الملك عبدالله الثاني: الأردن شريك العالم

mainThumb

21-11-2025 09:09 PM

يواصل جلالة الملك عبدالله الثاني، بثبات وحنكة، ترسيخ مكانة الأردن كدولة فاعلة وصاحبة حضور دولي مؤثر، من خلال جولاتٍ دبلوماسية مكثفة تحمل في طياتها رسائل سياسية واضحة، وفرصًا اقتصادية حقيقية، وتعزيزًا لشراكات استراتيجية تمتد من أقصى الشرق إلى قلب العالم العربي.
جولة ملكية تصنع المستقبل
لقد جاءت الجولة الملكية الأخيرة لتفتح للأردن آفاقًا جديدة في مجالات الاستثمار، الطاقة، التعليم، الدفاع، والتبادل التجاري. فزيارة جلالته لليابان أسست لشراكات معرفية وإنتاجية مهمة عبر اتفاقيات مع جايكا وصندوق الاستثمارات اليابانية، إضافة لمنحة وقرض بقيمة 105 ملايين دولار دعماً للاقتصاد الوطني.
أما في سنغافورة، فقد جاء التعاون ليشمل قطاعي الطاقة والتعليم، وهما حجر الأساس لأي نهضة مستقبلية. وفي فيتنام، مهّد جلالة الملك لأبواب جديدة للتصنيع والتجارة وتبادل الخبرات، بينما رسخت زيارته لأندونيسيا تعاونًا عسكريًا متقدمًا تُوّج بحضور تمرين مشترك بين جيشي البلدين.
باكستان… استقبال استثنائي لشريك استراتيجي
وتوّجت الجولة بزيارة باكستان، حيث حظي جلالته باستقبال لافت بدأ بمرافقة الطائرات المقاتلة للطائرة الملكية، وانتهى بمنح جلالته أعلى وسام مدني في باكستان تقديرًا لدوره ومكانة الأردن. كان لهذا المشهد أثرٌ كبير في إبراز حجم التقدير الدولي لقيادة الأردن، ورسائل سياسية كبرى تعيد تعزيز المكانة الجيوسياسية للمملكة.
غياب إعلامي… وحضور سياسي لافت
ورغم ثراء هذه الجولة بالأحداث والنتائج، إلا أن الإعلام الأردني لم يكن حاضرًا بالمستوى الذي يليق بها. فقد كان من الممكن تقديم تغطية نوعية تُبرز لحظة وصول الملك، وتفسّر دلالات الاتفاقيات، وتُظهر حجم الاهتمام الدولي بالأردن، مما كان سينعكس إيجابًا على الرأي العام وعلى ثقة المواطن بالنهوض الاقتصادي المنتظر.
إن عرض نتائج هذه الزيارات وشرح مضامينها ليس مجرد بروتوكول إعلامي، بل جزء أساسي من الاستثمار في المنجز السياسي، وثقة ضرورية لتعزيز الاقتصاد الوطني، واستعادة الأمل لدى الناس بأن الأردن يسير نحو مستقبل أفضل
الملك… عين على الأردن وأخرى على فلسطين
يمضي جلالة الملك عبدالله الثاني في مساره بثبات:
عينٌ على الأردن، أمنه واستقراره وحياة مواطنيه.
وعينٌ على فلسطين، قضيتها وعدالتها والوصاية الهاشمية على القدس.
فهو يدرك أن مكانة الأردن الدولية جزء من قوته الداخلية، وأن دعم فلسطين واجب عربي وهاشمي لا يتغيّر. وهكذا تتكامل السياسة الخارجية مع الثوابت الوطنية، ويستمر الأردن في أداء دوره التاريخي بكل حكمة واقتدار.
إن الجولة الملكية الأخيرة ليست مجرد زيارات دبلوماسية، بل هي استثمار استراتيجي طويل الأمد، يضع الأردن على خريطة الشراكات العالمية، ويعزز حضور جلالته كقائد تُحترم كلمته وتُقدّر مكانته. وهو ما يجب أن يُستثمر وطنيًا وإعلاميًا واقتصاديًا، لنمضي بثقة نحو مرحلة جديدة من العمل والإنجاز.
فهي جولة تقول بوضوح:
الأردن حاضر… والملك حاضر… وعيون الهاشميين لا تغفل عن عمّان ولا عن القدس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد