جدل بسوريا حول دعوة المؤثرين للفعاليات الحكومية

mainThumb

01-09-2025 01:40 PM

السوسنة - أثار توجه الحكومة السورية الجديدة نحو استقطاب صناع المحتوى والمؤثرين للمشاركة في فعالياتها الرسمية جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وسط تساؤلات حول طبيعة المحتوى الذي يقدمه هؤلاء ومدى تأثيرهم في تشكيل الرأي العام.

ويُعرف المؤثرون بأنهم أشخاص يمتلكون جمهوراً كبيراً على وسائل التواصل الاجتماعي، ويستثمرون شعبيتهم في الترويج لأفكار أو منتجات، مما يمنحهم قدرة على التأثير في توجهات الجمهور.

إلا أن هذا التأثير بات محل نقاش في سوريا، خاصة بعد توجيه دعوات رسمية لعدد كبير من المؤثرين لحضور فعاليات حكومية.

وتساءل مدونون عن جدوى هذا التوجه، معتبرين أن الاعتماد على المؤثرين قد يكون عبثاً إذا لم يُراعَ نوع المحتوى الذي يقدمونه.

وقال أحدهم إن شهرة المؤثر لا تعني بالضرورة أنه مناسب لتمثيل جهة رسمية، مضيفاً أن اختيار المؤثرين يجب أن يُبنى على أسئلة جوهرية تتعلق بجمهورهم وطبيعة رسالتهم، وليس فقط على عدد المشاهدات.

ورأى آخرون أن منح مساحات واسعة لمؤثرين لا يحملون رسالة هادفة قد يؤدي إلى تراجع الوعي لدى الشباب، بدلاً من بنائه.

كما أشار ناشطون إلى أن بعض المؤثرين يركزون على الاستعراض وطلب الترند عند زيارتهم سوريا، متجاهلين جوانب إنسانية مؤلمة مثل الفقر المنتشر، والتسول، وتشرد الأطفال، ومعاناة الناس بعد سنوات طويلة من الحرب.

في المقابل، اعتبر سوريون أن دعوة المؤثرين تأتي في سياق إدراك الحكومات لتراجع قدرتها على التحكم بالإعلام التقليدي، ما يدفعها إلى احتواء المؤثرين أو تحييدهم.

وأوضحوا أن بعضهم يُستخدم كمنبر دعائي، فيما يُستغل آخرون لتمرير رسائل سياسية، في إطار ما يُعرف بالقوة الناعمة.

كما أشاروا إلى أن الوصول إلى شرائح معينة من الجمهور، مثل جيل "زد"، لا يمكن تحقيقه إلا عبر المؤثرين، حتى وإن وُصف محتواهم بالسطحي. فصانع القرار يرى فيهم منصات إعلامية خاصة، ويعتمد في تقييمهم على حجم جمهورهم أكثر من جودة محتواهم، مستشهدين بحالات تلقى فيها مؤثرون عروضاً مغرية من حكومات ثرية بهدف احتوائهم

اقرأ ايضاً:



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد