خلخلة منظومة القيم الاخلاقية

mainThumb

09-08-2019 12:23 PM

لا يخلو يوم الا وتطالعنا وسائل الاعلام باشكالها المختلفة عن الاختراقات القانونية والاخلاقية والمجتمعية التي تحدث في الاردن بين افراد المجتمع وبين افراد الاسرة الواحدة، فتارة نسمع بحدوث جريمة قتل بشعة لمجرم قام بقتل امه او اخته او جاره او ايا كان، وتارة نسمع بعملية اعتداء بالضرب على كادر طبي او معلم، وقضايا المخدرات حدث ولا حرج فلها زاوية خاصة باعلامنا!!!، وارقام حالات الطلاق بازدياد مستمر!!!، وبدأنا نتحدث عن ظاهرة التحرش في وسائل النقل العام والاسواق والاماكن الضيقة، عداك عن سماع الكلام البذيء والشتائم القبيحة المنتشرة في الشوارع والحارات بين الاجيال!!! وما تسمع من تعالي اصوات المنبهات وما يقال على الاشارة الضوئية عند لونها الاصفر دليل دامغ على نفاد قيمة الصبر لدينا.
 
فمنظومة القيم والأخلاق اي اقوى من اي قانون في ضبط السلوك الفردي والجماعي وضمان استقامته في اي مجتمع. وعليه، فهي الأساس في بناء المجتمع وضبط ايقاعه السلوكي والمحافظة على تماسكه وتطوره وازدهاره، ولكن نظرة فاحصة الى واقع حالنا تجد المنظومة الاخلاقية والقيمية تلفظ انفاسها الاخيرة ودليل ذلك التفسير الشخصي والمجتمعي وغير الاخلاقي للعديد من القيم من الاخلاقية فاصبحت السرقة من المال العام شطارة، والكذب مجاملة وشطارة وفهلوة "مشي حالك"، والتدين ارهابا وتخلف، والتبرج اناقة، وخروج المرأة من المنزل للعمل –مهما كان العمل- الاعتماد على الذات، وخرابات البيوت عمارا، فالبعض يوزع الحلوى عند الطلاق!!! والتربية تخلف، فينعت المؤدب بالمسكين والاهبل، والغش بالامتحان شطارة ولحلحة!!! والتمسك بالقيم رجعية الى غير ذلك من العبارات المدمرة والقاتلة للقيم والاخلاق وفصلها عن مضمونها الحقيقي فازمة الاخلاق في قمتها وترمي بضلالها السلبية على جميع مناحي الحياة. 
 
ويثار السؤال المهم التالي: فمن المسؤول عن ذلك؟ فهل تخلت الاسرة عن تربية ابنائها؟. هل تخلت البيئة التي يعيش فيها المواطن عن التربية؟. هل تخلت دور العبادة عن زرع القيم الفضلى لدى الناشئة؟. هل تخلت وزارة التربية عن دورها التربوي؟. هل تخلى الاعلام عن دوره التربوي واكتفى بذكر النتائج السلبية للخلخلة الاخلاقية ونفخ فيها؟!. وغيرها العديد من الاسئلة التي تحتاج الى اجابة سريعة. وان بقي على حاله سيتحول الى عنف مجتمعي لا تحمد عقباه.
 
*خبير تميز وتخطيط استراتيجي
ikhlouf@yahoo.com
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد