للمجالس أمانات .. وشباب السفيرة!

mainThumb

18-02-2016 09:35 AM

أعلنت السفارة الأمريكية في عمان يوم أمس 17/2/2016 و على موقعها الالكتروني بأنه تم تشكيل "مجلس شبابي ‏أردني للسفير الامريكي في الأردن" ليكون حلقة الوصل بين الشباب الاردني وصانعي القرارات السياسية الأمريكية ‏المتعلقة في الشؤون الأردنية.‏
 
المهمة الرئيسية للمجلس ستكون التركيز على خمسة مواضيع رئيسية تهم الشباب الاردني و هي القضاء على البطالة ‏بينهم،تطوير التعليم و الثقافة،تمكين الشباب،العدالة الاجتماعية،و أخيرا محاربة التطرف من خلال دعم المبادرات ‏الفردية و الجماعية المتعلقة بهذا الامر.‏
 
لقد أصبحت السفارة الامريكية تتدخل بشكل سافر وعلني في الشؤون الأردنية،فالسفيرة أليس ويلز تجوب البلاد من ‏العقبة جنوبا حتى اربد شمالاً، و من الأغوار غرباً حتى الرويشد شرقاً،وتستقبل من قبل الحكام الاداريين و تطمئن ‏منهم على أوضاع مناطقهم و تستمع منهم عن المشاكل التي يواجهونها و معرفة احتياجاتهم،و تزور المسؤولين ‏الاردنيين و النواب في منازلهم و تستمع منهم الى تحليلاتهم و ملاحظاتهم حول الشأن الأردني و الاقليمي،و ينبري ‏البعض منهم لمهمة الترجمة لها و البعض الاخر للدفاع عن سياسة بلادها في المنطقة.‏
 
و هنا أتساءل،هل تأخذ السفيرة الأمريكية موافقة الجهات الاردنية المختصة و تنسق معها برامجها لزيارة مختلف ‏المناطق الاردنية، و أعني هنا وزارتي الخارجية و الداخلية.‏
 
و لماذا يسمح لها بهذه الجولات والتدخل في شؤوننا الداخلية،مخالفةً للأعراف الدبلوماسية المتبعة و أحيانا مخترقة ‏للسيادة الوطنية.‏
 
ماذا تريد السفيرة الأمريكية من شبابنا دون الثلاثين من العمر؟ الأمر واضح انهم رجال أمريكا في الأردن الذين ‏سيتبوأون المناصب و المراكز القيادية في البلد في المستقبل،وإلا فماذا يعني أن يكون هذا المجلس حلقة الوصل بين ‏الشباب الاردني و صانعي القرار السياسي الامريكي فيما يتعلق بالأردن.‏
 
ثم هل أصبحت السفارة الأمريكية في عمان مسؤولة عن توظيف الشباب الأردني و تمكينه و تحقيق العدالة الإجتماعية ‏له و تطوير التعليم و محاربة التطرف في الأردن؟ ماذا أبقت للحكومة الأردنية؟!.‏
 
إن هذا الأمر جدٌّ خطير و على حكومتنا التدخل العاجل و اتخاذ الإجراءات التي تليق بسيادة الوطن و رفعته ووضع ‏حد لهذه الممارسات المشبوهة.‏
 
سؤال أخير للحكومة،ماذا سيكون موقفها لو أن السفارة الإيرانية في عمان(بالمناسبة أنا ضد السياسية الإيرانية المتبعة ‏في منطقتنا العربية) عن تشكيل مجلس شبابي أردني للسفير الإيراني في الأردن مهمته الربط بين شبابنا و صناع ‏القرار السياسي في طهران؟!.‏
 
و أقول قبل أن أختم أنه لو حدث أن سألت أحد أعضاء هذا المجلس ماذا ناقشتم في اجتماعكم الدوري مع السفيرة ‏الامريكية فإنه سيجيبك و الابتسامة الصفراء التي تعلمها من صناع القرار السياسي الامريكي تعلو شفتيه،آسف يا ‏صديقي فإن للمجالس أمانات.‏
 
و الله من وراء القصد.‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد