صوت اليرموك لن يُسكت، ونور الحق لن يُطفأ!

mainThumb

09-03-2025 06:40 PM

أؤكد بكل قوة ووضوح أن الأردنيين لم ولن يكونوا إلا أحرارًا، سادةً في أوطانهم، مرفوعي الهامات، لا ينحنون إلا لله، ولا يخشون في قول الحق لومة لائم. هم أبناء العزة والكرامة، الذين حملوا الوطن في قلوبهم، ونذروا أرواحهم لصون كرامته، فكانوا ولا زالوا خط الدفاع الأول عن الأردن، الوطن الذي سُقي بعرق الأحرار ودماء الأبرار.

لقد كانت جامعة اليرموك منذ تأسيسها صرحًا علميًا شامخًا، منارةً للفكر الحر، وموئلًا للنقاش الموضوعي، وبيئةً حاضنة للعلماء والمفكرين وأصحاب الرأي المستقل. وما كان لها أن تزدهر إلا لأنها كانت دائمًا منبرًا للحوار المسؤول، وبيتًا للحرية الأكاديمية، وموئلًا لمن لا يخشون التعبير عن قناعاتهم بصراحةٍ وجرأةٍ، في ظل دستورٍ كفل للجميع حق التعبير والاختلاف المشروع.

ولكن، كيف يُجرَّم اليوم حقٌ كفله الدستور؟! كيف يُصادَر صوتٌ لم يعرف يوماً الصمت؟! وكيف تُمنع وقفات الاحتجاج في صرحٍ تربى على مبادئ الحرية والمشاركة؟! أمِنَ العدل أن تتحول إدارة الجامعة إلى سلطة فوق القانون، تصوغ التشريعات حسب الأهواء، وتُفسّرها وفق المصالح؟! أليس من حق أبناء اليرموك أن تكون لهم كلمتهم، وأن يدافعوا عن مؤسستهم التي لطالما اعتبروها وطنهم الثاني؟!

إننا، نحن أبناء اليرموك، الأحرص على جامعتنا من كل العابرين، الأوفى لقيمها من كل المتلونين، والأقدر على الدفاع عن كرامتها بصلابة لا تلين، لأننا نؤمن أن العلم لا يزدهر إلا في بيئة تحترم الحرية وتصون الحقوق، وتسمح بالنقد البناء، وتحمي الفكر الحر من كل محاولات التكميم والترهيب.

ليست هذه هي المعركة الأولى التي نخوضها من أجل الحرية والعدالة، ولن تكون الأخيرة. لقد علمنا التاريخ أن الحقوق لا تُمنح، بل تُنتزع انتزاعًا، وأن الصمت أمام الظلم خيانةٌ للوطن وللقيم التي نشأنا عليها. فالأوطان لا تُبنى بالقمع وتكميم الأفواه، بل تُشيَّد بسواعد أبنائها الأحرار، الذين يذودون عنها ضد كل محاولات الإقصاء والتهميش.

إننا لن نسمح بإطفاء شعلة الحق، ولن نقبل أن تُختطف إرادة أبناء اليرموك، ولن نتهاون في الدفاع عن حقوقنا المشروعة التي كفلها لنا دستور المملكة الأردنية الهاشمية، تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، مستلهمين من كلمات الحسين الباني: "في الأردن جوع وبطالة، ولكن في الأردن كرامة وكبرياء."

ولذلك، فإن صوتنا سيظل مرتفعًا، وموقفنا ثابتًا، وسنواصل المسير بعزم وإصرار، لأننا نؤمن أن فجرًا جديدًا سيشرق على جامعة اليرموك بهمة نشامى اليرموك، الأوفياء لوطنهم، الأحرار في كلمتهم، الثابتين على مبادئهم.

هذه ليست مجرد كلمات، بل عهدٌ قطعناه على أنفسنا. فالأردني الحر لا يخشى في الحق أحدًا، وأبناء اليرموك لا يُرهَبون، ولا تُكسر إرادتهم. سنواصل النضال بكل الوسائل السلمية والمشروعة حتى تعود اليرموك إلى سابق عهدها، بيتًا للفكر المستنير، وحصنًا منيعًا لكل من ينشد الحقيقة ويؤمن بقيم الحرية والعدالة.

كونوا على الموعد، فالحق لا يُوهَب، بل يُنتزع انتزاعًا!





تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد