الملكة رانيا من ميونخ: "وجع القلب هو ثمن اليقظة".

mainThumb

12-11-2025 10:06 AM

أيقظت كلمات الملكة رانيا العبدالله مدارج الأمل والمحبة عند شباب العالم، ذلك التكوين الذي يحمل مسؤولية التنمية المستدامة ومواجهة خراب العالم بعد أزمات توالت، وغيرت معالم التنمية الحراك الحضاري وألغت أفق الطاقة الإيجابية، وترى جلالة الملكة رانيا، اننا عدنا إلى فلسفة التغيير المواجهة، فالعالم تعب من الحروب والنزاعات والاستفراد الغربي الأميركي الإسرائيلي بكل مقدرات الحقيقة، لهذا جاءت دعوة الملكة، لكل شباب الكون، لمواجهة الكراهية بالأمل..حقا، كما بينت الملكة بوعي وفكر و وجودها مع الشباب من كل دول العالم، وتوجت جلالتها، بعمق وفكر هاشمي، أيقونة افتتاح قمة "عالم شاب واحد" السنوية التي أقيمت هذا العام في ميونخ الألمانية.. ومنها كانت حقيقة التوجيه، والحوار، ان "وجع القلب هو ثمن اليقظة".
رانيا العبدالله، ملكة الأردن، لها ديمومة الحضور الغني الفكري الجريء، وهي في مدرسة وموروث الحضارة والثقافة الهاشمية، تتبادل بوعي وحضور ثري في الأعمال والقيادة الاجتماعية والتربوية، سندا لعزم جلالة الملك عبدالله الثاني، والام المعينة لسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، وصقل ذلك حقائق قدمت لكل مظاهر تنمية وتشغيل وبناء وعي الشباب وفق، ما قالت الملكة:

*البنية الاولى:

إن التقاعس واللامبالاة من قبل العالم لم يؤديا إلى وقوع الفظائع في غزة فقط بل ساهما في تجدد الكراهية عالمياً.

جلالتها، وأوضحت ذلك بالقول: "مراراً وتكراراً، حذر الخبراء من أن غزة تشهد عمليات تشريد جماعي، ومجاعة، وإبادة وشيكة، وفي الأشهر القليلة الماضية، جرى تأكيد المجاعة والإبادة الجماعية من هيئات عالمية مستقلة وأخرى تابعة للأمم المتحدة، رأى العالم ذلك قادماً، لكنه أخفق في التحرك لمنعه".

*البنية الثانية:

في جميع أنحاء العالم، نرى الكراهية تتسلل مجدداً إلى أسس مجتمعنا العالمي، وليس الخطر فيما تدمره الكراهية فقط، بل لما تعيد تشكيله في بوصلتنا الأخلاقية، وإحساسنا بالإنسانية".

واستعرضت جلالة الملكة بعضاً من التحول القاسي الذي عاشته غزة منذ عام 2023، حيث أُبيدت أسر بأكملها، وقُتل آلاف الأطفال، أو أصبحوا أيتاماً، أو جائعين، أو جرحى، أو مثقلين بالصدمة.

*البنية الثالثة:

"مهمة إعادة البناء الهائلة ما زالت تنتظر، والاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي لفلسطين ما يزال مستمراً، وما يزال قمع الشعب الفلسطيني متواصلاً، وما يزال التوصل إلى حل عادل لهذا النزاع الذي امتد لعقود، للفلسطينيين والإسرائيليين، صعب المنال".

.. ونرى، مع الملكة رانيا، وعي مخاطبة الجمهور، في عمق أوروبا، وهو جمهور فتي، مختلف ضم حوالي 5 آلاف شاب وشابة من أكثر من 190 دولة، وبرزت البنيات الفلسفية والحقائق، إذ أشارت الملكة إلى أن تأثير غزة تخطى الشرق الأوسط مثيراً ردود أفعال عاطفية وغريزية في جميع أنحاء العالم.

*البنية الرابعة :

وقالت "ربما لأننا شهدنا -في الوقت الحالي- الحقيقة الواضحة للكراهية عندما تتحول من شعور إلى كلمات، ثم إلى أفعال".

أن الكراهية عادت مرة أخرى في السنوات الأخيرة تحت أسماء مختلفة، "العنصرية المتخفية في عباءة الوطنية .. التفوق العرقي في عباءة الفخر الثقافي".

.. وغالبا، وفق رؤية جلالته، "للكراهية عواقبها، فالاستهانة بها باعتبارها "مجرد كلام" هو تجاهل لكيف بدأت كل إبادة جماعية بالكلمات".

وسلطت جلالتها الضوء على دور خطاب التجريد من الإنسانية في بعض أحلك فصول التاريخ البشري، وقالت "مجرد كلام" حتى يُمهد خطاب الكراهية الطريق لعنف لا يوصف"... وهذا فهم عربي إسلامي، استشراف، لما وقع فيه العالم، عندما فكر الركون الى الاكاذيب الصهيونية وألاعيب السفاح نتنياهو وحكومة التطرف التوراتية الإسرائيلية النازية، وقد قدمت رانيا العبدالله، الملكة والقيادة المؤثرة أردنيا وعربيا ودوليا وأمميا، وكشفت، في ألمانيا، وقمة الشباب:

"في أعقاب هجمات السابع من تشرين الأول، عندما أعلن مسؤول إسرائيلي حصاراً تاماً على غزة، وصف السكان بأنهم «حيوانات بشرية»، كان يسير وفق نهج قديم مجرب: أقنع الجمهور بأنك تتعامل مع وحوش، فلا يصبح العنف مقبولاً فحسب، بل ضرورياً".

.. بالتأكيد، نرفض ذلك:

1-: أن الكراهية لا يمكنها أن تتقدم دون حليفها الصامت وهو اللامبالاة.

2-: "تُعطى الكراهية شرعيتها من أولئك الذين يرفضون التطرق إلى القضايا الصعبة، قائلين "إنها معقّدة"، لكن ما يقصدونه في الحقيقة: "لا نريد أن نُتعب أنفسنا".

3-:"لكن اللامبالاة ليست أمراً بريئاً أيضاً، إنها تطيل عمر الظلم، تنازل صغير تلو الآخر يؤدي بنا إلى استسلام صامت للسقوط الأخلاقي".

4-: ان الكثيرين حول العالم أصيبوا بخيبة أمل نتيجة الحرب على غزة، موضحة أن العامين الماضيين شهدا ولادة حركة عالمية مؤيدة للفلسطينيين وصفتها بأنها "أضخم حركة شعبية عفوية عرفها العالم في الذاكرة الحديثة".

*البنية الخامسة :

"اعلموا أن الأمل ليس مجرد تفاؤل ساذج؛ بل شجاعة تتحدى اليأس، إنه ما يدفع الناس للمطالبة بحرية شعب لم يلتقوه قط"، وأضافت "الحب يتطلب قوة أكبر من الكراهية، أن تكون شاهداً على الفظائع ليس بلا ألم، لكن وجع القلب هو ثمن اليقظة".

.. للملكة طاقتها الإيجابية، تريد أن نرى الوجه الأساس للحقيقة.. وان أجيال الشباب قادرة على صنع التغيير والأمل.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد