أول مقهى طاقمه من مصابي متلازمة داون

mainThumb

30-11-2020 09:24 AM

السوسنة - بهندام أنيق وابتسامة لطيفة يستقبل رجب كوناك زبائن مقهى داون (DOWN) الواقع في ميدان كيزيلاي وسط العاصمة التركية أنقرة، مقهى يتميز بديكور بسيط لكنه مميز، يعتمد على اللون البيج مما يضفي على المكان هدوءا يريح النفس ويبعث فيها الأمان.
 
وقد أضحى أول مقهى في تركيا يتكون فريق عمله من أشخاص يعانون من متلازمة داون، يتحدون إعاقتهم ويضربون بكلمات العجز عرض الحائط، حيث يلقى المقهى رواجا وترحابا بين الأتراك.
 
ويهدف المقهى -الذي افتتحته وزارة العمل والشؤون الاجتماعية عام 2001 وتشرف عليه- إلى زيادة ثقة ذوي الاحتياجات الخاصة بأنفسهم، ودمجهم أكثر في المجتمع اجتماعياً ومهنيا.
 
 
 
 
طاقم المقهى
 
يعمل طاقم المقهى في كل شيء داخله، حيث يرحبون بالضيوف ويرتبون الطاولات ويقدمون المشروبات والوجبات الخفيفة التي يحضرها طهاة منهم أيضاً.
 
وبابتسامته الخجولة التي لا تغادر محياه يحكي رجب كوناك 25 عاما الذي يعمل نادلا فيه، ويقول "أنا سعيد جدا بالعمل الذي أقوم به، أرحب بزبائن المطعم وأسجل طلباتهم". ويضيف "لقد تعلمت كيفية تقديم الصحن وترتيب الطاولة والاعتناء بالهندام، كما أنني أقول دائما للزبائن عافيات أولصون (ليكن عافية لك)".
 
ويشعر النادل باتوهان بالحماس للعمل ويسعى نحو الحصول على مزيد من الخبرة في المستقبل، حيث يقول "أتمنى أن يدعمنا الناس في أنقرة وتركيا وجميع أنحاء العالم وأن يأتوا لمشاهدتنا ونحن نعمل".
 
ويضيف "تعلمت كيف ألبّي طلب الزبائن، وكيفية تعاملي معهم لأنني قبل هذا كنت لا أقدر على ذلك كوني خجولا، أما الآن فالحمد لله بعدما عملت في هذا المقهى تعلمت كيف أتكلم مع الناس، هذه خطوة كبيرة وأرغب أن أتقدم أكثر فأكثر".
 
وبسعادة بالغة تقول إيليف "الزبائن والفريق ورئيس العمل يعاملونني معاملة حسنة، ولا أحب أن أقضي إجازات على الرغم من أنني مضطرة للقيام بذلك، أساعد زملائي المصابين بمتلازمة داون، لقد اعتدت على العناية بهم دائما باعتبار أنني تلقيت دعمهم سابقا، خاصة عندما توفيت والدتي".
 
تفاعل الزبائن
 
يحدث تفاعل لطيف للغاية بين الزبائن وعمال المقهى، لدرجة أنهم أصبحوا يعرفون أسماء العمال ويستمتعون بالبيئة الودية التي تشكلت فيه، قبل أن يصير وجهة محبذة للعائلات التي يكون بعض أفرادها من ذوي الاحتياجات الخاصة.
 
وأثنى أحد الزبائن ويدعى إسلام على الوجبات المقدمة، وقال "ذهلت بسحر المكان، والأكل هنا لذيذ جدا، يستحقون كل التشجيع" وأضاف "أهم ما يميز العاملين براءتهم والدفء في المعاملة وابتسامتهم التي لا تفارق وجوههم، ولا أشعر أبدا بفرق عن المقاهي الأخرى من ناحية الخدمة السريعة والجيدة".
 
 
 
 
دمجهم في المجتمع
 
يضم مقهى داون 16 شابا وشابة من مصابي متلازمة داون يشتغلون تحت إدارة زينب تونجاي التي أسندت لها هذه المهمة، تقول "عندما افتتحنا هذا المقهى أسسنا ورشة أخرى للخدمة، بدأنا بتعليمهم أولا الاعتناء بهندامهم لأن لدينا لباسا موحدا، بالإضافة لكيفية استقبال الزبون، وترتيب الطاولة، وتلبية الطلبيات، وتقديم الصحن، لقد علّمناهم كل شيء، علّمناهم المهنة بطريقة محترفة".
 
وأكدت تونجاي أن أهمية المقهى لا تكمن في الدعم المالي فقط والتوظيف، لكنه يكافح التمييز والعنصرية ويمنح ذوي الاحتياجات الخاصة فرصة لتقديم مواهبهم والتفاعل مع المجتمع.
 
واعتبرت وجود المقهى في مركز العاصمة المكتظ ميزة كبيرة من حيث زيادة وعي الأشخاص الذين ليسوا على دراية بحقيقة أن المصابين بمتلازمة داون يمكنهم القيام بدور نشط في الحياة، وحتى الحصول على الدعم لدمجهم أكثر في الحياة العملية.
 
ورغم الصعاب الذي يواجهها هذا المقهى الصغير فإن الفريق ما زال يعمل بجد ويقدم الخدمات للزبائن بكثير من الاهتمام والعناية، إنهم يرغبون أن يرى العالم أنهم قادرون على تقديم شيء فريد ومميز لمجتمعهم.
 
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد