حمى نوبل السنوية
بعد ترقب طويل من متابعي جائزة نوبل للأدب، التي تعتبر أرفع جائزة أدبية في العالم، وتستطيع أن تقفز بالذي يحصل عليها قفزات كبيرة، ما كانت لتحققها كتابته، أو شهرته مهما كان مشهورا، منحت الجائزة للكاتب المجري: لاسلو كراسنا هوركاي،، وهو كاتب كبير بالطبع، عمرا وكتابة، ومعروف جيدا في أوروبا، وأيضا ليس مجهولا تماما للقراء العرب، مثل حائزين سابقين على الجائزة، ، وإنما يعرفه كثيرون، وقرأو روايته المشهورة «تانغو الخراب»، التي ترجمها صادق النبهان بترجمة جميلة، ونشرت منذ عدة سنوات.
الشيء الغريب في جائزة نوبل للأدب، هو متابعة القارئ والمثقف العربي لها، بحمى شديدة للغاية، على الرغم من أنها ليست جائزة عربية، ومن غير المحتمل أن تمنح لعربي مرة أخرى، بعد نجيب محفوظ، ونرى ما يحدث للعرب من إذلال هنا وهناك، وتهميش لحضارتهم العريقة.
وذكرت كثيرا من قبل، أن ترجمة الأدب العربي للغات أخرى، خاصة الإنكليزية ليست هي النهاية، ولن تكون سببا في شهرة أحد إلا نادرا، وحين يترجم له نص مؤثر، لا يستطيع القارئ الغربي، إلا أن يتذوقه، أو يعجب به، وفوجئت مرة وأنا أتصفح موقع أمازون، أن هناك عشرات الكتاب العرب، مترجمون للإنكليزية، لكن لا أحد سمع بهم حتى في العربية، إنها مسألة علاقات، تقدم هذا، وتمتنع عن تقديم ذاك، والمحصلة لا الجيد ولا الرديء يمكن أن يحصل على موقع في بحر الآداب العالمي، إنها ترجمات قد يستدعى بسببها الكاتب للقاء جمهور، تم انتقاؤه في دولة ما، أو جامعة تدعم البحث، حيث يذهب، يوزع ابتساماته، ويوقع على نسخ قليلة وينتهي الأمر. وحتى الوكلاء الأدبيون، الذين يروجون للكتاب، ويساعدون في الترجمة، لا يقبلون الأديب العربي مهما كانت شهرته، والجوائز التي حصل عليها، إلا بصعوبة شديدة، وإن فعلوا، يتكاسلون في تقديمه للعالم، ولا يحصلون له في الغالب على دار نشر مهمة، تدفع حقوقه، وتهتم بكتابه وتروج له.
طبعا جائزة نوبل لم يقل أحد إنها لا تقبل الكتاب العرب، إنها تقبلهم باعتبارهم كتابا موجودين في عالم الكتابة، وبعضهم معروف إلى حد ما خارج الوطن العربي، رغم قلة الحيلة التي ذكرتها، وأعتقد أن الشاعر والمفكر السوري أدونيس، من المبدعين الذين يشبهون مثل هذه الجوائز، فهو منظر وشاعر قديم، وهناك اهتمام عالمي بتجربته في كتابة الشعر، والتنظير فيه، ودائما ما تجده موجودا في كل احتفال، أو ندوة فيها، حاجة لاستضافة مبدع عربي، وأظنه من المرشحين القدامى للجائزة، ومرت بالقرب منه وحوله عشرات السنوات، ونال عشرات المبدعين الجائزة، ولم ينلها، حتى قبل أيام من إعلان الفائز، برز اسمه بقوة، لدرجة أن كل متابع تأثر بتلك الحمى، وأيقن أنه سينالها هذه المرة، وأيضا تخطته لكاتب مجري، رأت لجنة الجائزة، أنه يستحقها أكثر.
أدونيس ليس وحده، يستيقظ من أجله الآلاف كل عام عند قرب الإعلان عن الجائزة، هناك أيضا الياباني هوراكو موركامي، الذي يكتب الملاحم السردية بكل بساطة، كأنه يكتب خواطر عادية، هو متخصص في كتابة المجتمع الياباني بكل ما فيه من خير وشر، ولكن بطريقة فيها كثير من الملل، والترف والإطالة، وصدور أجزاء عديدة، لحكاية يمكن أن تنتهي في جزء واحد، أو حتى نصف جزء، مثلا روايته المشهورة: «كافكا على الشاطئ»، كانت في رأيي ستكون أمتع لو تم اختصارها.
هاروكي بطريقته هذه، وبغرائبيته، له قراء بالملايين، وهناك قراء ينتظرون أعماله بشغف، والمتابع لمسيرته، سيعثر على ملايين التعليقات الإيجابية عن كتابته، ونلاحظ دائما عند صدور أي كتاب له باليابانية، يتجمع الناس منذ الليل في طوابير طويلة، أمام المكتبات، ليحصلوا على نسخهم، وإن صادف وجوده في معرض كتاب، أو أمسية أدبية، سيحدث زحاما غير طبيعي. أنا شخصيا أقرأه حين أستطيع، بسبب عدم وجود وقت لقراءته.
سؤال هنا: هل حقا يستحق هوراكو موراكامي جائزة نوبل؟
طبعا يستحقها من ناحية اشتغاله على بيئة تخصه، ومجتمع يعرفه جيدا، ومزجه الموسيقى بالفنون، في أعماله، وأنه صاحب مشروع كبير، ومستمر.
السؤال الآخر: هل يحتاج موراكامي لجائزة نوبل فعلا؟
لا طبعا، فهو مؤسسة قائمة بذاتها، ولو أراد لمنح غيره جائزة باسمه، وأظن أن هذا ما يجب أن يسعى إليه، فجائزة نوبل من ضمن ما تفعله، تقديم مبدعين شبه مجهولين للعالم ليعيد اكتشافهم، ومن المبدعين الرائعين الذين قدمتهم، وفعلا لديهم تجربة مهمة، الألمانية هيرتا مولر، التي يستمتع بقراءتها كل من يقرأ لها.
إذن جمهور موراكامي، يستيقظ قرب الإعلان عن جائزة نوبل للأدب، إنه استيقاظ تدفعه حمى الإعجاب، لكن أعتقد أن موراكامي نفسه غير مهتم، و لا تعنيه الجائزة في شيء.
منذ سنوات وحتى العام الماضي، كان يوجد التشيكي ميلان كونديرا، ويوجد الافريقي العظيم نغوغي واثايونغ، وقبلهما كان يوجد تشينيا تشيبي، صاحب «أشياء تتداعى»، التي قد تكون سبقت أدب أمريكا اللاتنية في الغرائبية، هؤلاء أيضا كانت لهم أعمال ريادية، تستحق أن تستيقظ من أجلها الحمى، في كل عام، لكن لا أحد منهم نال الجائزة، أو اقترب من نيلها، ونفاجأ في كل عام بالحمى تفتك بمتعاطي الأدب، ويستيقظون على اسم غير مألوف، أو غير متوقع. شخصيا لم أقرأ كل من حصل على نوبل، لأنك ببساطة لا تستطيع قراءة كل من كتب، ولكن أنتقي البعض، وهؤلاء قد يعجبني ما كتبوه، وقد لا يعجبني، وهنا أشير للتركي أورهان باموق، فهو من منجزات جائزة نوبل، وكاتب مهم وعظيم، وأيضا الجنوب افريقية: نادين غورديمر، التي قدمت تجربة ملهمة.
كاتب سوداني
هجوم سيبراني جديد يستهدف مستخدمي أندرويد
سامسونغ تطلق W26 بتصميم فاخر ومواصفات متفوقة
مرام البلوشي تكشف عن تجربة زواج مؤلمة
الوطني لحقوق الإنسان ينظم جلسة توعوية في جامعة اليرموك
مستشفى الجامعة يطلق خدمة جديدة لعلاج مشاكل العمود الفقري
ردود فعل دولية ترحّب بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين
لجان نيابية تؤجل اجتماع مناقشة انتشار الكلاب الضالة
نظام غذائي متوسطي يُخفف أعراض الصدفية بنسبة 75%
رامز جلال يهنئ شقيقه ياسر بعد تعيينه في مجلس الشيوخ
محمود عباس سيشارك في قمة شرم الشيخ
14.5 مليار دينار قيمة حركات خدمة كليك
وزير المياه يبحث مع المفوضة الأوروبية تعزيز التعاون في مشاريع المياه
واتساب يضيف شريطًا جانبيًا لتجربة أفضل على آيباد
مدعوون لإجراء المقابلة الشخصية لوظيفة معلم .. رابط
مزيج الموز والفلفل الأسود يثير اهتماماً صحياً واسعاً
موجة إدمان جديدة تهدد جيل الشباب حول العالم
الإفراج عن متهمين بقضية الدرونز .. أسماء
التَعلُّم ومراحل التعليم في الأردنّ!
الجمارك: تطبق التحول الالكتروني الشامل لكافة الطلبات والمعاملات
القطاع الحكومي يعلن عن برنامج توظيف شامل .. رابط
رئيس مجلس أمناء الكلية الجامعية للتكنولوجيا يلتقي الهيئة التدريسية
تقدم وإرادة تبحثان تعزيز العمل الكتلوي بعد الاندماج
إعلان أوائل الشامل للدورة الصيفية 2025 .. أسماء