المطلوب قرارات جريئة من القمة العربية
شكّل العدوان الإسرائيلي على الدوحة في 9-9 الجاري تحولا خطيرا وغير مسبوق بتوسيع كرة نار الاعتداءات الإسرائيلية على الدول العربية وتهديد النظام الأمني العربي من المتوسط إلى الخليج.
وللمرة الأولى تعتدي إسرائيل عسكريا على دولة وعاصمة خليجية في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي بتداعيات خطيرة. توجب التعامل معها بجدية وحسم بعيداً عن المواقف التقليدية غير الفعالة. لاحتواء وردع عدوان نتنياهو وحكومته الأكثر تطرفا. خاصة بعد إفشال جميع المبادرات والوساطات بقيادة قطر بلا كلل لوقف حرب الإبادة، وحصار وقصف مدينة غزة وارتفاع عدد شهداء التجويع لـ 414 شهيداً ربعهم أطفال. كما يمضي تهويد القدس، وتقطيع أوصال الضفة الغربية، وصوت الكنيست الإسرائيلي بفرض السيادة على الضفة الغربية. والأكثر استفزازا المصادقة على خطة توسعة المستوطنات وخاصة مشروع E-1-بضم القدس الشرقية إلى مستوطنة معالي ادوميم وفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها-وبالتالي عمليا إجهاض حل الدولتين وقيام دولة فلسطينية-التي تتحضر 6 دول: فرنسا وبريطانيا وبلجيكا ومالطا وكندا وأستراليا الاعتراف بالدولة الفلسطينية في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع القادم. بعد تصويت الجمعة الماضي 142 دولة بأغلبية ساحقة، مقابل امتناع 12 دولة ومعارضة 10 دول تتقدمهم الولايات المتحدة وإسرائيل-على «إعلان نيويورك» بتحديد خطوات ملموسة ومحددة زمنيا ولا رجعة فيها لحل الدولتين.
يرافق ذلك مواقف وتصعيد عنصري إسرائيلي مستفز يقوده نتنياهو ومتطرفو حكومته ـ بإعلانه «سنحقق وعدنا ولن تكون هناك دولة فلسطينية.. هذه بلادنا»! في انقلاب على القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن واتفاقية أوسلو التي كانت أكبر خدعة وفخ وقعت به القيادة الفلسطينية منذ أكثر من ثلاثة عقود.
أمام هذا المشهد المؤلم والمتراجع والقمع والقصف والقضم والضم والتنكيل بالفلسطينيين من غزة إلى القدس والضفة واعتداءات على مدن ومخيمات الفلسطينيين في الضفة الغربية وإطلاق قطعان المستوطنين للاعتداء على حرمة ساحات المسجد الأقصى وأملاك ومنازل ومزارع وحقول الفلسطينيين-تصعد حكومة الاحتلال وتوسع كرة النار لتشمل استباحة سيادة وأمن واستقرار الدول العربية من غزة والقدس والضفة إلى سوريا ولبنان وصولا إلى اليمن وليضيف العدوان الإسرائيلي الاعتداء على سيادة دولة قطر في محاولة فاشلة وجبانة وسافرة وغدر ضد الوسيط القطري المثابر لوقف حرب الإبادة والتجويع والحصار وإطلاق سراح الأسرى وإدخال المساعدات الطارئة لإنقاذ الوضع الإنساني المتدهور.
واليوم مع الموقف الدولي الداعم بقوة لدولة قطر وإدانة نادرة بشبه إجماع باستثناء الولايات المتحدة وإسرائيل، العدوان الإسرائيلي على قطر في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الخميس الماضي-والتضامن العربي-الإسلامي الدولي مع قطر-وتثمين وتقدير مساعي دبلوماسية وساطة قطر-حيث اعتبر رئيس الوزراء-وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن-في المؤتمر الصحافي ومقابلة سي ان ان وكلمة دولة قطر في مجلس الأمن ولاحقا اجتماع الشيخ محمد بن عبدالرحمن مع الرئيس ترامب في نيويورك وسبقه اجتماعه مع نائب الرئيس فانس ووزير الخارجية روبيو ـ الذي زار إسرائيل للمرة الأولى وليس ويتكوف.
وكان رئيس الوزراء الشيخ محمد بن عبدالرحمن أشار في كلمته في مجلس الأمن أن الهجوم الإسرائيلي على قطر «يقوض النظام الدولي. لكن ستواصل قطر دورها الإنساني لحقن الدماء ولن تتهاون بالاعتداء على سيادتها ونحن دعاة سلام ولسنا دعاة حرب ولن نستسلم لغطرسة المتطرفين المتعطشين للدماء متجاوزين الحدود والقوانين الدولية». وسبق وصفه الاعتداء بالغادر و«إرهاب دولة» وبالغادر-والجبان وانتهاك لسيادة قطر، وتقوض الضربة جهود الوساطة لوقف النار وإطلاق سراح الأسرى..
وتعقد اليوم القمة العربية ـ الإسلامية الثالثة منذ طوفان الأقصى وحرب الإبادة على غزة، والأولى في الدوحة، أمام استحقاقات مهمة، لا شك هذه القمة الأهم بتاريخ القمم العربية ـ الإسلامية ترامنا مع طغيان التهور والعدوان الخارج عن عقاله من متطرفي الاحتلال وبتواطؤ وشراكة القوى الكبرى. يتوجب لجمه وردعه. بعيداً عن التعامل التقليدي غير المجدي من تنديد وشجب، نظرا لجرأة وخطورة الهجمة.
لذلك المطلوب البناء على الدعم والتضامن الذي عبرت عنه كلمات رؤساء الوفود في مجلس الأمن: إشعار الإسرائيليين حكومة وقيادة عسكرية واستخباراتية ورجال الأعمال بأن هناك كلفة كبيرة لتهور وعدوان وسعي إسرائيل. لكسر شوكة الفوقية والغطرسة الإسرائيلية- القوة المهيمنة في المنطقة. وارتقاء لفداحة التهديد على الأمن الفردي والجماعي.
بتضمين بيان القمة العربية-الإسلامية الختامي إدانة كاملة للعدوان الإسرائيلي على دولة قطر وعلى الدول واستباحة سيادة الدول العربية والإسلامية، وتجميد جميع خطوات وإجراءات التطبيع. وسحب السفراء العرب والمسلمين وطرد السفراء الإسرائيليين وتجميد جميع الاتفاقيات الأمنية والتجارية والاقتصادية والاستثمارات وفرض حظر عربي-إسلامي على الشركات المتعاونة مع إسرائيل. ووقف فوري لحرب الإبادة على غزة ورفع الحصار وتبادل الأسرى وإدخال المساعدات العاجلة.
رفع دعاوى قضائية ضد قادة الكيان كمجرمي حرب. مطالبة إدارة ترامب بأن التعاون الاقتصادي ومذكرات التفاهم والاستثمارات هي رهينة للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على الدول العربية والإسلامية. والتفريق بين حق الدفاع عن النفس المشروع حسب القانون الدولي ونزع صفة الإرهاب التي تروج لها إسرائيل والولايات المتحدة. وتفعيل اتفاقيات الدفاع الخليجي المشترك والدفاع العربي المشترك. وتوقيع اتفاقيات أمنية خليجية وعربية مع باكستان وتركيا. وتقارب أمني ودفاعي مع روسيا والصين والهند. دعما لنظام عالمي متعدد الأقطاب وتوثيق العلاقة مع «عالم الجنوب». واستغلال تغير رأي العام الغربي وخاصة جيل الشباب في الولايات المتحدة وأوروبا وفي العالم الإسلامي والشرق. كل ذلك يُعمّق عزلة إسرائيل ووصمها «دولة مارقة» ومعتدية.
ما لم ترتق القمة لهذا التحدي بقرارات جريئة وفعالة، نكون فوتنا فرصة تاريخية لإيلام وردع غطرسة القوة وتهديد أمننا واستقرارانا. ونذكر شعوبنا تراقب وتأمل وتحلم!
أستاذ في قسم العلوم السياسية ـ جامعة الكويت
جيش الاحتلال يجري مناورة عسكرية بالضفة الاثنين
وزير الخارجية يلتقي الشيباني وبارِك بالدوحة
الحوثي يهاجم مطار رامون وهدفاً عسكرياً بأربع مسيرات
خبر وفاة النجمة الهندية كارينا كابور يتصدق المواقع
القسام تكشف عن عملية بغزة وزامير: لن نهزم حماس
برشلونة يسحق فالنسيا بسداسية في الدوري
دور المجتمع الدولي والإقليمي في وقف حرب السودان
المطلوب قرارات جريئة من القمة العربية
هذا ما سيفعله نتيناهو خشية اعتقاله
الفحيص يحقق فوزه الثالث بالبطولة العربية للسيدات
إصابات وتضرر مستشفى القدس بقصف للاحتلال
تعديل ساعات عمل جسر الملك حسين الشهر الحالي والقادم
وظائف شاغرة وامتحانات تنافسية .. أسماء
مدير المعهد المروري: هذه المخالفة تستوجب العقوبة القانونية
أسرار حجز تذاكر طيران بأسعار مخفضة
عمل إربد تعلن عن وظائف وإجراء مقابلات بشركة اتصال
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً اليوم
خبر سار للمكلفين المترتبة عليهم التزامات مالية للضريبة
الخضير أمينا عاما للسياحة واللواما للمجلس الطبي وسمارة لرئاسة الوزراء
سعر الذهب عيار 21 في الأردن اليوم
الصفدي يلتقي وزير خارجية كرواتيا في عمّان اليوم
قيادات حماس التي استهدفتها إسرائيل في الدوحة .. أسماء
الصحة النيابية تطلع على الخدمات بمستشفيي الإيمان
دراسة تكشف ديناميكيات الانقلابات العسكرية في إفريقيا