دور إدارة المخاطر في مكافحة الفساد

دور إدارة المخاطر في مكافحة الفساد

01-12-2025 09:51 AM

في وقت تتسارع فيه التحولات وتزداد فيه الضغوط على المؤسسات لتعزيز كفاءتها، يعود الحديث بقوة عن أهمية إدارة المخاطر كأداة عملية للحد من الفساد ومنع حدوثه قبل أن يتحول إلى أزمة. فالفساد، وفق الخبراء، لم يعد مجرد تجاوز قانوني يمكن ضبطه بعد وقوعه، بل ظاهرة متغيرة تتسلل إلى تفاصيل العمل اليومي داخل المؤسسات.
ما يميز إدارة المخاطر أنها تعمل بمنطق مختلف عن الرقابة التقليدية؛ فهي تتعامل مع احتمالات الفساد قبل وقوعها، عبر تحليل بيئة العمل ورصد نقاط الضعف في الإجراءات والصلاحيات وسير العمليات. هذا النهج يوفر للمؤسسات قدرة أكبر على إعادة تصميم إجراءاتها وتعزيز الضوابط التي تمنع استغلال أي ثغرة.
أن تعزيز الشفافية هو أحد أهم الآثار المباشرة لتطبيق إدارة المخاطر، إذ يؤدي توثيق الإجراءات ومراجعة القرارات الحساسة وتتبّع مسارات المعلومات إلى تقليل فرص الانحراف، ويجعل أي محاولة للاختباء خلف الإجراءات المعقدة شبه مستحيلة.
ومع دخول أدوات تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي إلى العمل الرقابي، أصبحت المؤسسات أكثر قدرة على كشف الأنماط غير الطبيعية في المعاملات المالية والإدارية، ما يساعد في رصد أي مؤشرات مبكرة على وجود فساد أو سوء استخدام للسلطة.
كما أن وجود إطار واضح لإدارة المخاطر يرفع من جودة القرارات داخل المؤسسات، لأنه يضع أمام صانع القرار معلومات دقيقة وسيناريوهات واضحة تساعده على اتخاذ قرار مبني على تحليل موضوعي بدلاً من الحدس أو الاجتهاد الشخصي.
وتتفق آراء المتخصصين على أن دمج إدارة المخاطر في منظومة مكافحة الفساد أصبح ضرورة ملحّة لحماية المال العام وتعزيز ثقة المواطنين والمستثمرين، خاصة في ظل تزايد التحديات وازدياد الحاجة إلى مؤسسات أكثر مرونة وقدرة على التنبّه المبكر للمخاطر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد