ناشطة تركية أميركية تُغتال برصاص الاحتلال في بيتا

mainThumb

13-09-2025 10:48 AM

السوسنة - استشهدت الناشطة الحقوقية الأميركية من أصل تركي، عائشة نور إزغي، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي في السادس من سبتمبر/أيلول 2024، أثناء مشاركتها في مظاهرة سلمية ضد الاستيطان في بلدة بيتا شمالي الضفة الغربية المحتلة، لتتحول قصتها إلى رمز إنساني لنضال عالمي من أجل فلسطين.

ولدت عائشة في مدينة أنطاليا جنوب غربي تركيا عام 1998، وانتقلت مع عائلتها إلى مدينة سياتل الأميركية بعد عام من ولادتها.

درست علم النفس في جامعة واشنطن، واختارت تخصصًا فرعيًا في لغات وثقافة الشرق الأوسط، مدفوعة بشغفها لفهم قضايا المنطقة التي تنتمي إليها جذورها.

عرفت بشخصيتها الهادئة والمسالمة، لكنها كانت متمردة على الظلم، كما وصفها والدها محمد إيغي، الذي عبّر عن فخره بابنته التي كرّست حياتها للدفاع عن حقوق الإنسان دون تمييز.

عملت في مجالات متعددة، من العلاج السلوكي للأطفال المصابين بالتوحد إلى التسويق والخدمات القانونية، لكنها وجدت نفسها في العمل التطوعي، حيث ساهمت في دعم المجتمعات المهمشة وتنسيق الفعاليات الحقوقية.

انضمت إلى حركة التضامن الدولية، وشاركت في توثيق الانتهاكات الإسرائيلية ومرافقة المزارعين الفلسطينيين في الضفة الغربية ضمن مبادرة "فزعة"، لتوفير الحماية الرمزية لهم.

وكانت من أبرز الأصوات المناصرة لفلسطين في جامعة واشنطن، حيث قادت مظاهرات احتجاجية ضد الحرب على غزة، وقدّمت دعمًا ماديًا ومعنويًا للفلسطينيين.

قبل اغتيالها بأيام، أبلغت صديقتها بنيّتها السفر إلى فلسطين بصفتها مراقبة دولية، للمشاركة في مظاهرات مناهضة لتوسع المستوطنات.

وفي السادس من سبتمبر، أصيبت برصاصة في الرأس خلال مظاهرة سلمية على جبل صبيح، ونُقلت إلى مستشفى الرافدية في نابلس، حيث أُعلن استشهادها عن عمر 26 عامًا.

نُقل جثمانها إلى تركيا، ودُفنت في مدينة أيدن بعد صلاة الجنازة في المسجد المركزي، وسط حضور شعبي ورسمي واسع، شارك فيه نائب الرئيس التركي جودت يلماز، ووزير الخارجية هاكان فيدان، ورئيس البرلمان نعمان قورتولموش، فيما رفرفت الأعلام التركية والفلسطينية في وداعها.

ورغم اعتراف إسرائيل بالمسؤولية عن العملية، فإنها وصفتها بـ"الخطأ غير المقصود"، في وقت طالبت فيه عائلتها بفتح تحقيق ومحاسبة الجنود المسؤولين.

كانت عائشة نور تؤمن بأن الموت من أجل قضية عادلة يمنح الحياة معنى، وقد ناضلت من أجل قضايا متعددة، من حقوق السود إلى دعم مسلمي الروهينغا وحماية البيئة، لتبقى سيرتها شاهدًا على شجاعة لا تعرف الحدود، ورسالة إنسانية لا تُنسى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد