بني كنانة .. الكنز الدفين - د.محمود العمر العمور

mainThumb

20-04-2017 02:50 PM

ذلك التاج المرصع بالجواهر على رأس خارطة الوطن الحبيب، في أقصى الشمال، يعانق التاريخ، ويزهو بالحاضر، ويرنو إلى مستقبل زاهر.
 
 إنه لواء بني كنانة، مهد الحضارات، وأرض الإنتصارات والفتوحات، وجنان الطبيعة من جبال راسيات، وسهول كاسيات، ووديان سحيقات. مستعيرا بيت الشعر من حافظ ابراهيم:
 
أنا البحر في احشائه الدر كامن               فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
 
لواء بني كنانة: مهد الحضارات القديمة، حيث تشهد الآثار العريقة على ذلك، من مدينة جدارا الرومانية في أم قيس؛ بأعمدتها ومسرحها وأقبيتها وطرقها. ومدينة ابيلا الرومانية في منطقة قويلبه في حرثا، والكثير من الآثار المتفرقة هنا وهناك في جميع قرى اللواء.
 
يعانق نهر اليرموك حيث شهدت أول معارك الفتح الإسلامي العظيم لبلاد الشام، ففيها عبق البطولة والتضحية والإنتصار، ومن على أرضها تنبئك شقائق النعمان بدم الشهداء عبر التاريخ الغابر وحتى يومنا هذا، هناك في منطقة الشعلة في سحم الكفارات حيث تطل على أرض المعركة الخالدة، وعلى تلة خالد بن الوليد.
 
 وبين جبال شامخات راسيات، فيها من جمال الطبيعة علوا، ومن الكهوف أشكالا كتلك في منطقة الدير في سحم الكفارات، تصطف فوق بعضها بعضا، ويعتقد أن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام قد سكنها لفترة وجيزة، وتلتف الجبال والهضاب والتلال حول اللواء تحتضنه، وتبث روح المغامرة فيمن يهوى صعود وتسلق المرتفعات.
 
 وسهول ممتدة فيها من الأشجار الحرجية البلوط والصنوبر وغيرها، وبساط أخضر مزركش بشتى ألوان الزهور في الربيع، حيث يرتاده الزوار والسياح من شتى مناطق الوطن، مستمتعين بجمال طبيعته، وعليل هوائه.
 
ووديان مروية بماء الينابيع والعيون، فيها من الخير الكثير، الأشجار المثمرة؛ تين وزيتون، عنب ورمان، وجوافة وحمضيات وغيرها، وخضروات مختلفة.
 
اللواء زراعي بامتياز... حيث يشتهر بزيت الزيتون النقي، زيت الكفارات منذ قديم الزمان، وثمرة الجوافة التي تزرع في وادي اليرموك في سحم، والرمان وخصوصا في وديان كفرسوم، وغيرها من المنتجات الزراعية.
 
ويحتوي اللواء على مصادر متعددة للماء، سد الوحدة، ونهر اليرموك، والينابيع والعيون، والمياه الجوفية الحارة والباردة.
 
فمن الحكمة الاستثمار في هذا الكنز الدفين، توفير البيئة المناسبة للاستثمار من قبل الحكومة، من بنى تحتية، ومشاريع خدمية، واعلانات سياحية، وتشجيع الاستثمار من قبل القطاع الخاص. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد