إعادة خدمة العلم تستلزم إعادة تدريس القضية الفلسطينية
أعادت الدولة الأردنية خدمة العلم في ظل الصلف الإسرائيلي والتحديات الإقليمية المتصاعدة، وهو قرارصائب لاعادة تشكيل المكون الجسدي الدفاعي الأردني ويؤهل الشباب لتحمل مسؤولياتهم الوطنية. غير أن قوة الجسد وحدها لا تكفي إن لم تترافق مع التربية الفكرية والعقائدية الوطنيه التي تمنح الجندي والمواطن على السواء بوصلة معنوية تحدد له "عدوه الحقيقي"ولماذا يدافع ولأي غاية يقدم التضحيات. فالتدريب والاعداد العسكري يخرج شباباً قادرين على حمل السلاح والتحرك في ميادين المعركة ، أما التعليم العقائدي فيزرع فيهم اليقين بعدالة قضيتهم الأولى: فلسطين" المغتصبه". ومن دون هذا التلازم يبقى الأعداد ناقصاً، وكأننا نُعِدُّ أجيالاً تتحرك بلا هدف أو معنى .
ولعلّ أصدق تعبير عن المعنى الذي نسعى اليه ما يتجسد في كتاب "القضية الفلسطينية" الذي ألفه ابن الأردن البارذوقان الهنداوي رحمه الله . فهذا الكتاب لم يكن مجرد مادة تعليمية "تحفيظيه " تروي أحداثاً تاريخية ، بل كان وثيقة "وعي وادراك" وأداة تشكيل وجودي وجداني صاغت في عقول أجيال كاملة أن فلسطين قضيه وطن لكل العرب ، وأنها ليست حدثاً عابراً في ملفات السياسة، بل قضية وجود وهوية ومصير. قوته أنه جاء صريحاً من قومي وطني مسلم فذا، عميقاً، بعيداً عن التنظير، جامعاً بين التاريخ والدين والتراث والمعنى الإنساني، حتى غدا ضميرا حيا ونصاً لا يضاهيه مقرر في عمقه ووضوحه. ولعلّ إلغاؤه من المناهج لم يكن قراراً بريئاً، بل خطوة غير مدروسة وغير" مبرره وطنيا " انتجت تفريغ الوعي العربي من سرديته التاريخية وخلق "اجيال هاويه" محايدة لا ترى في القدس سوى ذكرى ماضيه وصوره سياحيه باهته من الحاضر . وهكذا نشأ جيل ظله الاغترب فكرياً بعيد عن فلسطين وقيمها، وهي النتيجة التي راهنت عليها الصهيونية، إذ إن" احتلال الذاكرة والفكر" أخطر من احتلال الأرض.
وقد عبّر الدكتور غازي الربابعه، الأكاديمي والسياسي المعروف، عن عمق هذه الخسارة في لحظة مؤثرة باتت شاهداً على خطورة تغييب الوعي. فالربابعه لم يكن مجرد أستاذ جامعي، بل كان ضابطاً في الجيش الأردني شارك في معارك فلسطين بشراسه"" الذاكره مع الدكتورغازي الربابعه """ وهو شاب في مقتبل عمره، قبل أن ينتقل إلى ميدان التعليم ليواصل دفاعه عن القضية من مدرجات الجامعات. وعندما وصله خبر إلغاء تدريس مادة "القضية الفلسطينية"، أوقف طلابه دقيقة صمت وقرأ معهم الفاتحة "على روح القضية الفلسطينية". وقد لخّص هذا الموقف بكلمات لا تزال ترن في الذاكرة:
"حين أُعلن إلغاء تدريس مادة القضية الفلسطينية، أوقفت طلابي دقيقة صمت وقرأنا الفاتحة على روح القضية… لأن حذفها من المناهج هو دفنٌ للذاكرة قبل أن يكون قراراً إدارياً." – د. غازي الربابعه
كان هذا المشهد رمزياً لكنه بالغ الدلالة والخطوره ؛ إذ أرسل رسالة عميقة بأن حذف المادة من المناهج يعادل اغتيال القضية من الذاكرة الوطنية، وأن المعركه تبدأ من القاعة الدراسية قبل أن تُحسم في ميدان المعركة.
إننا لا نريد للقضية الفلسطينية أن تذوب في بحرالسياسه والعلوم والتكنولوجيا كما لو كانت مجرد فصل عابر في كتاب تاريخ أو قصيده في كتاب، بل نريدها أن تترسخ في الضمير والوجدان، وأن تتحول إلى قيم تُعاش لا ذكرى تُستحضر. فما معنى أن يبدع الطالب في الفيزياء والرياضيات إن كان يجهل لماذا القدس قلب الأمة وفلسطسن عروس عروبتها ؟ وما قيمة أن يواكب أحدث التكنولوجيا إن كان قد فُصل عن جذوره وهويته؟
وإعادة تدريس هذا الكتاب ليست فقط ضرورة تربوية، بل هي أيضاً أبراء وانصاف للإرث الهاشمي الذي نذر نفسه للدفاع عن فلسطين والمقدسات. إنها وفاء لدماء الملوك الذين استشهدوا دفاعاً عن القدس، وترجمة عملية لوصاياهم المتعاقبة لمن خلفهم. ومن ثم يصبح التعليم امتداداً للجندية، ويغدو المنهج المدرسي رديفاً للرسالة السياسية الأردنية في الدفاع عن الأرض والمقدسات.
إن تكامل خدمة العلم مع إعادة تدريس كتاب "القضية الفلسطينية" هو معادلة بناء الدولة الأردنية الحديثة؛ جسد قوي يعرف كيف يحمل السلاح، وعقل واعٍ يعرف لأي قضية يرفعه وأين يوجهه. هناك، بين ساحة التدريب وقاعة الدرس، يولد المواطن القادر على حماية وطنه والدفاع عن رسالته. ولهذا فإن إعادة هذه المادة إلى المناهج ليست ترفاً معرفياً، بل واجب وطني وإبراء للذمة أمام التاريخ، وترسيخ لهوية الأجيال التي لا ينبغي أن تنسى فلسطين لتبقى في الضمير قبل أن تكون على الخريطة، ومن ينسى ضمير الأمة ينسى وجودها.
5 آلاف شاحنة مساعدات عالقة بينها 896 من الأردن إلى غزة
هواوي تكشف موعد إطلاق هاتفها القابل للطي
الطفل أحمد البطنيجي يستشهد جوعاً في غزة
الفنان فؤاد حجازي يوجه رسالة شكر وامتنان بعد تماثله للشفاء
إطلاق كليك بلس للحوالات العابرة للحدود قريبا
العيسوي: الملك والشعب والجيش حصن الوطن المنيع
الفراية يؤكد أهمية التحول الرقمي في الخدمات الحكومية
قبل صدور نتائج التوجيهي اليوم .. تعرّف على كيفية حساب المعدل
غضب بوين بعد خسارة وست هام يشعل المدرجات
الأردن يحصد تكريماً أممياً للتحول الرقمي
الصناعة والتجارة: الصادرات الوطنية حافظت على نموها في النصف الأول ل2025
مصرع 9 أشخاص جراء سيول في شمال السودان
التربية تحدد مواعيد الدورات التكميلية لجيل 2008
ترفيع وإنهاء خدمات موظفين لاستحقاق التقاعد المبكر .. أسماء
إعلان نتائج التوجيهي جيل 2008 إلكترونيًا وورقيًا نهاية آب
آلية احتساب معدل التوجيهي جيل 2008
إعادة تفعيل رابط المكرمة الملكية ليوم واحد
تفاصيل مقتل النائب السابق أبو سويلم ونجله
غرامات على المخالفين لوضع الحواجز في عمّان
قرار بتركيب أنظمة خلايا شمسيَّة لـ1000 منزل .. تفاصيل
إربد تفتتح أكبر نزل بيئي في محمية اليرموك
التربية تعلن عن وظائف شاغرة بمسار BTEC
الجامعة الأردنية تُجري تشكيلات أكاديمية جديدة
ممنوع الواسطة في خدمة العلم .. تفاصيل
100 شاغر ضمن المكرمة الملكية لأبناء المتقاعدين العسكريين .. أسماء