الحسين… راية الأمل وقيادة التمكين في مسيرة الشباب الأردني

الحسين… راية الأمل وقيادة التمكين في مسيرة الشباب الأردني

02-12-2025 10:28 AM

في كل مرحلة من مراحل نهضة الوطن، كانت البوصلة تتجه نحو الشباب باعتبارهم الطاقة التي لا تنفد، والركن الذي تقوم عليه دولة واثقة بمستقبلها. وفي الأردن تحديدًا، تبرز شخصية سموّ الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، كقائد شاب آمن منذ البداية بأن ازدهار الوطن يبدأ من منح الشباب الفرصة ليكونوا جزءًا أصيلًا من عملية البناء، لا مجرّد متلقين لنتائجها.

لقد حمل سموه رؤية واضحة، معلنة وصريحة:
“الشباب الأردني هم ثروة الوطن الكبرى”، وهي ليست مجرد عبارة تُقال في مناسبة، بل نهج متكامل تُبنى عليه البرامج، والمبادرات، والمؤسسات. ومن هنا انطلقت مسيرة التمكين التي قادها سموه بوعيٍ عميق بالتحولات العالمية، وبفهم دقيق لاحتياجات الشباب وتطلعاتهم.

وجاء تأسيس مؤسسة ولي العهد لترسّخ هذه الرؤية وتحوّلها إلى عمل مؤسسيّ دائم. فالمؤسسة ليست فقط منصة لدعم الشباب، بل مظلة وطنية شاملة تهدف إلى بناء قدراتهم وتنمية مهاراتهم، وفتح آفاق جديدة أمامهم في التكنولوجيا، والعلوم، والريادة، والعمل التطوعي.

فقد أصبحت المؤسسة مركزًا حقيقيًا للإبداع، تجمع الطاقات الشابة من مختلف المحافظات، وتوفر لهم برامج تدريبية، وشراكات دولية، وفرصًا تعليمية، وتطبيقات عملية تواكب متطلبات العصر. وهذا بدوره أسهم في بناء جيل قادر على المنافسة والإبداع، جيل يمثل الأردن بأفضل صورة في الداخل والخارج.

من خلال رؤية ولي العهد، انتقلت المبادرات الشبابية من كونها فعاليات محدودة إلى مشاريع استراتيجية ذات أثر مستدام.
فقد شملت هذه المبادرات:
• برامج تكنولوجية وريادية تُعزز الابتكار المحلي.
• منصات اجتماعية متطورة تمكّن الشباب من صناعة محتوى هادف ومسؤول.
• حاضنات أعمال توفر الدعم العلمي والمالي والتقني للمشاريع الريادية الصاعدة.
• مبادرات في إربد ومحافظات أخرى عززت اللامركزية والوصول المباشر إلى الشباب خارج العاصمة.

هذه المبادرات لم تُطلق فقط لتقديم خدمات، بل لتغيير الثقافة العامة تجاه دور الشباب، ولإشراكهم في صناعة القرار المجتمعي، ولتحويل قدراتهم الشخصية إلى طاقة وطنية فاعلة.

ولأن العمل التطوعي هو الوجه الأرقى للمواطنة، جاءت جائزة ولي العهد للعمل التطوعي لتكون حافزًا وطنيًا يدعو الأفراد والمؤسسات إلى تبنّي قيم الخير والعطاء.
لقد أعادت هذه الجائزة إحياء روح التكافل الاجتماعي، ورسّخت مفهوم المسؤولية المجتمعية كجزء أساسي من شخصية المواطن الأردني، خاصة من فئة الشباب.

كان سمو ولي العهد واعيًا بأن بناء وطن قوي لا يعتمد فقط على الاقتصاد والسياسة، بل يحتاج أيضًا إلى خطاب ثقافي وتاريخي يعزز الهوية الوطنية ويحميها من التشويه والأفكار الدخيلة.
ومن هنا جاءت مبادرة “السردية الأردنية”، التي منحت الشباب فرصة للمشاركة في كتابة رواية وطنهم، عبر الأدب والفنون والتاريخ والإعلام، وبما يضمن أن تبقى الهوية الأردنية متماسكة ومتجددة في آنٍ واحد.

وفي إطار تعزيز الانضباط والمسؤولية وروح الفريق لدى الشباب، جاء قرار إعادة العمل بقانون خدمة العلم خطوة استراتيجية تعبّر عن رؤية سموه في بناء شباب قوي جسدًا وفكرًا وسلوكًا.
فهذا القرار ليس مجرد تدريب عسكري، بل منظومة تربوية وثقافية تُسهم في صقل الشخصية، وتعزيز قيم العمل الجاد، والانضباط، واحترام القانون، والانتماء للوطن.

كل هذه الجهود يقودها سموّه بثبات وإيمان عميق، مدعومًا من جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي لطالما كان الداعم الأول لطموحات الشباب، والمؤمن بقدرتهم على قيادة التغيير.
وهكذا يتكامل دور القائدين ليصنعا نموذجًا أردنيًا مميزًا، يُعلي من قيمة الإنسان، ويؤمن بالشباب، ويمنحهم المساحة الرحبة ليكونوا أصحاب أثر في مجتمعهم ووطنهم.

إن ما يقوم به سموّ الأمير الحسين ليس مجرد دعمٍ عابر للشباب، بل هو مشروع نهضة وطنية يُعيد رسم ملامح المستقبل الأردني.
فهو يعمل على بناء جيل قادر على مواجهة التحديات، وصناعة الحلول، وتحويل أحلامه إلى إنجازات، ليبقى الأردن وطنًا يستمد قوته من شبابه…
ويزهو بهم كما يزهو الراعي بقيادته ومسيرته.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد