لمسة إنسانية على خطاب ملكي

mainThumb
جلالة الملك عبدالله الثاني

23-09-2025 02:48 PM

كلما أقرأ بيانًا من جلالة الملك عبدالله الثاني حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أجد رسالة واضحة ومتسقة: حل الدولتين ليس مجرد خيار مفضل، بل هو المسار الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق سلام دائم. هذا الخطاب الأخير في نيويورك لا يختلف، لكن ما يثير دهشتي هو الشعور المتزايد بالإلحاح والصراحة. إنه يبدو أقل شبهاً بالصيغة الدبلوماسية وأكثر شبهاً بنداء أخير لعالم يبدو وكأنه على شفا صراع كبير آخر.

أعتقد أن استخدام الملك لعبارات مثل "مستوى مروع من سفك الدماء والدمار" ليس مجرد تأثير درامي؛ بل هو محاولة لاختراق المصطلحات البيروقراطية وتذكير المجتمع الدولي بالتكلفة البشرية الوحشية للتقاعس عن العمل. عندما يقول إن هذا العنف هو "انتهاك صارخ للقوانين الدولية"، فهو لا يذكر حقيقة فحسب، بل يدين ما يعتبره الكثيرون فشلاً للمؤسسات العالمية في الالتزام بمبادئها. إنه انتقاد قوي ومباشر يستهدف أولئك الذين لديهم القدرة على إيقاف سفك الدماء ولكنهم لم يتصرفوا بحسم كافٍ.

من هذا النص، أستنتج أن الملك يرى الوضع الحالي كمفترق طرق حاسم. التحذير بأن العالم إما على "طريق الصراع المظلم والدموي" أو "طريق السلام" القائم على حل الدولتين هو خيار صارم. إنه يشير إلى عدم وجود حل وسط أو بديل آخر. هذا تصعيد كبير في النبرة، حيث يدفع لاتخاذ إجراءات فورية وحاسمة بدلاً من المفاوضات المطولة والمتعثرة.

أخلص إلى أن رسالة الملك ذات شقين: المطالبة بإنهاء فوري للحرب في غزة والدعوة إلى دفع متجدد وجاد نحو حل الدولتين. شكره لفرنسا والمملكة العربية السعودية، وإشادته بالدول التي اعترفت مؤخراً بفلسطين، ليست مجرد لفتات دبلوماسية. إنها تأييد علني لإجماع عالمي ناشئ. أعتقد أنه يستخدم هذه المنصة للإشارة إلى أن المد يتغير، وأن على العالم أن يغتنم هذا الزخم. السطور الأخيرة حول "استعادة الأمل" و"مستقبل من السلام" هي، في رأيي، الأكثر أهمية. إنها تحول الخطاب من تحليل سياسي إلى نداء حاشد، يحث القادة على النظر إلى ما هو أبعد من الأزمة الفورية والعمل نحو مستقبل مشترك ومفعم بالأمل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد