العناد طريق الى الهزيمة

mainThumb

12-08-2025 10:31 AM

العناد دائماً هو سلاح الصغار، إن كانوا في السن أو في العقل، والاطفال المدللون معتادون على تلبية كل رغباتهم وإرضائهم على حساب من يتنازل عن حقه، ويرضى أن يعتدى عليه نفسياً وعسكرياً ويصمت، المدللون لا يقبلون أن يرفضهم أحد، أو يلطمهم حر انتصر لكرامته حتى لو واجه آباءهم أهل الخسة والوقاحة والنذالة، الذين لا يرون حقاً للآخر، المهم أنفسهم الدنيئة!!.

العناد قد يتقبله الكبار من المدلل وهو صغير، فإذا كبر وتقدم في السن وظل على ما هو عليه، يسأمون منه ويكرهونه، حتى يصبح عبئا على أهله ومحبيه، وبدل أن يكون عناده محبباً لهم في البدايات، ينقلب الى النقيض، فيعود صاحبه منبوذاً محتقراً، فلا تلبى له حاجة ولا يأبهون لعناده، ولذلك غالباً ما يوقع العناد صاحبه بالمهالك...!!

الكيان المدلل نموذج صريح لما سبق، فهو الآن كبر واشتد عوده لكنه ما زال يرى نفسه صغيراً مدللاً ويتصور أنه لو يطلب "لبن العصفور" فعلى رعاته تنفيذ طلباته حتى لو لم يقدروا عليها.. لكنه في نظر العالم الآن، وصل الى غايته ولا يليق به الدلال المؤذي، ولا يُقبل منه العناد القاتل، وليس له إلا تقبل الحقيقة المرة، وهي الزوال!!.

منذ بداية الطوفان و "النتن" يطلب من أميركا وأدواتها "تحقيق نصر كامل" له، مع أنهم أفهموه أن تحقيق حلمه بدولة يهودية، تسيطر على كامل بلاد العرب، بمعطيات الواقع الآن، وحتى في المستقبل مستحيل، بل إن الزمن تخطاها.. والواقع الدولي تغير، ولم يعد كما كان وهو صغير، يلهو في أحضان أوروبا وأميركا..

على صعيد حكومة الكيان، "النتن" يعاند للبقاء في السلطة مهما كان الثمن، مع أنه يواجه اتهامات فساد..!! يهرب من الانتخابات لأنها قد تقصيه فلا يستطيع تلبية رغباته، ثم يهرب الى الحرب لأنها ورقته الأخيرة للبقاء في السلطة.
وبعناد ممجوج يرفض أي حل سياسي حتى من قبل حلفائه الأمريكان....
ثم يعاند حلفاءه في الحكومة، ووزير دفاعه وقادة الجيش متجاهلاً مهنيتهم، ويصر على كل من حوله تحقيق أحلامه المستحيلة، والرعاة محتارون هل يدللون حكومة النتن، أم دولة الكيان التي تدعم توجهاته الاجرامية؟.

"النتن" يعاند المجتمع الإسرائيلي "ان صح التعبير" الذي يحتج ضده ويطالبه بالاستقالة، لكنه لا يعير ذلك انتباهاً،
وبسبب طفولته السياسية أو قُل صَغاره الذي يصنع عناده ويفقده مصداقيته دوليًا، قد يودي بالدولة برمتها، فهو يكذب أمام العالم في المحافل الدولية، ويدعي أن كل ما حدث في غزة من دمار وجوع وقتل، قامت به حماس، وينسى أن العالم يسمع ويرى جرائمه في غزة ويعرفون أنه كذاب، ولكنه عناد الصغير المدلل، الذي يرفض الواقع ويتجاهل أن زمن الدلال قد ولى، وأن رعاته لا يستطيعون تذليل المجاهدين له، لكي يشبع عنجهيته وكبره وصفاقته، والأكثر صفاقة هي دولته التي ما زالت تدعمه، وهي ترى الحراك العالمي ضدها..

البيبي المدلل بالرغم من عدم وجود دلائل للنصر يقول: "سنواصل حتى النصر"!!.
وما زال يلوّح للشعوب الحرة التي خرجت للتظاهر ضد الحرب ولكل منتقد باسطوانته المعتادة "معاداة السامية" مع أنها سردية سقطت عالمياً، لكنه وزمرته لا يصدقون الواقع، لسيطرة عقلية الطفل المدلل العنيد عليهم!! .
عناده المقيت يجعله يتصور أنه اذا أسكت أصوات من ينقلون جرائمه للعالم، سيستمر في جرائمه، لكن كل حماقة يرتكبها تنقلب ضده، وتأتي بعكس ما يريد، وتزداد الاصوات الغربية ضده وضد دولته القائمة على الوهم، كشجرة بلا جذور، مهما اغدقت عليها الماء تظل صفراء وتسير نحو الموت.

أما ما الذي أنتجه عناده الصغير هو وحكومته ومن يدعمه، أن إسرائيل تخسر تعاطف العالم كل يوم، حتى اليهود في الغرب يحتجون ضدها.
وغزة تعلو وترتفع أسهمها عالمياً رغم الخذلان والألم والموت والجوع، وتُنتج جيلًا بعد جيل من المقاومة، التي شبت عن الطوق، وخرجت من دائرة المستضعفين الذين ذللتهم لها سيدتها الكبيرة، لتمارس عليهم دولة الاحتلال، دلالها ووقاحتها وعنادها..
النتن سيستمر بتجاهل الواقع حتى يصل الى الحقيقة أن دولته هرمت ولا يلائمها الدلال الدولي، ولا عناد قادتها وشعبها المتطرف، ومع تفاقم العناد لن يبقى لهم الا أن يحملوا جعبة الخرافان والأساطير البالية التي صدعوا بها العالم، ويرحلوا...!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد