قبل أوانه ، سأكتب عنك نكاية بذكريات تتقاذفني كالأمواج ، سأكتب عنك نكاية بعيد الحب وعيد الأم ويوم المرأة ، سأكتب عنك نكاية بكل الأيام ، سأكتب عنك نكاية بالأحرف التي تمردت على ذاكرتي ، سأكتب عنك نكاية بوحي الكتابة الذي أدار ظهره لي ، سأكتب عنك نكاية بحقبة الطفولة وحقبة الجل وحقبة قلوب الحب التي زينت الرسائل ، سأكتب عنك نكاية بذلك الشريط الطويل من الذكريات المشتركة .

كل الأربعة وخمسين عاما لم تكن كافية .. كل تلك الأعوام التي عشناها معا لم تكن كافية .. إمتزجت تلك الأعوام بالحب والحنان والأماني .. إمتزجت بالنظرات والعبرات وطلب الرضا .
العام الأخير :
ما أثقل العام الأخير من عمرك يا أمي .. لقد كنت تذبلين أمام عيني .. ضعف النظر .. وهزل الجسد وخانتك الأقدام .. ثم وعكة بعد وعكة حتى أنني كنت أرتجف خوفا في كل مرة أراك طريحة الفراش ..
لم أتخيل يوما أن هذه الأربعة وخمسين عاما كانت فخا لآلام وأحزان لا تنتهي .
٢٠ - ٣ - ٢٠٢٤ هو اليوم الأخير في العام الأخير ، خرجت من البيت إلى المستشفى ولم تعودي .. إنتظرتك وعيوني شاخصة إلى السماء ، طلبت من الله أن يردك سالمة غانمة ..
ولكنها نهاية الحكاية ومشيئة القدير .

إلى جنات الخلد إن شاء الله يا أمي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد